السلطة تحيي النكبة داخل المدن فقط
ميرفت صادق-رام اللهأعلنت اللجنة العليا لإحياء ذكرى النكبة اقتصار فعاليات هذا العام على الدعوة لمشاركة جماهيرية واسعة في مسيرتين مركزيتين بمدينتي غزة ورام الله وداخل المدن فقط. ويتناقض الإعلان مع الدعوات التي أطلقتها منظمات شعبية وأطر شبابية داخل وخارج فلسطين بالزحف إلى مناطق التماس مع فلسطين المحتلة في حرب 1948، وباتجاه الحدود مع فلسطين من الدول العربية للتأكيد على حق عودة اللاجئين إلى ديارهم بعد 63 عاما على تهجيرهم.ودعا منسق اللجنة العليا لإحياء ذكرى النكبة محمد عليان الجماهير الفلسطينية في الضفة وقطاع غزة والداخل المحتل عام 48، للمشاركة في المسيرتين المركزيتين برام الله وغزة، منبها إلى ما سماه "جملة محاذير" حول التوجه لخطوط التماس أو الحواجز الإسرائيلية. وأوضح عليان للجزيرة نت، أن المسيرات ستكون مفتوحة للجميع وسيشارك فيها أطفال ومسنون ونساء إلى جانب أعداد من اللاجئين الذين تمكنوا من الدخول إلى الأراضي الفلسطينية بتصاريح زيارة، وسيشكل وصولهم إلى الحواجز ونقاط التماس خطورة على حياتهم. وأشار عليان إلى إعلان وزارة التربية الفلسطينية عدم مسؤوليتها عن حياة أي طالب قد يتوجه إلى نقاط التماس مع الاحتلال، موضحا أيضا أن الحكومة ستتيح لكافة موظفيها المشاركة في إحياء ذكرى النكبة ضمن المسيرات المركزية برام الله وغزة فقط. محمد عليان: لن نخاطر بالتضحية بشهداء بدون فائدة (الجزيرة نت)بلا فائدةووضعت فعاليات إحياء ذكرى النكبة بالتنسيق بين اللجنة العليا لإحياء الذكرى -التابعة لدائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير الفلسطينية- والحكومة والجهات المسؤولة في السلطة الفلسطينية. وقال عليان "وجهة نظرنا تقوم على أننا لا نريد أن نقدم الجرحى والشهداء مجانا للاحتلال في أحداث قد تكون بلا فائدة". وأكد أن تنظيم الفعاليات سيتم بإشراف لجنة مشتركة بين الضفة الغربية وقطاع غزة، ويرأسها رئيس دائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير زكريا الأغا، وتضم في عضويتها ممثلين عن حركة حماس. ومن ناحيته، قال وزير الدولة لشؤون مقاومة الاستيطان والجدار في رام الله ماهر غنيم إن الحكومة ملتزمة ببرنامج الفعاليات الذي أعلنته اللجنة العليا لإحياء ذكرى النكبة، مشددا على أهمية المشاركة لتأكيد حق الفلسطينيين في العودة إلى أراضيهم التي أخرجوا منها بالقوة.ولم يتحدث الوزير عن سيناريوهات محتملة لمواجهة أي مسيرات باتجاه خطوط التماس مع الاحتلال، لكنه أكد وقوف السلطة الفلسطينية إلى جانب أي تحرك شعبي أو دولي يطالب بالحقوق الفلسطينية وعلى رأسها حق العودة. وفي المقابل، شددت اللجنة التحضيرية لمسيرة العودة إلى فلسطين على أن كافة فعالياتها ستكون سلمية ولن تدعو للمواجهة مع جيش الاحتلال، مشيرة إلى استكمال التحضيرات للانطلاق في أضخم مسيرة إلى فلسطين في ذكرى النكبة يوم 15 مايو/أيار الجاري. مسيرات العودةوقال عضو اللجنة التحضيرية لمسيرة العودة أحمد أبو رتيمة إن خطة العودة ستكون بالتوجه إلى الحدود من قطاع غزة إلى معبر بيت حانون (أيريز) شمالا، وفي الضفة نحو الحواجز والجدار الفاصل عن الأراضي المحتلة عام 48، أما في الداخل فستنطلق باتجاه نحو 400 قرية مهجرة أقيمت عليها مستوطنات إسرائيلية منذ عام 1948. ومن المقرر أن يشهد الجنوب اللبناني أضخم مسيرة لعودة اللاجئين الفلسطينيين تحت عنوان "الزحف إلى فلسطين"، بينما تجري التحضيرات لانطلاق مسيرة مليونية في مصر من ميدان التحرير إلى السفارة الإسرائيلية الجمعة، ومنها ستتجه الأحد إلى معبر رفح على الحدود مع فلسطين. وانتقد أبو رتيمة تحذيرات اللجنة العليا والسلطة من التوجه إلى خطوط التماس، وقال إنها "لا تستقيم مع كوننا شعبا يعيش تحت الاحتلال، وأضاف "كل ما سنفعله هو محاولة سلمية لتطبيق قرار دولي يضمن لنا كلاجئين حق العودة، عن طريق التظاهر على مقربة مع حدود الأراضي المحتلة عام 1948 ورفع العلم الفلسطيني فقط".وقال إن "الفلسطينيين يعيشون في مجتمع مقاوم قبل أن تصبح لديهم سلطة وحكومة، ولا يحق لأي جهة منع نشاط سلمي ضد الاحتلال".ومن المقرر أن تنطلق مسيرات العودة إلى فلسطين منتصف الشهر الجاري بمراحل مختلفة -كما يعلن القائمون عليها- تحت شعار "أريد أن أعود إلى بيتي" و"الشعب يريد العودة إلى فلسطين".وعلمت الجزيرة نت من مصادر مختلفة أن فصائل وفعاليات فلسطينية في الضفة الغربية تخطط لتنظيم مسيرات باتجاه حاجز قلنديا الإسرائيلي الفاصل بين رام الله والقدس، وباتجاه قرية الولجة المهجرة عام 48 شمال بيت لحم، وكذلك في البلدة القديمة المحتلة لمدينة الخليل.جدير بالذكر أن شبكة التواصل الاجتماعي فيسبوك شهدت إطلاق صفحة للانتفاضة الفلسطينية الثالثة تدعو المسلمين لأداء صلاة فجر مليونية في أيام 13 و14 و15 من الشهر الحالي إحياء لذكرى النكبة، حيث قال ناشطون إنها اجتذبت أكثر من مليون مشترك.كما أعلن الناشطون -من خلال فيديو تم نشره على الصفحة- عناوين لمساجد مختارة يذهب إليها المصلون في بلدانهم، وقد شملت كل الدول العربية ومدنها المهمة.
Comments