المحتوى الرئيسى

إذا فقدت الدولة هيبتها

05/10 08:35

بقلم: عماد الدين حسين 10 مايو 2011 08:28:04 ص بتوقيت القاهرة تعليقات: 0 var addthis_pub = "mohamedtanna"; إذا فقدت الدولة هيبتها  كان منطقيا أن نكون منشغلين هذه الأيام بمستقبل مصر.. وهل ننتخب بالقائمة أم بالفردى أم بالاثنين معا.. وكيف تتفاعل الأحزاب والقوى السياسية الجديدة مع الشعب، وكيف يكون شكل الدستور وصلاحيات الرئيس المرتقب. كان منطقيا أيضا أن ننشغل بعودة عجلة الإنتاج لتعويض ما فات فى الأيام الماضية.لكن الذى حدث أننا صرنا منشغلين بالفتنة الطائفية والبلطجة، وصارت تفاصيل نقاشاتنا فى كل وسائل الإعلام تنصب على أسئلة من نوعية هل السلفيون مسئولون عما حدث فى إمبابة أم هم أبرياء؟وهل الأخت عبير أسلمت أم لا؟، وهل هى ـ أساسا ـ كانت داخل الكنيسة أم لا؟ ومن الذى بدأ إطلاق النار، وما هى حقيقة بيان كاميليا شحاتة؟!.بقية القصة والسيناريو المقبل معروف: رجال دين من الجانبين سيتحدثون عن التسامح والعلاقات الأزلية، وأن الدين براء مما يفعله المتطرفون، وهو كلام لم يعد يقنع طفلا صغيرا فى ظل سيلان الدماء من أول العمرانية مرورا بمنشية ناصر ونهاية بإمبابة.لسوء الحظ فإن حصيلة ما حدث فى إمبابة وتداعياته هى نجاح مشعلى الحرائق فى تحقيق ما يريدون ولو مؤقتا.نجح هؤلاء فى دفع عدد كبير من السذج إلى الترحم على أيام الحزب الوطنى وحسنى مبارك وأجهزته الأمنية، وهؤلاء السذج لا يتذكرون أن النظام الساقط هو الذى تولى إرضاع وتربية المارد الطائفى، الذى يصعب القضاء عليه من دون تكسير الفانوس والقمقم معا.منذ أيام نسمع كل أجهزة الدولة أنها سوف تردع البلطجية ومثيرى الفتنة، لكنها لم تفعل حتى الآن ولا نعرف لماذا؟!.هناك سؤال بسيط: الإخوة الأقباط تجمعوا أمام دار القضاء العالى عصر أمس الأول الأحد ثم اتجهوا ناحية شارع الجلاء ثم ميدان عبدالمنعم رياض ثم أمام التليفزيون فى ماسبيرو، وخلال مسيرتهم اشتبكوا مع بعض الغاضبين من تعطيلهم المرور. السؤال هو: أين كانت أجهزة الأمن التى توعدت كل المتجمهرين؟!.لماذا سمحت بالأمر؟، لماذا لم تغلق منطقة الكورنيش من أول عبدالمنعم رياض حتى التليفزيون، وإذا سمحنا باعتصام جديد فما هو السيناريو التالى؟!.وما هى حقيقة محاولات تظاهر واعتصام بعض الأقباط أمام السفارة الأمريكية وطلبهم الحماية من الغرب؟!.سؤال آخر: كيف جرؤ بعض المتطرفين على استمرار التظاهر والتجمهر فى إمبابة طوال يوم الأحد؟، هل لم تصل رسالة الردع إلى هؤلاء؟، وأين كانت أجهزة الأمن؟!.فى كل يوم نسمع عن محاولة اقتحام قسم شرطة.. ووصل الامر الى اقتحام المحاكم، وقبل يومين تمكن أهالى متهم بالاتجار فى المخدرات من اختطافه من عربة الترحيلات، بعد ساعات من إطلاقهم النار من بنادق آلية وأسلحة «آر بى جى» على المحكمة فى مدينة الطور بسيناء. فما الذى يمكن ان يحدث غدا أو بعد غد؟.يفترض أن الحكومة والمجلس الأعلى يدركان جيدا أن كارثة قادمة لا محالة إذا كان البلطجية والمتطرفون لا يأبهون بتهديدات الحكومة.القاعدة الثابتة فى عمل كل أجهزة الأمن تقول إنه عندما تهدد بشىء ولا تنفذه تخسر كل هيبتك فورا..إذا خسر شخص أو هيئة أو حزب أو حكومة أو حتى نظام هيبته أو حتى سقط فالمشكلة يمكن تعويضها ..لكن الامر مستحيل فى حالة الدولة وأمامكم نموذج الصومال؟!.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل