المحتوى الرئيسى

إمبابة الآن .. مخاوف من "شيوخ السنج" الذين يتحركون كـ"الخرس"

05/10 17:01

كان أهالي إمبابة قد نسوا مشهد "الشيخ جابر" هذا الرجل الذي أطلق لحيته في التسعينات و بعد ان كان يحمل طبلة أصبح يجيئهم هو وزملاء له  ناهرين حاملين الجنازير الحديدية والسنج ذلك ـ كما سمعوا  ـ  بإسم الشريعة ـ و تطبيق حدود  الله في الأرض. لم يعد الآن هناك "بد" من التذكر ليس فقط لأن "محمد حسين يعقوب" أصبح له درس ثابت في مسجد بشارع الجامع  كل أحد  بعد الثورة، ولكن لأن "شيوخ السنج" قد عادوا كما أطلق عليهم إمبابي أصيل  يجمع "الكارتة" في موقف البصراوي  حكي عن نشوب خلاف منذ فترة قريبة جدا ـ  بعد نجاح ثورة 25 يناير التي لا يعترف بها  ـ  بين سلفي وسائق فذهب السلفي وعاد بآخرين يحملون السنج ،  قال: "راح جاب ناس يتخانقوا معانا و كلهم شبه بعض لابسين جلاليب واحدة ونفس شكل الذقن ومافيش و لا واحد عادي زينا "فكروني بالخرس" هم كمان ما بيتحركوش غير مع بعض، بس ما عرفتش جمع كل العدد ده بسرعة ازاى !".من يقضون في المسجد وقتا طويلاً و يذكرون الله كثيرا ويحبون خلق الله هم "الشيوخ" عند اهل إمبابة  ـ كغيرهم ـ  تكريما لهم و تأكيداَ على قبولهم و لكنهم الآن يخافون "اللى عاملين زى الخرس"  غير قاصدين ما حرم منه هؤلاء و لكنه التعبير الشعبي عما أضافه الأخرين على حياتهم فأصبحوا  "جيتو" يعيش منفصل  وفق رؤيته و ترتيباته الخاصة بالتأكيد."انهم يتداعون سريعا " .. هذا شىء آخر لاحظه الإمبابي الأصيل، اصبح يتكرر بصورة سريعة جدا سواء في تجمع السلفيين في مسجد النور و الإنطلاق منه الى كل فج عميق و يتكرر أيضاً في التداعي السريع لمسيحي مصر إلي كورنيش النيل امام مبني ماسبيرو ان كان أخرون منهم اتخذوا خطواتهم منحى أبعد على الكورنيش ووصلوا إلى أسوار "السفارة الأمريكية" طلباً لحماية ـ باتوا متأكدين  ـ انها مفقودة.و رغم ـ ما توحي به الصورة السابقة  من رتابة قابلة للإنفجار ـ فهؤلاء وهؤلاء والجميع  يؤكدون ان من جاءوا قبل صلاة العصر أمام كنيسة مار مينا في منطقة البصرواي كانوا شيوخ محتجين "لا يحملون من السلاح إلا تجمهرهم امام الكنيسة " لكنهم بدورهم جاءوا بعد محاصرة آلاف منهم قبل أسبوع الكاتدرائية المرقسية بالعباسية.ذهب السابقون يبحثون عن كاميليا  فجاء اللاحقون يبحثون عن "عبير" فإذا بالرعب و الغضب يهرولان  مع سيقان الأقباط الى داخل جداران الكنيسة و أسطح المنازل لحمايتها و رد الإعتداء ـ و لكن على الطريقة الإمبابية ـ  و هنا الكثير من بيت القصيد.خلال أيام الثورة  كانت إمبابة هى معقل اللجان الشعبية لم يحتاج الجيش الدخول لإمبابة فكما قال أهلها : "كنا نسلم البلطجية جتت"،  قالوا "كنا نفكر ان نذهب للمهندسين لحمايتها عشان اههلها مش هيعرفوا مهما عملوا لكن خفنا انهم ـ من شكلنا ـ يفتكرونا احنا البلطجية". هي إمبابة التي بسبب إنتشار البلطجة و فنون مواجهتها معاً فهي مكان مسلح بكل تأكيد فالإمبابي الأصيل يقول "أنا عملت جمعية عشان أعرف اشتري فرد ما بقاش حد يعرف يمشى من غير حتة سلاح مع ان قبل الثورة ما كنتش تقدر تمشي بخرطوش" ، هذه هى إمبابة التي سواء بتدبير أمنى او تعكير سلفي من عدمه تأخذ صور الإشتباك بها شكل مختلف فتشتعل سريعاً دون  ان تعرف موعد الإطفاء.هي إمبابة التي أغشت الفتنة عيون أبنائها وقلوبهم فهم لا يبصرون إلا السلاح وسيلة لحل مشكلاتهم مع إخوانهم في الوطن ، فبالرغم من قناعتهم المطلقة كما قال الامبابي الأصيل " إن الحكومة عايزة تعرفنا قيمتهم ... عشان كده سايبين الدنيا تخرب " ودلل علي حديثه هذا بما قاله لهم مأمور قسم الشرطة في أكثر من مناسبة " قالنا عشان تعرفوا قيمة الشرطة اللي كنتوا زعلانين منها " .... إلا إنهم أيضا يصبون جام غضبهم علي بعضهم الآخر ، فوائل القبطي يري أن السلفيين هم من اعتدوا وان " المسلمين " هم من جاءوا لدينا والشرطة " ولا عملت حاجة " ، علي عكس أحمد الذي رأي أن " المسيحيين" هم من اطلقوا الرصاص وانه لا مشكلة في أن " المشايخ " ذهبوا لإطلاق سراح " واحدة مسلمة من الكنيسة " ولم يكن ينبغي عليهم الاشتباك معهم .سألنا أحمد " هل تقبل أن يحاصر المسيحيين المسجد ؟!" فكان رده قاطعا بلا طبعا "بس هم يفكروا يعملوها".إذن فلا منطق لديهم ، ولكنها نار الفتنة التي التهمت العقول ، قبل أن تلتهم كنيسة العذراء والتي دفعت أحد هؤلاء الشباب الذين ذهبوا لحرقها أن يصعد اعلي الكنيسة ويقف بجوار الصليب وكأنه قد حرر القدس ، وينسي أنه قام بإشعال النار في الكنيسة فلا يستطيع النزول الا بالقفز ، والغريب أن زملائه قد جهزوا له شبكا مثل الذي يستخدمه رجال المطافئ في عملياتهم وتركوه وذهبوا ، والأغرب أن تلك الواقعة حدثت بعد أزمة كنيسة مارمينا بساعات إلا ان الشرطة والجيش لم يصلا لتأمين كافة الكنائس في منطقة امبابة الا بعد حرق كنيسة العذراء!يقول المفكر المصري كمال زاخر ان الأحداث كانت متوقعة طالما أنه لا يتم التصدي لحالة الاحتقان ولذلك كان طبيعيا ان يستجد بعد كاميليا الكثير والكثير وفيما يعتقد الباحث عمار علي حسن أنها أحداث متوقعة ولكنه ربط بينها وبين فلول النظام والحكم علي حبيب العادلي بالسجن 12 سنة.وهناك رأي ثالث يقول بأن المجلس العسكري مازال يتعامل مع ملف الفتنة بطريقة النظام السابق فبين الجلسات العرفية لحل ازمة " قطع الأذن " وبين الرضوخ لمطالب الأقباط الذين اعتصموا أمام ماسبيرو غابت دولة سيادة القانون .

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل