المحتوى الرئيسى

الشعب يحمى ثورته

05/10 08:17

كنت أتمنى أن يصدر مؤتمر القوى الوطنية بياناً يقول فيه إنه فى حالة انعقاد دائم.. لماذا؟ لأن تأليف قلوب الفصائل السياسية عملية شاقة وطويلة جداً.. ونحن فى هذه المرحلة الحرجة فى سباق مع الزمن لتدشين أول تجربة ديمقراطية شاملة. وأنت عندما تجلس فى قاعة «خوفو» وهى نفس القاعة التى شهدت سابقاً أكبر عملية احتكار سياسية فى تاريخ مصر على يد جيمى وأعوانه.. تجد اليوم أنها خلت منهم جميعاً.. سبحان مغير الأحوال.. والحمد لله الذى نصر شعبه.. المشهد تغير تماماً.. وجوه مصرية حقيقية ومخلصة الآن فى قاعات مركز المؤتمرات تناضل من أجل رفعة البلد.. الدكتور محمد غنيم يصمم على دستور جديد أولاً قبل أى انتخابات رئاسية أو برلمانية، ويرى أنها نقطة الانطلاق الصحيحة التى لا بديل عنها.. فى حين يرى علاء الأسوانى أن الديمقراطية تحتم علينا أن نحترم نتيجة الإستفتاء على التعديلات الدستورية، وأن نواصل دفع عملية الديمقراطية للأمام.. منال الطيبى تؤكد على أن ينص فى الدستور على حق أهل النوبة فقد ظلموا كثيراً.. لكن جمال أسعد يحذر من إدراج مواد للأقليات فى الدستور، لأن هذا يكرس لتفتيت الأمة.. والكل سينادى.. «البدو» وغيرهم.. وبالتالى سننقل نموذج لبنان وتشرذمه إلى الحياة المصرية.. أما جميلة إسماعيل فتؤكد ببساطة وعفوية أن السياسى يجب أن ينصت جيداً إلى الجماهير لا أن يتكلم كثيراً ويخطب فيهم.. والإعلامى محمود عزت يرى على صعيد آخر أنه لا ضرورة أساساً لمجلس الشورى ويكتفى بمجلس الشعب.. ويرد إبراهيم عمّار.. لِمَ لا نبقى عليه ونعطيه صلاحيات رقابية وتشريعية أكثر فاعلية.. وأنت فى المؤتمر تلاحق الأفكار هنا وهناك وتعجب من قدرة ممدوح حمزة على ضخ الحماسة فى المشاركين واستيعاب حالات الغضب والهياج أحيانا.. أما الاقتصادى عبدالخالق فاروق، فقد هون كثيراً من كلام المحذرين من انهيار الاقتصاد بعد الثورة، وأشار إلى بعض البنود التى يمكنها أن توفر المليارات، ومنها المادة 20 التى تتيح لرئيس الجمهورية الحق فى إنشاء الحسابات الخاصة والصناديق الخاصة.. وملايين قناة السويس السرية التى كانت تذهب إلى رئاسة الجمهورية دون رقيب ولا حسيب.. وفى المؤتمر كانت ماجدة موريس تدعو أن ينص فى الدستور على أن يكون التعليم المصرى «مصرى بجد»، وأن يكون المهمشون هم الأولى بالرعاية.. وهكذا يتواصل الحراك السياسى، وصولاً إلى ساحات مركز المؤتمرات الخارجية، حيث تجد حمدين صباحى يتابع مناقشاته فى الهواء الطلق وتحت لهيب الشمس كعادته.. بينما بثينة كامل تحت لهيب المناقشات الداخلية تطالب بهواء نقى على شاشات الإعلام الرسمى.. مرة أخرى.. نحن نتنسم عبير الحرية ونرى التنوع السياسى الخلاق الذى غابت عنه قوى الإخوان.. لماذا.. لست أدرى؟! استمعت كثيراً وتناقشت كثيراً مع رائعين من بنها وكفر الشيخ وسيناء وأسوان وإسكندرية والدقهلية، وتعلمت أشياء واقتربت أكثر من عقول وقلوب أهالينا فى ربوع مصر.. يجب أن تتكرر هذه اللقاءات فى المحافظات.. ولنشارك جميعاً ولنظل فى حالة انعقاد دائم.. وهذه هى الضمانة، حتى يمكننا أن نقول بحق إن الشعب يحمى ثورته.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل