حديث السوقأزمة نخبة

لو علم الأتقياء من أهالي إمبابة حجم الخسائر التي لحقت بهم وبالوطن جراء موقعة شارع الوحدة لربما اختاروا حلا أو حلولا أخري لمعالجة أزمة الشابة التي أحبت شابا علي غير دينها وتزوجته‏!!‏ واذا كانت عيون المصريين كلهم قد دمعت دموعا نبيلة علي800 شهيد راحوا فداء لمصر في ثورة الخلاص فإن أحدا لا يعرف أي قيمة لدموع ذوي ضحايا التشاحن الطائفي في امبابة. غفر الله واعاد الرشد لعقول من شحنوهم علي الكراهية والبغضاء ولمن أمدوهم بالسلاح ليقتلوا به إخوانهم.. وليروعوا الأمة كلها؟! وقد اختار المتآمرون علي هذا الوطن اليوم الذي أعلن فيه معهد التخطيط القومي ان البلد علي شفا كارثة اقتصادية ليصنعوا هذا الاقتتال الطائفي البغيض ولينغمس الجميع في فض الاشتباك المجنون, منشغلين عن الهم الأكبر وهو توفير حياة كريمة وفرص عمل لملايين المصريين. إن الفشل في انهاء حالة التوتر الطائفي المتصاعدة التي نعاني منها هذه الأيام يعني, بصراحة, أن المرض قد استشري وتمكن من جسد الأمة وان قادة المجتمع ونخبته قد فشلوا عبر عقود من الزمان في معالجة هذا الطارئ الطائفي من جذوره, وهو فشل يؤكد مجددا أن المجتمع يعاني من أزمة نخبة. نخبة يوجه لها الاتهام في انها تحقق فشلا تلو الآخر في كل الميادين بدءا من المحاولات المتعثرة في الاصلاح السياسي والاقتصادي ومرورا بالفشل في الالتحاق بمشاريع التحديث الثقافي والاجتماعي التي تبنتها الأمم من حولنا ووصولا إلي الفشل في ايجاد حل.. أي حل لأزمة كاميليا شحاتة؟! ان كبري الخطايا التي يمكن أن نرتكبها الآن هي تركيز اللوم في احداث امبابة وغير امبابة علي مئات البسطاء الطيبين الذين ينغمسون في سلسلة من الصراعات الوهمية ثم يتحولون الي وقود لها, بينما تقف النخبة في المجتمع عاجزة أو ربما متواطئة لا تملك سوي تسجيل المواقف بكلمات جوفاء خالية من أي مضمون! في هذه الأيام نحن نري فيضا من الناس يقبلون علي العمل العام ما بين ائتلاف الثوار والراغبين في تشكيل الاحزاب وخوض الانتخابات البرلمانية والرئاسية. والحق ان كل هذا يكاد يكون زيفا لا معني له ما لم يتصد هؤلاء لقضايا الناس فكيف نثق في نخبة تتطلع إلي قيادة الأمة بينما تقف عاجزة عن نزع فتيل الطائفية البغيض الذي يهدد بحرق البلد بأهلها؟! المزيد من أعمدة عـمـاد غـنيـم