المحتوى الرئيسى

> الشعب يريد إسقاط الديون!

05/10 21:08

كتب - بهيج إسماعيلنجحت الثورة المصرية السلمية في زحزحة ذلك النظام المستبد الظالم غيره.. المنصف نفسه.. نجحت الثورة في اقصائه - بقدرة قادر - عن مقاعده التي ظل ملتصقا بها ثلاثين عاما.. لكن كانت هناك آثار جانبية لتلك المدة التي زادت عن التأبيدة أهم تلك الآثار الجانبية افقار البلد وإفساد طباع الإنسان المصري الذي تعود علي الرشوة المفروضة عليه. سرق الحكام اللصوص ثروة مصر وهربوها في الخارج وجمدوا الباقي في الداخل في شكل فيللا وقصور وأراضي بناء وشاليهات. سرقت مليارات الدولارات من مصر.. وأثري فئة قليلة منها هم القريبون من الحكام بينما معظم الشعب يعاني الفقر. والمطلوب من الثورة المصرية- التي أبهرت العالم- أن تسير بخطي ثابتة نحو التقدم ولكن كيف؟ هناك شيء اسمه التنمية.. تقاس بها درجات تقدم الأمم.. والتنمية تحتاج خططا وتنفيذ الخطط يحتاج أموالا.. والحالة الاقتصادية لمصر ليست بكفاءة ثورتها بل وليست مما يدعو إلي التفاؤل فما العمل؟ علينا أن نقر أولا أن مصر دولة غنية.. لكنها منهوبة.. مجرفة ماليا أولا بأول.. والمال المنهوب موجود في البنوك الأجنبية ويمكن الوصول إليه - عن طريق شركات متخصصة في ذلك مقابل نسبة - لكن الوقت ليس في صالحنا.. فالمسألة تحتاج لوقت.. تحتاج لمحاكم وأحكام نهائية واتصالات دولية بعد أن نجح اللصوص في إخفاء المسروقات بطرق خبيثة. ولقد سمعنا حديثا أن إيطاليا ودولاً أوروبية أخري قد تحفظت علي أموال القذافي في البنوك التي لديها وقررت إعطاءها لثوار ليبيا.. لمساعدتهم علي الوصول لأهدافهم وتحت بند «الحياة للحياة» ونحن - هنا في مصر- نطلب من تلك الدول الأجنبية المدينة لمصر بمئات المليارات أن تعاملنا نفس المعاملة وبنفس المنطق.. وبالتحديد أن تسقط عنا الديون الخارجية بضمان أموالنا المهربة من قبل رءوس النظام السابق لديهم. لقد ساهمت البلاد العربية أو مجموعة منها بوعد منح مصر ما يعادل 17 مليار دولار. وهي تشكر علي ذلك ولكن «جحا أولي بلحم طوره» ونحن أولي بأموالنا التي هي من حق شعبنا.. تلك النائمة في بنوك الغرب.. علي أن يستردها الغرب حين تعود تلك الأموال. لقد قال رئيس وزراء النمسا «إن الشعب المصري يستحق جائزة نوبل علي ثورته السلمية وكذلك قال رئيس وزراء انجلترا إن الثورة المصرية يجب أن تدرس في المدارس.. فهل يقفون مع الشعب المصري في دعوته لاسقاط الديون؟ في مقالة نشرت في جريدة «الشروق» بتاريخ 2011/4/26 بعنوان «التقشف هو الحل» يري فيها الكاتب الكبير الأستاذ فهمي هويدي أن الحل هو التقشف.. أن يتقشف الشعب المصري.. وهذا الكلام مستريح لا يريح بطنا جائعة.. ولا يساهم في تنمية البلد.. ولا يجعلنا نسرع لنلحق بركب التقدم العالمي، فالواقع يقول إن مصر حاليا تحتاج المال.. وتحتاجه بسرعة وأن معظم فئات الشعب «المظاهرات الفئوية» تحتاج إنصافًا ماليا وأن مواطنا فقيرا أو أسرة فقيرة تتعاطي معاشا لا يكفي لشراء «عيش حاف» لا يمكن أن تفهم معني التقشف.. فالشعب المصري قد عاش في تقشف منذ خمسين عاما ويتطلع لأن يخرج من تلك المصيدة.. لقد عشنا أزمنة كان شعارها «لا صوت يعلو علي صوت المعركة»، واحتملنا لأنه كانت هناك معركة أما الآن فالملايين يرفعون شعار «لا صوت يعلو علي صوت البطن» فنتيجه سوء التغذية أو «تغذية الجوع» زاد عدد المصابين بالسل كما هو حادث بالفعل في بعض المناطق المزدحمة سيئة التهوية وسيئة التغذية ويمكن العودة للدراسات والاحصائيات.. هناك أسر بالملايين - يا أستاذ هويدي- تعيش الشهر كله علي معاش السادات الذي هو 160 جنيها في الشهر يصرفها رب الأسرة المتقاعد غالبا علي الأدوية ويقضي الشهر متسولا في الشارع يائسا من حياته. نحن لا نتسول - كما يقول الأستاذ- حين نطالب بحقنا.. إننا لم نقترض تلك الديون الخارجية بأنفسنا.. ولكن أخذها النظام السابق وصرفها علي نفسه - كما ثبت في كثير من الأحيان- فإذا كنا ملزمين بردها فهذا تصرف أخلاقي فكلنا- كثورة - أسقطت النظام القديم في حاجة إلي إسقاط تلك الديون حتي يمكننا النهوض.. وحتي يمكننا وضع خطة تنمية.. وحتي يمكننا مكافأة ذلك الشعب الذي قام بثورة سلمية سقط فيها ثمانمائة شهيد وجرح أربعة آلاف وفقد فيها المئات أبصارهم.. ولقد سافرت حالات كثيرة من هؤلاء الجرحي إلي الخارج للعلاج تطوعا في دول الغرب فهل يكمل الغرب جميله ويعفينا من الديون أو يأخذها بطريقته مستقبلا من أموالنا المهربة لديهم؟

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل