إضراب رمزي لأطباء مصر وتحذير من "الشامل"

  - أطباء: ما حدث لا يليق بأخلاقيات المهنة - رزق: نرفض المشاركة في فعالية 17 مايو   كتب- محمد يوسف، ومراسلو المحافظات: أكدت اللجنة العليا المشرفة على إضراب الأطباء، أن الإضراب الرمزي المقرر له اليوم نجح بنسبة 80% في محافظات مصر، وأنه لم يشمل أقسام الطوارئ والحالات الحرجة والعمليات، مؤكدةً أن الإضراب حقٌّ مشروع من أجل موافقة الحكومة على مطالبهم بتحسين أحوالهم الاقتصادية والاجتماعية.   وأكد الدكتور عبد الفتاح رزق عضو مجلس النقابة واللجنة العليا المشرفة على الإضراب، لـ(إخوان أون لاين) أن الإضراب خرج بصورة مشرفة، رافضًا الاستمرار في الإضراب الشامل المقرر في 17 مايو الجاري، مشيرًا إلى أن القطاع الصحي قطاع "حرج للغاية"، خاصةً في ظلِّ الظروف السياسية والمجتمعية الصعبة، فضلاً عن تأثيره على حياة المواطنين.   وأكد الدكتور حمدي السيد نقيب الأطباء، أن للنقابة موقفًا ثابتًا من الإضراب؛ لأنه يتنافى مع قسم الأطباء ولائحة آداب المهنة، وليس معنى ذلك أن يتوقف الأطباء عن إبداء رأيهم ومطالباتهم بإصلاح أحوالهم.   وقال: وإن كان الامتثال لقرارات الجمعية العمومية واجب فلا يجوز أن تصدر قرارات مخالفة للقانون، وقرار الإضراب مخالف للقانون ولائحة آداب المهنة، والقول إنه تستثنى الحالات الطارئة والعمليات والغسيل الكلوي صحيح من الناحية النظرية، ولكن مَن الذي سيقرر ذلك؟ هل المريض نفسه سيقرر إن كانت حالة صداع مثلاً حالة غير عاجلة أم أنها بداية لنزيف في المخ قد تودي بحياة المريض، أم أن ألمًا عابرًا بالصدر ليس بدايةً لنوبة قلبية قاتلة؟، وماذا يفعل المريض الذي سيتوجه للعيادة الخارجية ويجدها مغلقة؟ هل يذهب إلى عيادة أو مستشفى خاص؟ وماذا يفعل لو كان غير قادر؟.   وفي المنيا حقق إضراب الأطباء بمحافظة المنيا نجاحًا كبيرًا؛ حيث بلغت نسبة المشاركة فيه حوالي 80% من أطباء المحافظة.   وقال الدكتور نبيل الجارحي- نقيب أطباء المنيا-: إن الإضراب نجح بنسبة 80% بالمحافظة، مؤكدًا تفهم الأطباء ومسئولي الصحة والمرضى بالمحافظة لدوافع إضراب الأطباء.     جانب من الإضراب الرمزي لأطباء مصر ونفى أن يكون الإضراب موجهًا للمرضى، مؤكدًا أنه كان يهدف إلى تحسين أحوال الأطباء والمرضى معًا، مدللاً على ذلك بقيام الأطباء بدورهم على أكمل وجه فيما يتعلق بالعمليات الجراحية وحالات الطوارئ.   وأضاف أن الإضراب كان فقط رسالةً إلى مسئولي الصحة بالدولة، بضرورة الاهتمام بقطاع الصحة، وتحسين الظروف المهنية والمعيشية للأطباء، والاهتمام بأوضاع المستشفيات لتقديم خدمة أفضل للمرضى.   وفي المنوفية نفَّذَ الأطباء إضرابًا جزئيًّا عن العمل استجابةً لدعوة النقابة العامة؛ ما أصاب بعض المستشفيات بالشلل التام، ووقوع صدامات ومشادات بين المرضى ومسئولي المستشفيات؛ بسبب إغلاق شبابيك صرف التذاكر والصيدليات؛ نتيجةً لإضراب الأطباء عن العمل، وتوقف حركة الكشف بالعيادات الخارجية في الوقت الذي استمرت فيه بعض الأقسام في تلك المستشفيات في العمل مثل الطوارئ, والقلب, والغسيل الكلوي, والعناية, والاستقبال.   وأكد د. أسامة ليلة مدير مستشفى منوف العام لـ(إخوان أون لاين) أن جميع أقسام المستشفى تعمل بشكل طبيعي بما فيها العيادات الخارجية، موضحًا أن حوالي 8 أطباء فقط هم الذين استجابوا لدعوة الإضراب من قوة المستشفى البالغ عددها حوالي 50 طبيبًا.   وشاركت جميع مستشفيات كفر الشيخ الحكومية في الإضراب عدا مستشفى بلطيم المركزي، والتي رفض مديرها تنفيذ قرار الجمعية العمومية للأطباء، ونفى الدكتور محمد فؤاد عبد المجيد نقيب الأطباء ما قيل عن كون الإضراب شكلي، موضحًا أن جميع المستشفيات شاركت في الإضراب ما عدا بلطيم؛ وذلك لعدم التنسيق مع مدير المستشفى.   وبدا الاستياء على المرضى المترددين على العيادات الخارجية، ومعظمهم من البسطاء، وفوجئوا بالإضراب؛ حيث يقول جابر محروس معلقًا لم أكن أعلم بهذا الإضراب، وما ذنبنا نحن المرضى من محدودي الدخل فيما يدور الآن، نحن نريد فقط الكشف والعلاج.   ونظَّم أطباء أسيوط والعاملون بالمستشفيات إضرابًا رمزيًّا عن العمل لمدة ساعتين في معظم المستشفيات الحكومية، فيما استمر استقبال الحالات الحرجة أثناء وقت الإضراب، ومتابعة الأطباء للمرضى المحتجزين بالمستشفى، والمرضى المحتجزين بالعنايات المركزة.   وفي معهد الأورام نظَّم الأطباء والمدرسون المساعدون والنواب وقفةً بالمعهد، ورفعوا لافتات تطالب برفع أجور الأطباء، والاهتمام بالمستوى المعيشي للطبيب، وتوفير الحماية والأمان لهم داخل المستشفيات، وفي الوقت نفسه لم يستقبل المعهد المرضى في عيادات الجراحة والمسالك والأطفال باستثناء الحالات الحرجة، مع استمرار العلاج الإشعاعي.   وقال د. عادل توفيق لـ(إخوان أون لاين): إن مشاركة الأطباء في الإضراب بناءً على قرار الجمعية العمومية للأطباء تمَّت بشكلٍ رمزي؛ لتحسين المستوى المعيشي، وعدم الإضرار بصحة المرضى والعمل في المستشفيات.   وأغلقت، اليوم، مستشفى الفيوم الجامعي أبوابها في وجه المرضى بعد التزام الأطباء بالإضراب عن العمل في الوقت الذي رفضت فيه إدارة مستشفى الفيوم العام الإضراب عن العمل.   وأكد عدد من الأطباء أن المريض لا علاقةَ له بالإضرابات، وأنه لا يتحمل أحد من الأطباء أن يرى مريضًا يحتاج لمساعدته ويتخلى عنه، كما قام الأطباء بممارسة عملهم بكلِّ المستشفيات المركزية على مستوى المحافظة.   ومن جانبه، أكد الدكتور إمام موسى وكيل وزارة الصحة بالفيوم أنه اجتمع مساء أمس مع جميع مديري المستشفيات، وأقنعهم بضرورة التخلي عن فكرة الإضراب؛ لأنها لا تليق بأخلاقيات الطبيب الذي يكون على أتمِّ الاستعداد أن يقدم للمريض ما يحتاجه.