المحتوى الرئيسى

نهاية سعيدة لفيلم حزين

05/10 08:17

اعتدنا أن تنتهى الأفلام الواقعية نهايات حزينة. خصوصا حينما تكون أحداث الفيلم مريرة، مليئة بالأشرار الذين يستخدمون السلاح ويهددون الآمنين. لكن لأن أهل مصر ناس طيبون! ولأن الله قال عنها، عزّ من قائل: «ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين»، فإن السماء تمطرنا أحيانا برحمة غير متوقعة، فيزول الغلاف الطارئ من القسوة، ويجلو السواد الذى يكسو زجاج المصباح، فيتلألأ الكوكب الدرى منيرا ليبدد العتمة. ■ ■ ■ الحمد لله. هل تذكرون المقال الذى نشرته بعنوان «المفسدون فى الأرض»، وطالبت فيه بإيقاع العقاب الإلهى الصارم على البلطجية وقاطعى الطريق! حادث السرقة المروّع الذى تعرضت له ابنة خالتى فى مدينة نصر! حينما سَرَق مسجون هارب سيارتها بعد أن ألصق المسدس ببطنها وهددها بأنه - إذا استغاثت - فسوف يُطلق الرصاص. وقتها تصورت أن القصة قد ختمت فصولها، لأنه من المعروف أن من يسرق السيارة يقوم بتقطيعها وبيع أجزائها كقطع غيار. لكن فيلم (الأكشن) فاجأنا بنهاية سعيدة. ليس فقط لأن السيارة عادت، ولكن لأنها عادت بمجهود جماعى، أَبْرَزَ أروع ما فى الشخصية المصرية. ■ ■ ■ والذى عرفناه فيما بعد أن السارق استطاع الحصول على لوحة معدنية للسيارة بأرقام جديدة، بل زوّر رخصتها باسمه. ثم ركنها فى (ألماظة)، ولسبب ما لم يعد. نرجو أن تكون قد أصابته مصيبة، خلّصتنا من شروره إلى الأبد. لاحظ سكان الحى وجود هذه السيارة المتروكة. بعد أيام خمنوا أنها لابدّ مسروقة. كان يمكن أن يظل كل واحد فى حاله، لكنهم بإرادة جماعية مشتركة، ليست غريبة على معدن الشعب المصرى، قرروا أن مهمتهم هى العثور على صاحب السيارة. اتصلوا بالشرطة مرارا، لكن الرقم المزور حال بينهم وبين الوصول لمالكها. قاموا بإفراغ الإطارات ليمنعوا إعادة سرقتها. بعدها تطوع أحد شباب الحى بعمل جروب على الـ«فيس بوك» للبحث عن صاحب السيارة. لكن رقم السيارة المختلف منعهم من معرفته. وصلت المعلومة لأحد مهندسى الصيانة فى التوكيل، فطلب من هذا الشاب النبيل أن يأتى له برقم الشاسيه (والظاهر من وراء الزجاج خلف المسّاحة). عادوا إلى سجلاتهم فاستطاعوا الوصول لاسم المالكة، ووقتها فقط عادت السيارة. باختصار تصرف سكان الحى بنفس الطريقة التى يتكاتف بها الجيران عند عثورهم على طفل ضائع. فى تجلٍ رائع لمنظومة القيم المصرية التى تقوم على النجدة والنخوة و(الجدعنة) والشهامة. ■ ■ ■ وهكذا انتهى فيلم (الأكشن) نهاية سعيدة! إن شاء الله ستتوالى النهايات السعيدة لكل قصص مصر الحزينة. ستتجاوز مصر فتنة إمبابة، وسيظهر معدنها الأصيل رغم المحن والشدائد. وسنملك العقل الرشيد لتفويت المؤامرة، وسيجتمع مسلموها ومسيحيوها على قلب رجل واحد. ربما نبدو فى لحظة ما وكأننا جُزُراً منفصلة، لكن حين يفيض الطوفان ستتصل الجزر، وسيعرف الناس أن السبيل الوحيد للنجاة أن يصبح الواحد فى الكل والكل فى الواحد. [email protected]  

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل