المحتوى الرئيسى

انجيلا ميركل اكثر من عقدة الذنب بقلم : محمد الســودي

05/10 19:17

أنجيلا ميركل أكثر من عقدة الذنب ! بقلم : محمد الســودي العالم يتغير باتجاه ترسيخ حقوق الشعوب قوامة العدالة الأنسانية وأفول عصر الأمبراطوريات التي أثبتت انها نمور من ورق لن تستطيع القوة الغاشــــمة حمايتها ..... دأبت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركــل على تكرار التصريحات في الأونة الأخيرة تؤكد فيها المرة تلو الأخرى بأن المانيا لن تعترف باعلان الدولة الفلسطينية من جانب واحد دون موافقة حكومة الأحتلال على هذه الخطــوة ولم تنسى بالطبع زيارة الرئيس أبو مازن التي حدّد موعدها في وقت سابـق التذكير بذلك الموقف وأن الزيارة مهما تحمل من تطلعات وأماني للشعب الفلسطيني خاصة أنها تزامنت مع التوقيع على اتفاق المصالحة الفلسطينية واستعادة الوحدة الوطنية ، لن يجعلها تغير من موقفها الداعم والمنحاز لإسرائيل ، مخالفة بذلك الإجماع الأوروبي الذي يتجه نحو الإعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران عام1967 في حال استمرت حكومة الاحتلال المتطرفة المماطلة والتهرب من الالتزامات المترتبة عليها تجاه العملية السياسيه المتوقفة بفعل التعنت والإصرار على بناء الاستيطان واستمرار العدوان وتنكرها لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية ، وهو ما تم التأكيد عليه خلال زيارة نتنياهو الأوروبية التي كانت فرنسا محطته الأولى ، حيث سعى الى اقناع تلك الدول بعدم الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة في سبتمبر المقبل ، لكنه عاد يجر أذيال الخيبة والفشل في مسعاه ومرماه. قد يفهم المرء الموقف الالماني المغّرد خارج السرب الأوروبي من زاوية التبعية السياسية والإقتصادية للولايات المتحدة الأمريكية التي تراجعت هي الأخرى عن وعدها لرؤية عضو جديد في الجمعية العامة للأمم المتحدة لأسباب أضحت معروفة للجميع تتعلق بانطلاق الحملة الإنتخابية من جهة ، وضغط اللوبي الصهيوني عبر مجلسي النواب والشيوخ من جهة أخرى وربما يمكن الفهم أيضا خصوصية العلاقة الالمانية المسكونة بعقدة الذنب تجاه اسرائيل على خلفية المجازر النازية أبان الحرب العالمية الثانية أدت الى المحرقة كما تقول الرواية الإسرائيلية ولكن مايمكن التأكيد عليه هو أن ارهاصات الحرب عدت بالفائدة على المشروع الصهيوني حيث دفعت بأفواج كبيرة من المهاجرين اليهود الأوروبيين بشكل عام والألمان بشكل خاص إلى فلسطين التي كانت تحت حكم الإنتداب البريطاني ، إذ قيل الكثير في هذا المجال ونشرت ألاف الوثائق ذات المصادر المتعددة عن التعاون السري الوثيق بين النازية والحركة الصهيونية من أجل تجسيد فكرة انشاء وطن قومي لليهود في فلسطين حيث تواطأت الدول المستعمرة لفلسطين والمنطقة العربية بشكل كبير بعد انهيار الإمبراطورية العثمانية وتقاسم النفوذ الكولينيالي .. إذا كانت المانيا تريد الإحتفاظ بعلاقات مميزه مع إسرائيل على الصعيد السياسي والإقتصادي والعسكري ودفع التعويضات التي لا تنتهي عند حدود على حساب جيوب دافعي الضرائب الالمان فهذا شأنها الخاص، ولكن ينبغي على العالم المتحضر أن يشعر مرات مضاعفه بعقدة الذنب تجاه الشعب الفلسطيني الذي وقع ضحية أكبر مؤامرة دولية عرفها التاريخ المعاصر جراء القرار الأممي الجائر الذي قضى بإقامة وطن قومي لليهود على أنقاض شعب أخر تجذر في هذه الأرض منذ الأزل ولا زال ينتظر المجتمع الدولي أن يقوم بتصحيح ذلك الخطأ الفادح بالرغم من جور القرارات التي انتقصت من الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني .. إن المانيا التي تنادي بالحرية والديمقراطية للشعوب العربية وحقها في التغيير تتناسى عمدا حق الشعب الفلسطيني بالحرية من اخر استعمار يشهده العالم المتحضر ، وهي بذلك ترسخ مبدأ الإزدواجية في المعايير عند تعلق الأمر بالقضية الفلسطينية وتتجاهل الجرائم الإسرائيلية التي ارتكبتها على مدى سنوات الصراع راح ضحيتها الألاف من المدنيين والشيوخ والنساء والأطفال العزل ، لذلك فإن الذاكرة الفلسطينية سوف تختزن تلك المواقف التي انحازت للإحتلال والعدوان بعد أن يزول ذلك الكابوس عن صدر الشعب الفلسطيني وهو أمر حتمي بفعل الصمود والتمسك بالثوابت الوطنية والمقاومة بكافة اشكالها واتساع التضامن العالمي والدولي مع القضية الفلسطينية التي أضحت مفتاح الحرب والسلام العالمي ، أما اللذين راهنوا على انكفاء الثورات العربية التي هبت رياحها على المنطقة في إطار الأقليم وانتشار حالة الفوضى وصولا للحروب الأهلية والطائفية جاءهم الرد بأسرع مما يتوقعون من ثورة مصر التي شكلت الحاضنة للمصالحة الوطنية الفلسطينية انسجاما مع التزامات مصر القومية تجاه القضية المركزية للأمة العربية ، كما أن شعبنا على ثقة أكيدة من التحولات الديمقراطية في المنطقة سوف تصب في صالح القضية الفلسطينية حيث أظهرت الوعي التام لشكل العلاقة القادمة مع الدول الأخرى المبنية على التكافؤ في العلاقة بما يخدم المصالح المشتركة العليا للعرب بالرغم من المحاولات الأمريكية ركوب موجة الثورات والتكيف مع الأوضاع الجديدة الناشئة إلا أنها لن تستطيع إقناع أحد لأنها هي من دعمت نظم الإستبداد وما ألت إلية الأزمات المتفاقمة وبالتالي فأن رؤوس الأنظمة البائدة كانوا من أهم حلفاءها وسرعان ما تخلت عنهم دون أن يرف لها جفن طالما أصبحوا لا يلبّون مصالحها الحيوية . إن الولايات المتحدة الأمريكية ومعها حلفاءها التقليديين وفي مقدمتهم المانيا سوف لن يكون لهم موطأ قدم أو تأثير كما في السابق إذا استمروا في تجاهلهم الحقوق الفلسطينية وتبنيهم السياسات العدوانية لحكومة الاحتلال ويجعلون منها دولة فوق القانون الدولي ...... عضو المكتب السياسي لجبهة التحرير الفلسطينية.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل