المحتوى الرئيسى

> «حصري» عن التليفزيون المصري

05/09 21:11

كتب - محمود خير اللهنائب رئيس تحرير مجلة الإذاعة والتلفزيون فكَّرتُ للحظات أنه قد لا يكون لطيفاً أن أبدأ مقالاتي في "روزا اليوسف" الحبيبة بوصلة فضح لفساد الإعلام المصري، قبل الثورة وبعدها، فحين تكون من هؤلاء الذين أحبوا "روزا اليوسف" منذ قرأوا السيرة الذاتية للمرأة التي تحدت العالم لتصدر صحيفة، وهي لا تكاد تُجيد قليلاً من الكتابة والقراءة، لابد أن ذلك كان عملاً بطولياً، يتطلب من الواحد بعد كل هذه العقود التي مرَّت، وبسببها أيضاً، أن يكون علي مستوي المسئولية، لكل ذلك قررت أن أستمر في فضح الإعلام، حتَّي لو كانت تلك مرة أخيرة. فلسبب ما بدأتُ مقالاتي في الصحف ـ قبل ثورة يناير العظيمة ـ بمعزوفة عن فضائح الإعلام المصري، ما أدي ـ حتي الآن ويا للعجب ـ إلي إسكات صوتي، وبدون أية مقاومة تُذكر من جانبي، فعلتُها مرات في مجلة سطور الثقافية الشهرية فأغلقت دون سابق انذار، وكتبتُ عن واقعة مشينة تخص وزير إعلام سابق، كانت واقعة ومشينة وطريفة في الوقت نفسه، من ذلك النوع المضحك المبكي، اندهش أصدقائي، وضحكوا من فكاهة المصيبة، وبعد شهور خرجت من الجريدة التي نشرت المقال غير مأسوف علي، وأمضي صاحبها سنواتٍ قاسية في السجن. حتي بعد الثورة لم تتغير الأمور كثيراً، فقد كتبتُ مقالاً في مجلة الإذاعة والتليفزيون بعنوان "كذب المُذيعون ولو صدقوا" عن هؤلاء الذين لم يستحوا من التهليل لجمال مبارك أميناً للجنة السياسيات، ثم عادوا ولم يستحوا من التهليل لفكرة القبض عليه سجيناً، في تهم فساد وكسب واستيلاء وخلافه، نُشر المقال في المجلة التي أعمل نائباً لرئيس تحريرها، وما هي إلا أيام حتي رأي رئيس التحرير أن الأفضل ـ له ـ أن أظل بعيداً عن المجلة، علي الرغم من أنه ـ وياللغرابة ـ لم يسجن أبداً. علمَّتني السنوات الطويلة في المهنة أن مقالاً عن الإعلام يمكن أن يتحوَّل إلي نطح ورفس يسيل علي جوانبه الدمُ، قبل أن يقودك إلي ساحات المحاكم، وجه صديقي الكاتب سليم عزوز أفضل دليل علي ذلك، فهو يحملها علي وجهه جروحاً حقيقية، مثل شارة "الكبتنة"، بعدما تعرض لأكثر من اعتداء بسبب مقالاته النارية عن الإعلام المصري اللعين، قبل الثورة، وبعدها تعرَّض الكاتب الزميل علي سعيد للضرب والسحل، بعد حواره مع اعتماد خورشيد عن "انحرافات وزير الإعلام الأسبق صفوت الشريف"، فسلط أحدهم من اعتدي علي الزميل في ميدان عبدالمنعم رياض، وكان الضرب بالأيدي والأرجل هو كل ما يعرفه رجال النظام السابق عن قيمة الحوار، خصوصاً إذا تعلق الأمر بالإعلام. عفواً لن أكتب عن إعلام التليفزيون المصري ثانية، وأعتبر ذلك الوعد "حصري" لقراء «روزااليوسف» الأعزاء.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل