مافيا مخلفات البناء تسيطر على سور مجرى العيون

انسحب عمال النظافة من الشوارع، فتحولت الميادين والشوارع الرئيسية إلى تلال من القمامة، ولا فرق هنا بين العاصمة أو المحافظات، ولكن المشهد اللافت كان متمثلا فى سيطرة مافيا مخلفات البناء على العديد من المناطق، أبرزها سور مجرى العيون الأثرى. بسبب غياب الأمن من الشوارع، اكتسبت مافيا المخلفات جرعة من الشجاعة، دفعت كثيرا منهم لحمل الأسلحة البيضاء لإرهاب أى شخص يعترض على قيامهم بإلقاء مخلفات البناء فى أى مكان. وعلى الرغم من امتناع رجال الشرطة عن الحديث عن السبب الحقيقى وراء اختفائهم، إلا أن رجال النظافة كان لديهم العديد من الأسباب التى أفصحوا عنها، وكان فى مقدمتهم " أحمد ـ 45 سنة)، الذى قال لـ "اليوم السابع"، إنه التحق بالعمل فى مجال النظافة منذ 20 عاما، ولكنه لم يوقع عقدا، وهو مثله مثل العديد من العاملين فى هذا المجال ممن يسمونهم "عمال يومية"، وعامل اليومية فى مصر "يموت من الجوع لو جراله حاجة"، على حسب قول أحمد، حيث لن يجد من يعوله. أما "شريفة"، عاملة النظافة بأحد الأحياء بالمنطقة الجنوبية، بالقاهرة، فاختصرت عملها فى جملة واحدة "إحنا انكتب علينا نشيل قذارة الناس"، وأضافت: "الجميع يرانا بلا قيمة، وكأنه كتب علينا أننا نفضل وسط القمامة فقط، كلنا عندنا بيوت وعيال بنعلمهم أحسن تعليم، وربنا بيقوينا عليهم من السلف ومعونات ولاد الحلال، لكن إحنا لينا دور أهم من أى حد، ربنا منحنا النفس الحلوة للتعامل مع القاذورات، لكن مفيش حد فاهم كدة". أما حسن من منطقة السيدة زينب فقال: "ليت الأمر يهون عند المرتبات القليلة اللى لو طالبنا بيها يعتبرونا عايزين نأخذ حاجة مش حقنا، ونلاقى معاملة سيئة من الجميع ، وكأنهم بيدفعولنا من جيوبهم".