المحتوى الرئيسى

د . صفوت قابل يكتب: كلنا مدانون

05/09 17:53

لقد وصل حالنا إلى وضع يحتاج إلى شجاعة المصارحة وقوة العزيمة فى التصدى لما يقود مصرنا إلى التهلكة، فإنها الخيانة لوطننا الاستمرار فى مهزلة العنف الطائفى التى ستقود البلاد إلى الفرز الطائفى ثم التقاتل لأتفه الأسباب وفى ذلك ضياع للجميع ،فلا يمكن القبول باستمرار هذا العنف من صول إلى أبو قرقاص ثم أخيرا إمبابة وبدأت الفترة بين كل حادثة وأخرى تقل وكأننا أصبحنا نسعى إلى أن نصبح على مظاهرة طائفية ونبيت على عنف طائفى وبدلا من تسجيل المواقف ألا توجد فينا فئة رشيدة تتبصر عواقب ما يحدث وتحاول تبصير هذه الجموع بما يوقف هذه المهازل ،ولكى يحدث ذلك علينا أن نواجه أنفسنا بأخطائنا فبداية العلاج هو التشخيص السليم ،وإعتقادى أننا كلنا مدانون ودليلى على ذلك ما يلى : 1 – أن هناك تراخى فى مواجهة شرر البداية ففى كل حادثة يكون هناك وقت بين بداية الاشتعال وتأجج العنف وهو ما كان يتطلب سرعة التدخل لوقف اتساع الفتنة ولكن ذلك لا يحدث فمن المسئول عن ذلك ،ففى الجولة الأخيرة للعنف الطائفى فى إمبابة ووفقا لرواية الشرطة كانت البداية فى هذا الشخص الذى يبحث عمن يعاونه فى الوصول إلى من يقول إنها زوجته واستعان ضباط الشرطة بأحد المشايخ والذى ذهب إلى الكنيسة وهكذا مرت الساعات وعدد المتواجدين حول الكنيسة يتزايد ،ألم يكن ذلك دليلا على أن الأحداث يمكن أن تتطور إلى ما هو أخطر فلماذا لم تحسم الشرطة المشكلة وهى فى بداياتها وتركت الأمور تتصاعد إلى مواجهات استمرت وفقا لما قاله وزير الداخلية إلى ثمانى ساعات بينما الشرطة تقوم بالنصح والإرشاد والتحذير من مغبة الاقتتال بينما الشيوخ والقساوسة يقودون المواجهات ،أليس هذا قمة الهزل وإدانة كاملة لكل من ساهم فى ذلك 2 – كيف تترك الشرطة أعمال العنف لثمانى ساعات دون تدخل وتكتفى الشرطة العسكرية بإطلاق الأعيرة النارية فى الهواء وكأنها تخيف أطفال بهذه الطلقات ثم لا تصل إلى موقع التقاتل إلا بعد ساعات فوفقا لرواية كاهن الكنيسة أن قوات الجيش قد انتشرت فى الشارع دون التدخل لمنع الاشتباكات ،بل ووفقا لرواية الشيخ محمد على بالمصرى اليوم ( 9 / 5 ) أن القيادات التى كانت متواجدة هربت فور بدء إطلاق النار ،هل الشرطة تعاقب الشعب أم ماذا أليست الشرطة مدانة فى ذلك  3 -  الأسماء المعروفة إعلاميا مسئولة ومدانة هى أيضا فالكل يسارع إلى تسجيل المواقف وكلما تشدد كلما أكتسب شعبية بين طائفته بينما البلد تحترق بتصريحاتهم ،فمثلا يطالب دكتور البرادعى بالتدخل الحاسم والسريع لمواجهة التطرف الدينى ويطالب أحد أعضاء ائتلاف شباب الثورة بالرد العنيف على ممارسات السلفيين ،وغير ذلك من الأسماء التى تحصر الجناة فى السلفيين وتطالب بالتصدى لهم وتختلط أصوات من يهاجم السلفيين بمن يجدها فرصة لإقصاء التيارات الدينية بكل أطيافها ،ويتناسون أن ما يحدث هو صورة واضحة للجهل الدينى ويتعامون عن إمكانية المؤامرات الإسرائيلية التى تسعى إلى إجهاض الثورة المصرية فى وقت اعتقد أن البلاد مخترقة بكل أنواع المخابرات وستكون مهمتهم سهلة حيث يكتفون بتأليب كل طرف على الآخر وتخويفه مما سيحدث له وهاهى الأمثلة فى حرق الكنائس ،ألسنا نحتاج إلى المصارحة بحقيقة ما يحدث والبحث عمن وراء هذا القطيع الذى يخرج رافعا المصاحف والصلبان بدلا من إصدار الأحكام المسبقة 4 – هل الأٌقباط ضحايا أم هم أيضا مشاركون فى المسئولية عما يحدث وبالتالى مدانون ،بماذا تصنف تصريحات أحد القيادات القبطية التى يهدد فيها بطلب حماية دولية ويستغل الفرصة ليزايد فى المطالب بالمطالبة بتعيين لواء قبطى فى المجلس العسكرى ، وهل هناك غير الإدانة لمن ذهبوا للتظاهر أمام السفارة الأمريكية مطالبين بتدخلها ،وهل نمر مرور الكرام على الآلاف من المعتصمين أمام ماسبيرو ،وبماذا نصف تصريح أحد القساوسة بأنه يخشى أن يلجأ المسيحيون إلى استخدام السلاح ،وهل نؤيد أم ندين تصريح أسقف الجيزة بأن الثورة بدأت تتحول إلى ثورة سوداء ،أليس هذه كلها تصريحات وتصرفات تستدعى الإدانة 5 – كيف يظهر كل الشيوخ يطالبون باحترام دور العبادة وعدم الاعتداء عليها ثم يقوم مسلمون  بالتعدى على الكنائس ،من وراء ذلك ألسنا مدانين فى عدم التصدى الحقيقى لهؤلاء الجهلاء والاكتفاء بالتصريحات هل وصلنا فى عصر العلم وانتقال المعلومات إلى هذه الدرجة من السذاجة بحيث تحركنا شائعة لنقوم ليفتك بعضنا ببعض أم أن هذه الإشاعات مجرد وسيلة للتنفيس عما فى الصدور ،ولماذا لا يصدق البعض أن البلاد مخترقة امنيا بجانب الانفلات الأمنى ،وأليس ما يحدث هو التخلف على أصوله فكيف تحترق بلد كلما ارتبط رجل بامرأة على غير دينه ولماذا لا نفرق بين الأمور الشخصية والقواعد العامة التى تحكم التفاعل فى المجتمع ، ألسنا كلنا مدانون.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل