المحتوى الرئيسى

أين المصلحة الوطنية ؟ بقلم أبو الناجي

05/10 20:07

لا شك أن أعدادا كبيرة من جماهير الشعب الفلسطيني تشعر بالفرح وتغمرها النشوة مع إنجاز هذه المصالحة الفلسطينية التي بالفعل هي تاريخية. ولا شك أيضا أن هذه الجماهير ينتابها قلق كبير حول مصير هذه المصالحة التي تحققت وباتت في متناول اليد بعد صبر طويل وجهد عظيم، والضمان الوحيد لهذه المصالحة هو الشعب الفلسطيني نفسه. واتفاق المصالحة يلاقيه عقبات إسرائيلية جديدة من قبل إدارة نتانياهو وشروطه الجاحفة لإفشال المصالحة الفلسطينية فهو يسعى إلى وضع حد لهذا النجاح والتي تتمثل بتجميد الأموال والمساعدات( والطلب من أمريكيا وأوروبا) العمل بالمثل ووضع السلطة أمام اختبار صعب لا يمكن القبول أو التسليم بهذا الأمر، فوحدة الوطن لا يمكن أن ترهن إطلاقا بأي تهديد، وهي تشكل أولوية وطنية قصوى، كما أنها شأن داخلي فلسطيني نقرر به نحن الفلسطينيون حسب مصلحتنا الوطنية فهي استحقاق مهم لتحقيق أهداف مشروعنا الوطني المتمثل أساساً في إنهاء الاحتلال وتمكين شعبنا من تقرير مصيره، وإقامة دولة فلسطين المستقلة على حدود عام 1967، في الضفة الغربية وقطاع غزة وعاصمتها القدس الشريف"، ولا يمكن أن نقبل باستمرار الانقسام، ومع اقتراب هذا الاستحقاق(" إقامة الدولة الفلسطينية والاعتراف الدولي بها) الذي انتظره الفلسطينيون طويلا وعانوا الكثير لبلوغه، وصبروا، وبالمقابل لقد سمعنا في كل لحظة وكل يوم من مسؤولين يهتفون ويصرحون أمام وسائل الأعلام بأننا انجزنا بناء وتصويب وإصلاح مؤسساتنا كمقدمة للاستحقاق أيلول والجميع كان يتغنى بان كل شئ أصبح جاهزا وهذه قفزة نوعية وأطلقنا الشعار تلو الأخر حتى كاد المواطن الكبير قبل الصغير أن يصدق بأننا من الممكن أن نعتمد على أنفسنا وبهذا كنا نحمد الله على ذلك، يكفينا خداعا.ويكفينا شعارات ومزايدات ولا مجال لأن نسمع طنيناً في غير محله. واجبنا، في معركة السياسة أن نكون صادقين مع أنفسنا حتى يستطيع المواطن الوقوف معنا وان يعرف ما له وما عليه في الواقع لا أن يعيش في الخيال والأوهام، فعلينا الابتعاد عن الشعارات والمهاترات والمناكفات بل يجب أن نتحاشى أي كلام بغير رصيد أو صدقية! فعن أي استحقاق كنا نتكلم ولم نستطيع الصمود ليوم إذ أصبحت الخزينة فارغة وبدون رواتب والتزامات، فأين خطط الطواري للسلطة فان حبر قلم المصالحة لم يجف بعد، وبهذا حتما لن نكون قادرين على النجاح في ورشة الإصلاح الكبرى التي تستدعي في البدء أن نتصالح مع أنفسنا قبل كل شي، وأن نكون صريحين مع شعبنا في الوقائع التي تفرض نفسها على حالتنا الفلسطينية.لماذا لم يخرج مثلا أي مسئول فلسطيني من المتصالحين ليقول للشعب الفلسطيني اطمئنوا لن نترككم تجوعون!! أو أن يقول إننا أخطانا ولم نحسبها جيدا أو حتى أن يقول عليكم أن تجوعوا لأجل المصالحة !! لماذا لا يكون هناك خطة وطنية تتزامن مع خطة المصالحة لتحرير الاقتصاد الفلسطيني من التبعية ومن منطق الارتكاز على رضى الاحتلال عن الحكومة حتى نسقط هذا السيف عن رقاب الشعب الفلسطيني الذي بات يقايض بين وحدته أو جوعه ؟؟ألا يكفينا توسلا للآخرين ودائما إرجاع سبب فشلنا دائما وأبدا هو الاحتلال،إن كنا عازمين للتقدم إلى الإمام يجب علينا أن نعترف عن أخطائنا السابقة التي أدت للانقسام وعلى المواطن الشريف أن يكون صادقا وواقعيا فان الوطن لا يبنى بالأماني وإنما بالعمل والانتماء والتضحية ومحاسبة من أخطا وعدم الركض وراء الشعارات الزائفة.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل