المحتوى الرئيسى

أسماء الشهاوى تكتب: تعالوا جميعا نطالب بجامعة عربية قوية

05/09 18:26

كان من الضرورى الأخذ بمقاومات الثورات العربية، وبناء أفكار جديدة عليها لانتشال جامعة الدول العربية من القاع التى تسكن بداخله منذ أمد طويل، وحتى تجد لها مخرجا مناسبا من حزمة الاتهامات الموجهة إليها ما بين التقاعس والإهمال والتبعية، فاختفاء الدور الفعلى الذى أنشئت من أجله، والاكتفاء بأن تقوم بدور المتفرج ناكر الواقع، جاهل الأوضاع، ما أدى إلى إفراز شعور طاغ بعدم المصداقية والاطمئنان، بل عدم الاعتراف بها ككيان عربى قوى. فمنذ عام 1945 وحتى يومنا هذا لم تستطع الجامعة العربية أن تتجاوز عقبة فرض السيادة من قبل الأنظمة العربية المستبدة، والتبعية الغاشمة التى أدت إلى إضعافها، وتهميش دورها بشكل ملموس وقوى. ولأن الهدف الرئيسى للأعضاء داخل الجامعة هو التأكيد على أن الدولة جزء لا يتجزأ من ممتلكات الحكام، وأنها ليست سوى وظائف ليزيد ثراء الأغنياء، فكان من البديهى أن تفشل الجامعة فى إزاحة الصمت العربى تجاه القضية الفلسطينية، وتفشل فى إتمام دورها منذ عام 1948 وحتى الساعة على الرغم من تفاقم الأزمة واستمرار الحصار، وعمليات التهويد وتكثيف الاستيطان والانقسام الفلسطينى الفلسطينى. وبنفس قوة الفشل فشلت الجامعة فى الوقوف فى وجه الغزو الأمريكى للعراق، مقدمة جميع أنواع التجاهل الفاجر على الرغم من وحشية الاحتلال والجرائم اللإنسانية والإبادة الجماعية والانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان، والفوضى العارمة داخل البلاد، فلم تظهر الجامعة إبداعها فى هذا الشأن، لتظل جامعة الأثرياء العرب. وسيكون الأمر مأساويا عند إفساح المجال للبحث فى أجندة جامعة الدول العربية للوصول إلى ما قامت به فى جنوب لبنان، انفصال السودان، العلاقات المصرية – السورية، الكارثة الليبية، مأساة اليمن والبحرين، والوضع فى سوريا، وماذا عن أحداث مصر؟ وتونس والجزائر؟ ودول أخرى لا نستطيع إحصاء عددها. وفى الواقع بعد كل ما سبق من الصعب أن نعترف بجامعة للدول العربية، خالية من الوجوه الإنسانية وتكتفى بوجوه تتحدث فقط باسم الأغنياء، وجوه لم تكف عن التلاعب بمصائر الأمة، وتتعاون على الآثام، فما نريده هو جامعة مستقلة جملة وتفصيلاً عن وباء النظم العربية، نريد جامعة يرأسها أمين عام ذو سلطة فعلية، وليس مرآه تعكس حُسن النظم الديكتاتورية. أمين عام يُشهد له بالنزاهة والحنكة وقوة الشخصية، ولا يمكن أن نفصل واحدة عن الأخرى. وبما أن رايات الظلم لن تسود مدى الحياة، ولن تتفوق على رايات الحق ونوره المضىء، يجب علينا المطالبة جميعا بأن يكون لدينا جامعة دول عربية نظيفة، يسودها الأمن والحفاظ على الكرامة العربية والاسلامية، لذلك دائما يراودنا نفس السؤال، متى سيتم بناء جامعة للدول العربية؟

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل