المحتوى الرئيسى

افلا تقرضنا قرضا حسنا؟ بقلم:فيصل حامد

05/10 21:47

رسالة قرضاوية للشيخ يوسف القرضاوي ---------------------------------- افلا تقرضنا قرضا حسنا؟ سماحة الشيخ ولنقل فضيلة الشيخ وهي كلمة اكثر استساغة لدى مشايخ دون غيرهم بينما الاولى يطرب لها مشايخ وسادة اخرون وهنا تبدأ المفاراقات المذهبية اللعينة التي ابتلينا بها اسلاميا شر ابتلاء يضاف اليها الكثير من الامور الفرعية الفقهية التي يراها الكاتب لاتؤدي الى ما نحن فيه وعليه من مذلة وخسران كانت ولا تزال المرجعيات والجماعات الدينية المذهبية تعمقها في نفوس المناصرين من الاتباع والاشباح لكي يبقى الخلاف على اشده بين الفرقاء ولتستمر الفرقة فيما بينهم كل ذلك من اجل تستمر السيطرة على عقول الناس بين الاطراف المتخالفة ليصار الى استثمارها واستغلالها من قبل عدوين اساسيين من اعداء بلادنا الكثر الاول منهما هو العدوالداخلي المتمثل بالمقام الاول تتصدره الكثير من الجهات المذهبية بكل الوانها واسمائها التي وحدها تملك القدرة على التضليل والتحشيد واثارة الفتن بين ابنا الوطن الواحد حتى وان كانوا من اتباع الدين الواحد الذين يمتاز معظمهم بالبساطة التي يسهل تسخيرها واثارتها وهذه الحالة من التبعية المنبطحة مشاهدة في العديد من الاقطار العربية والاسلامية التي تحتاج الى حاسوب آلي لحصرها وعدها اما العدو الخارجي فهو غني عن التوصيف لكن الملاحظ بانه على ارتباط وثيق مع العدو الداخلي الذي لا يرى عيبا من ان يكون رهينا لهذا العدو الكريه المتربص فوق ارضنا وحولها كما تتربص الذئبان لضحاياها من الاغنام والخرفان في الاودية والقيعان فضيلة الشيخ الكا تب وان كان قوميا وعلمانيا يحترم علومك الدينية لكن علمانيته لا تتنافى مع معتقداته السماوية ويعتز ان يكون قوميا يؤمن بالقرآن ويدين بالاسلام وينضوي وان نظريا الى طائفة يقول اتباعها انها الفرقة الناجية التي عناها الرسول الامين في حديثه المتين لكن الكاتب لا يأخذ كثيرا بهذه الفرضية التي ترددها مراجعه المذهبية باعتقاد منه ان قيمة الانسان تحددها الارض بمنظومة من الممارسات العملية ينتهجها الانسان المعني ابتغاء للسماء على قاعدة ان الصعود الى العلياء يبدأ من الانتماء الى الارض فلا سماء بلا ارض ولا ارض بلا سماءوالاذلاء يضمحلون امام الاعزاء والذين يبغون السماء يهلكون ان لم يحافظوا على الارض التي انجبتهم واحتضنتهم وزودتهم بعناصر واسباب الحياة فصيانة الارض أي الوطن من العبث والفتن والفساد ففي ذلك السماء والخلود وهنا تتنبدى لنا اشكالية كبرى يا فضيلة الشيخ لم يجب عليها مشايخ الافتاء الذين تزدحم بهم دور العبادة ومراكز البحوث الاسلامية المنتشرة ولكن دون جدوى دينية حقيقية ونرى كثيرهم لا يتوانى من نشر الافكار التي تدعو الى الخصام والتنفير والمواجهة المسلحة بين مريدي الدين واتباع المذاهب المتنوعة بدون أي شعوربالمسؤلية الدينية والمواطنية والانسانية ايضا وقليلها نلحظه منشغلا بالدعوة الى الاحباط وبالقبول بالامر المفعول واطاعة السلاطين وان كانوا ظالمين لانهم اولياء الامور وان امسوا على مقربة من القبور ومثل هذه الدعوات البائسة مشاهدة وغير خفية خاصة في الدول التي يميل فيها الحكام كبعض حكامنا الى الجهات المعادية لبلادنا بمختلف آليات الاعتداء اللعينة التي تمارس علينا نهارا جهارا في فلسطين ولبنان والعراق وافغنستان ربما بدعوات من هم اغنياء عن التعريف ومن المعيب يا فضيلة الشيخ ان نسمع ونرى ونقرأ من يؤلب الاعداء على مواطنيهم بفتاوى تدعو الى محاربة (الظالمين بالظالمين) أي تماشيا مع مثل طائفي لعين يقول ( ناب الكلب بجلد الخنزير) وبالتأكيد ان الكلاب والخنازير تسمية تطلق على المخالفين للقائلين من ملل ونحل اخرى مخالفة بالدين او المذهب والفكر لمن يفتون بمثل تلك الفتن التي لا تخدم سوى الاعداء ومخططاتهم الاجرامية في بلادنا ولا يمكننا ان نبرىء من يفتي بمثل تلك الفتاوى من التواطىء وقبض الثمن وان كان من دماء مواطنيهم فيا للعيب وما اكثر عيوبنا الاسلامية ايها الشيخ الفضيل اقولها بكل مرارة مؤلمة وبكل الم مر الشيخ القرضاوي الفاضل: الم يحن الآوان ان نسقط والى الابد فيما بيننا حالات الخصام والفرقة والفصام لنقم بدلا عنها حالة الاعتراف بالمناقب الانسانية واهميتهاوفاعليتها ومدى قدرتنا الكامنة والكاملة على الايمان بوحدة الحياة والمصير التي تربطنا بعضا لبعض وانتهاج طريق الجدارة والمسؤلية والمصداقية في اقوالنا وافعالنا بعيدا عن التكفير والتلعين والتهجير واستعداء الاعداء الظالمين للانتقام من ابناء وطننا وان وصفوا بالمتسلطين ورفضا لاقتناص الفرص واستغلال الانتفاضات والحركات التي تطالب بالكرامة والحريات فان الله يصطفي من عباده الاسوياء الصالحين من غير اختيار جنسية اوانتفاء عقيدة دينية او سياسية او مدنية فالخلق عيال الخالق كالام تاريزا او العالم انشتاين او الشاعر طاغور وعمر المختار وربما الشنفره ودبل بوش وابرهة وابو ريغال واعور الدجال ألم يحن الآوان ان ندرك جميعا ان الديانات وجدت من اجل تهذيب الانسان وترقية مناحي الحياة وتعمير الارض بالبناء والخير وان الاديان وجدت للانسان وليس الانسان للاديان وان على الارض جنسا بشريا واحدا لايجوز فرض عليه معتقد واحد او دين واحد ولا يصح اخضاعه لشريعة واحدة وليس من العدل ان ننصب من انفسنا اوصياء طلقاء على عقول الناس وافكارهم او اراؤهم او اكراههم ولا يستساغ مجادلتهم الا بالتي احسن وبالكلمة الطيبة والموعظة الجميلة فالناس قد خلقوا من نفس واحدة( وما خلقكم وما بعثكم الا من نفس واحدة)و(ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي احسن ولا اكراه بالدين) والناس سواسية كاسنان المشط ولا يجوز استعبادهم وتكفيرهم وتخويفهم وقد ولدتهم امهاتهم احرارا فالاسلام الذي نقرا ونعلم ونؤمن ونعتز في مقدمة الاديان والشرائع التي تدعو للعدل والمساواة في الحقوق والواجبات من غير فروقات ومميزات بين السادة والسيدات والاكثر ايمانا بالحرية والشورى (وشاورهم بالامر) و (لو تكاشفتم لما تراقبتم) وتلك هي الديموقراطية التعبيرية الراقية كما ان الاسلام يعتبر عن حق بانه دين التكافل والتآخي والتعالي عن السيئات والصفح عن الاذى والدفع بالتي هي احسن فان الذي بينك وبينه عداوة كانه ولي حميم . هذا هو الاسلام العظيم اسلام المحبة والجهاد في مختلف ارجاء وجوانب الحياة لتعمير الارض والارتقاء بالبشر بعيدا عن القعود على جوانب الطرق للاتكالية والتكفير والاجترار والحديث عن الماضي الا بما يفيد الحاضر ويبعد عن الناس اسباب التخلف والجمود والمساخر بقي من القول . فضيلة الشيخ: لو يبعث فينا فجاة الامام الجليل والمفكر العقلاني الرزين محي الدين بن العربي الذي قتله الجهلاء من الرعاع والدهماء بعد ان احل دمه علماء السلاطين والاطالس والدنانير من اهل الافتاء بالقتل والتكفير والتهجير وزواج الوناسة وارضاع الكبير لمقولته الشهيرة بحقهم ( ان دينكم وديناركم تحت قدمي هذا) لو يبعث فينا وشاهدنا على ما نحن فيه وعليه من خلاف وتخلف وهوان ومن تنابذ وتقاتل ومن فرقة وتفرق فما عساه ان يقول بنا ربما ما كان قد قاله الامام مالك بن انس عن الخمر قليل وربما كثير والله اعلم بما لانعلم ايها الشيخ الفضيل ان اختلافنا على السماء تعريفا وتحليلا قد افقدنا الكثير من الارض وسيفقدنا ما تبقى لنا منها ان بقينا على خلا فنا وعنادنا فالسماء بالعز والحب والعطاء والارتقاء وليست بالمذلة والكراهية والجفاء فلنصن ارضنا من شر انفسنا ومن الاعداء الخانسين فوقها ففي ذلك نصل للسماء من غير مشقة وتكفير وتهجير وعناءفلنتق الله ولنقل قولا كريما وقويما يجمع ولا يفرق بين ابناء الوطن الواحد والدين الواحدا فان الله غني عن افتاءاتنا منزه عن تصوراتنا لا يزيد في ملكه طاعة من ا طاعه ولا ينقص من ملكه معصية من عصاه وانما اعمالنا ترد علينا وما قد اصابنا عربيا واسلاميا من سؤ وخسران في حياتنا فهو من فساد اعمالنا ونقص افعالنا فضيلة الشيخ: افلا تقرضنا قرضا حسنا وتدع امور السماء للسماء وقضايا الارض للارض افلا نتق الله وننبذ التأويلات الدينية العمياء وبه المستعان مما نحن فيه من مذلة وفرقة وهوان والكاتب يعتقد ان ما ذهب اليه ابن العربي من توصيف يصلح لكل زمان ومكان يحكمه سلطان جائر وعالم جبان لكنه مهووس بالنساء والذهب الرنان ومساكنة الشيطان فيصل حامد كاتب وناقد صحفي سوري( مقيم) بالكويت [email protected]

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل