المحتوى الرئيسى

جريمة في حق مصر

05/10 14:08

بقلم: البدوي عبد العظيم البدوي لم تكن الأحداث التي وقعت في إمبابة موجهة إلى فئة دينية من المصريين دون غيرها، بل كانت موجهة ضد مصر كلها وضد ثورتها، وفي محاولة محمومة من بين محاولات متكررة متتالية تهدف إلى إجهاض تلك الثورة الشريفة للشعب المصري، فمن أشعل تلك الفتنة مجرم آثم في حق مصر...   ومن أطلق الرصاص في تلك الأحداث مجرم في حق مصر....   ومن طلب إصدار قانون بتسليح فئة من الشعب هو مجرم في حق مصر....   ومن طلب بحماية دولية لفئة من الشعب هو مجرم في حق مصر.... وجميع هؤلاء لا يعرفون مصر أبدًا، ولم يتعلموا من الدرس الذي علمته مصر للجميع، ولم يتعلمه- مع الأسف- أحد من هؤلاء المجرمين، وهو أن مصر ليست ضعيفة، فهي تصبر صبر الأم؛ ولكن يدها باطشة قوية وبشدة وبقسوة بطش الأم التي تدفع محاولات الضباع العفنة عن صغارها تلك الضباع التي لا تستطيع أن تواجه تلك الأم في مواجهة شريفة، بل تتلصص في محاولات متتالية لاغتيال سعادة أبنائها.   إن كثيرًا من الدعوات التي تتداول الآن مثل (دعوات الحماية الدولية، ودعوات التسليح لفئة من الشعب...)؛ هي دعوات ليست الأولى في التاريخ المصري، بل هي متكررة وثبت فشلها عدة مرات وفي مراحل زمنية مختلفة، وعلى الرغم من أن مردديها قد يكونوا أقباطًا فإن من أجهضوها كانوا أقباطًا أيضًا، وفي ثورة 1919م كثير من الملاحم في هذا الخصوص، فيما ترددت مثل تلك الترهات وقف أحد القساوسة الأفاضل على منبر الأزهر، قائلاً إنه خير للأقباط أن يموتوا جميعًا على أن يتدخل الاحتلال، بدعوى حمايتهم في كلامات سطَّرها التاريخ بحروف من نور.   إن تطبيق القانون وضبط الشارع المصري من الانفلات الأمني هدف المرحلة، والذي يهدف الجميع إلى تحقيقه، سواء الجيش أو الشعب أو الحكومة وكل النخبة الوطنية الشريفة، إلا أن أذناب النظام البائد ما زالوا موجودين ويعملون، ومن مولوهم أو أداروا عملياتهم لا يزالون موجودين، ومن بينهم من لا يزال موجودًا في مواقعهم، وليس من الممكن أو الواقعي أن تستطيع الثورة اقتلاعهم بين يوم وليلة.   إن المعركة مستمرة، وسيشتد سعارها، خاصةً أن قيادات من هؤلاء تُحاكم الآن، ولن تتوقف حتى يدركهم اليأس من إجهاض تلك الثورة أو تحطيم طموحات الشعب؛ أن السنوات التي مضت تغلغل فيها الفساد إلى حد لم يكن أحد أن يتوقعه، وهو ما ظهر من فتات المستندات التي طالتها أيدي الثوار، فما بالنا بالمستندات التي تم إحراقها، وهي الأخطر، والتي توضِّح أبعاد تلك المؤامرة، وهذا الفساد الذي لم يشهد له أحد من قبل مثيلاً.   أيها السادة.. يجب ألا نطلق عليهم لفظ ثورة مضادة؛ لأن إلصاق لفظ (ثورة) على أفعالهم هو تشريف لا يستحقه هؤلاء المخربون، كما أن الثورة تهدف إلى تصحيح وضع وهم لا يريدون إلا (الإفساد في الأرض)، كما أنهم لو كانوا ثوارًا لانتظروا ليروا ماذا حققت الثورة من إنجازات، وليحاكموها على تلك الفترة التي قضتها؛ لذا فهم أعداء وليسوا ثوارًا.   أيها السادة.. إنهم أعداؤنا جميعًا، إنهم أذناب مشروعات لا تعرف مصر، ولا تريد لها استقرارًا ولا أمنًا، وإن كان أعداؤنا يجلسون ليدبروا ويخططوا؛ فإن لهم بين ظهرانينا أيادي زرعها النظام البائد- غير مأسوف عليه- ما زالت تمارس الدور الذي رسم لها (إنهم الطابور الخامس) لأعداء تراب بلادي، ومن يعادي تراب بلادي لا ينبغي أن تأخذنا بهم رأفة أو رحمة أو شفقة في تراب بلادي.   فهؤلاء لم تأخذهم رحمة بمصر ولا شعبها ولا معاناة فقرائها وثكلاها ولا جوع أيتامها وعري أولادها قبل الثورة، ولم تأخذهم رحمة ولا شفقة بشبابها وشيبها ورجالها ونسائها، وانطلقت أيديهم تضغط على زناد سلاحهم دون رأفة ولا رحمة، تحصد أرواحًا طاهرة خرجت تريد حريتها، وهي أسمى مقصد من مقاصد الشريعة؛ حتى إن الإسلام حينما أباح القتال والجهاد كان بهدف تحقيق الحرية للبشرية، ليختار كل فرد ما يريد دون إكراه: (وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ) (البقرة: من الآية 193).   إن الإجراءات التي أعلنت عنها حكومة الثورة، وكذا المجلس الأعلى للقوات المسلحة، للحد من تلك الأعمال الجبانة؛ لا بد منها، وأدَّعي أنها قد جاءت متأخرة- ولكن ما تأخر من بدأ- والمؤكد أن الشعب سيخرج من تلك الأزمات وهو أكثر قوة وصلابة ووعيًا بأهدافه الحقيقية التي وضع عينه عليها منذ قيام ثورته المباركة، والمؤكد أن تلك الفئة المندسة وطابورها الخامس ليس لها قرار في بلادي، ولن تمشي على ترابها بعد الخامس والعشرين من يناير، وهذا هو الدرس الذي يجب أن يتعلموه اليوم قبل الغد.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل