المحتوى الرئيسى

الاموال تتجمد والصراع يتجدد ! بقلم محمد عطاالله التميمي

05/09 22:02

انتهت مرحلة الانقسام والفرقة بين الفصائل الفلسطينية بعد اربعة سنوات من الصراع السياسي والاعلامي والامني بين سلطة اقيمت في غزة واخرى في رام الله ، هكذا وصفت عملية المصالحة الاخيرة التي وقعت في القاهرة برعاية مصرية من نظام مصر ما بعد الثورة التي خطت اول خطوة لها على طريق العودة الى صدارة الدول العربية كأم للعرب وحامية لمصالحهم . ولعل صورة الرئيس عباس ورئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل وهما يتصافحان قلبت صفحة سوداء من تاريخ الشعب الفلسطيني لتفتح صفحة جديدة من تاريخ القضية الفلسطينية على الصعيد الداخلي والخارجي وعلى كل الاصعدة ، من جانبه خرج الشعب الفلسطيني في الشوارع بشكل عفوي ليعبر عن مدى سعادته بانجاز هذا المطلب الذي لطالما انتظره الفلسطينيون على مختلف انتمائاتهم واماكن تواجدهم فظهرت السعادة على ملامح الصغير والكبير والمواطن والمسؤول والغني والفقير ليتوحد الشعب الفلسطيني ليس فقط في اورقة العمل السياسي بل في كل اموره الحياتية . على الجانب الاخر فقد توحدت اسرائيل ايضا بسياسييها وعسكرييها واعلامها وشرائحها المختلفة خلف رأي واحد يؤكد ان اسرائيل تلقت ضربة موجعة لم تكن في الحسبان خصوصا قبل خوض معركة ايلول حين يتوجه الرئيس الفلسطيني الى الجمعية العمومية لانتزاع اعتراف دولي بفلسطين حرة مستقلة على حدود الرابع من حزيران 1967 ، نتنياهو خرج بسرعة وصفت بالمتهورة ليؤكد ان اسرائيل ضد اتفاق المصالحة الفلسطيني لانه يعقد من الوضع ويضع عملية السلام في مهب الريح ، وكان عملية السلام كانت حية اصلا ! وكعادته ليبرمان وزير خارجية اسرائيل يعبر عن غضبة وقهره بتهديد صريح لعباس بحرمانه من القدرة على الحركة وكانه يلمح ان عباس سيعاقب مثلما عوقب عرفات سابقا وواضح ان امريكا نفسها تسير مع اسرائيل لتدافع عن ابنتها المدللة في وجه اخطر مرحلة من الصراع الفلسطيني الاسرائيلي على حد وصف كبار المحللين الصهاينة . من وجهة نظري ان حالة التخبط التي ضربت اسرائيل بعد انجاز اتفاق المصالحة اسقط اخر ورقة في جعبة اسرائيل التي كانت تتفنن في ابراز ملف الانقسام الفلسطيني حيث ردد نتنياهو عشرات المرات في لقائاته بمسؤولين دوليين بان اسرائيل لا تعرف مع من ستتفاوض في ظل انقسام الفلسطينيين ، اليوم تغير الوضع واختلفت الامور فقد باتت اسرائيل تعاني وتتلقى الضربة تلو الاخرى فها هي الانظمة العربية الحامية لوجود اسرائيل تتساقط كالذباب امام الثورات الشبابية التي غيرت كل المفاهيم بانتظار تغيير السياسات . بالعودة الى اسرائيل فانه من الواضح ان حكومة نتنياهو ومعها حلفائها يراهنون جميعا على نجاح ورقة الحصار المالي المنتظر فرضه على السلطة الفلسطينية بالضغط على الشعب بلقمة عيشه عقابا على مصالحة وطنية بين ابناء هذا الشعب الواحد ، لكن انا انصح حكام تل ابيب بانه في حال استخدام هذه الطريقة الدنيئة فانه سيكون لها عواقب خطيرة لن ينجوا منها هؤلاء الكفار ، فليوقفوا المعونات وليغلقوا الطرقات لانه وقتها لن نذهب للعمل والوظائف او الى المدارس والجامعات ، بل سنحتشد ونذهب لننتفض ولنشعل الارض تحت اقدامهم ، اقول لهم الان بكل ثقة جمدوا الاموال وجددوا الصراع بيننا وبينكم لاننا الان اقرب الى لحظة الحسم من اي وقت مضى ، وما جرى في المنطقة هو دليل واضح ان العام 2011 هو عام الحرية بامتياز .

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل