المحتوى الرئيسى

أحداث إمبابة.. كيف نتصدى للثورة المضادة؟!

05/09 11:32

- عسكر: تهاون الحكومة يغري أصحاب الثورة المضادة لزيادة بلطجتهم - القاعود: أمن الدولة يحرك جيشًا سريًّا من البلطجية لإشعال الفتنة - عطية: سرعة إنشاء الدولة الجديدة لقطع الطريق أمام المتربصين - شعلان: نعاني من الموروث الثقافي الاستبدادي للنظام البائد - سلامة: تفعيل الدور الهزيل للأمن والقبض على مفجري الفتن - المستكاوي: تشريعات حازمة لمعاقبة البلطجية وفلول المخلوع   تحقيق: أحمد الجندي جيوش جرارة من البلطجية والمسجلين خطرًا يعيثون في الأرض فسادًا وقتلاً وإحراقًا وتدميرًا، بعضهم يندس وسط المسلمين ويعلن أنه يدافع عن الإسلام، والبعض الآخر آخذ من الإسلام شكله دون العمل على تطبيق مضمونه، وفي المقابل مسيحيون لجئوا للسفارة الأمريكية لحمايتهم من بطش المسلمين، وآخرون اعتصموا أمام ماسبيرو، مرددين هتافات ضد المجلس العسكري لإسقاط المشير، وبعضهم يرفع صورة الرئيس المخلوع متباكيًا على زمان كان يراه جميلاً لهم، وفي الطرف الآخر حكومة ما زالت تتلمس الخطوات بحذر مفرط أمام جهاز شرطة أصرَّ على أن يكون خارج الخدمة؛ لدفع الناس على قبوله بعد ذلك بنفس الوجه الذي كان به قبل ثورة الخامس والعشرين من يناير.   هذه الحالة التي تعيشها مصر تدفعنا إلى التساؤل عن الطريقة المثلى التي يمكن أن يواجه بها الشعب هذا الانفلات المتعمد من الجميع، والذي يمكن أن يدمِّر مصر، ويحرق الصورة الجميلة التي رسمها ميدان التحرير.   الحزم القانوني    الشيخ سيد عسكربداية يقول الشيخ السيد عسكر، عضو اللجنة الدينية ببرلمان 2005م، إن الحل الأمثل لمواجهة الثورة المضادة، وما يرتكبه أصحابها من جرائم وفتن تكاد تودي بالمجتمع إلى طريق مظلم؛ هو التعامل بحزم مع فلول النظام البائد، وإقصائهم عن أماكن المسئولية التي يستطيعون توظيفها في إثارة الفتن والقلاقل في المجتمع، مشيرًا إلى أن فلول النظام البائد لا تزال في أماكن مؤثرة تتحرك منها لإفساد الثورة.   ويضيف أن هناك أبوابًا لاشتعال الثورة المضادة لا بد من غلقها مثل باب الفتنة الطائفية، موضحًا أن أرباب الثورة المضادة يستأجرون البلطجية لإشعال هذه الفتن وتأجيجها، مطالبًا بتفعيل القانون بشكل حازم على الجميع، والضرب على أيديهم بيد من حديد، وعدم التساهل في هذه الأمور كما كان يفعل النظام السابق الذي كان يعزف على وتر الوحدة الوطنية، ويترك الأزمات تتفاقم بشكل كبير، محذرًا من أن تهاون الحكومة في هذا الشأن يغري المتعصبين بمزيد من التطرف، ويوغر صدور الطرف الآخر؛ ما يغري لحدوث فتن طائفية في أي وقت.   ويتساءل: لماذا تترك الحكومة أزمات "كاميليا شحاتة، ووفاء قسطنطين، وماري عبد الله" دون حل جذري؟ ولماذا لم تحضر كاميليا أمام النيابة رغم طلبها للمثول؟ ولماذا يتحدى الأنبا شنودة أحكام القضاء، ويعلن ذلك في مؤتمرات صحفية عالمية، ولا يحاسبه أحد على ذلك؟ موضحًا أن هذا الباب خطير جدًّا يجب على الحكومة إغلاقه، وتفعيل القانون بشكل صارم لوأد محاولات زرع الفتنة من مهدها.   تطهير الحكومة   د. حلمي القاعودويوضح الدكتور حلمي محمد القاعود، أستاذ الأدب والنقد ورئيس قسم اللغة العربية السابق بكلية الآداب جامعة طنطا، أن الحل الوحيد للتصدي للثورة المضادة هو تطبيق القانون بكل صرامة وحزم؛ لردع كل من تُسوَّل له نفسه القيام بعمل إجرامي أو تخريبي من فلول النظام البائد وأذنابهم.   ويضيف أنه لا بد من تطهير كل مجالات صناعة الفكر والإعلام من فلول النظام البائد والمفسدين، بالإضافة إلى تصفية جهاز أمن الدولة المنحل، الذي ما زال يمارس نشاطه ويؤثر في الأحداث، من خلال تحريك ودعم البلطجية والمسجلين خطرًا، وما يُسمى بـ"التنظيم السري" الذي أعده النظام البائد للتحرك عند الضرورة لمواجهة الشعب، وقتما يشاء الرئيس المخلوع.   ويستطرد: الخطوات التي يجب اتباعها لتطهير الصحافة والإعلام والثقافة تقتضي أن تكون أكثر حزمًا مع ذيول النظام البائد الذين ما زالوا يعملون في مواقعهم، ويتعاملون بنفس عقلية العصر البائد.   ويقترح تنظيم المؤتمرات والندوات والوقفات التي تدعو إلى نشر ثقافة التطهير، لتصفية وجود فلول النظام السابق في الحكومة؛ لأنه لا يزال هناك أشخاص مثل يحيى الجمل الذي يتعامل بنظرة أحادية وبنفس منهج النظام البائد وطريقته، ويعادي الأمة بصورة فجة، عن طريق وضع أصحاب الفكر المعادي للأغلبية في مجلس حقوق الإنسان واتحاد الإذاعة والتليفزيون وغيرها من مؤسسات الدولة.   غياب الرؤية   د. جمال زهرانويطالب الدكتور جمال زهران، أستاذ العلوم السياسية بجامعة قناة السويس وعضو مجلس الشعب السابق وعضو مجلس أمناء الثورة، المجلس الأعلى للقوات المسلحة بالتدخل بشكل جاد وسريع لحسم مشكلات البلطجة والعنف، في ظل حالة الفراغ الأمني التي خلفها الرئيس المخلوع حسني مبارك ونظامه، مشددًا على أهمية وضع آلية جادة لتطبيق الحرية التي أخطأ الكثيرون فهمها.   ويضيف أن اختلاط الأمور وعدم ترتيب الجبهة الداخلية بشكل جيد، أعطى الفرصة لقوى الثورة المضادة من أعضاء الحزب الوطني المنحل، ورجال أعماله وجيوش البلطجية التابعة لهم لإثارة الفتن والقلاقل.   ويطالب الحكومة باتخاذ إجراءات تطمينية بخصوص مشروع العدالة الاجتماعية وهيكلة الأجور لتفادي المظاهرات الفئوية، منتقدًا غياب الرؤية الشاملة لإدارة شئون الوطن من قبل المجلس العسكري، وعدم وجود صورة واضحة عن نظام الحكم.   إرساء قواعد الدولة   د. مبروك عطية ويضيف الدكتور مبروك عطية، الأستاذ بجامعة الأزهر، أنه لن تحل مشكلة جرائم الثورة المضادة إلا بعد نجاح الثورة الأساسية، وإخلاء المناخ من عناصر الفساد والإفساد، مطالبًا بسرعة المبادرة إلى إجراء انتخابات المجالس النيابية، وانتخابات الرئاسة؛ لكي يستقر الوضع السياسي، ومن ثم تستقر كل الأوضاع الأمنية والاقتصادية وغيرها، موضحًا أن طول الفترة قبل الانتخابات يعطي فرصةً لفلول النظام السابق والخارجين عن القانون؛ لتنفيذ مخططاتهم التخريبية.   ويستطرد: "لا بد من قطع الطريق أمام كثرة الأحزاب، فلا يصح أن ننشئ 100 حزب في 4 أيام فقط، مشيرًا إلى أن كثرة الأحزاب بهذه الصورة يدفع إلى الاختلاف والتنازع، قائلاً: "يجب أن ندعها تكثر مع الأيام".   ويطالب أصحاب الاحتجاجات الفئوية الذين يتظاهرون كل يوم بأن يصبروا حتى تنجح الثورة وتتحقق مطالبهم، فهم عاشوا 30 عامًا في قهر وظلم؛ فلينتظروا الآن قليلاً.   هيكلة الفكر ويقول الدكتور النبوي شعلان، أستاذ الأدب والنقد بجامعة الأزهر، إن المنتفعين من النظام السابق يحاولون نشر الفوضى وإشعال الفتن باستخدام البلطجية الذين كانوا يسخرونهم من قبل في الانتخابات البرلمانية، موضحًا أن هؤلاء عبيد من دفعوا لهم، وهذه ثقافة متأصلة منذ 30 عامًا مع بدايات حكم النظام البائد.   ويؤكد أنه لا بد من التركيز على الناحية الثقافية للإنسان المصري، وإعادة هيكلة فكره لتنمية حب الوطن والانتماء إليه في نفوسهم؛ لإشعاره بآدميته التي افتقدها في ظل النظام البائد، موضحًا أن ابن خلدون قال إن "المعتقدات الاجتماعية أقوى في النفوس من المعتقدات الدينية"، وهو ما دفع الكثير من الأمم السابقة أن تقول لأنبيائها (إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ (22)) (الزخرف).   ويوضح أن الموروث الثقافي المنحرف الذي خلفه استبداد النظام البائد من الصعب تغييره في وقت قصير، مشيرًا إلى أنه يتطلب دعاة حكماء مخلصين، وليس على طريقة السلفيين الذين يمسكون العصا للناس، منتقدًا الذين يتصدرون الدعوة باسم الدين، ويحاولون أن يقللوا من شأن العلماء المخلصين في المجتمع.   ويستطرد: الوضع الحالي يحتاج إلى أشخاص حكماء يبلغون الدعوة للناس بهدوء على طريقة الشيخ الغزالي، مشيرًا إلى أن هذه المسألة لن تكون سهلة أو قريبة التحقق.   ويطالب بإرساء الأمن في المجتمع، من خلال إعادة هيكلة دور الداخلية، وتطهيرها من عناصر الثورة المضادة وبقايا جهاز أمن الدولة.   حوارات وطنية   سلامة أحمد سلامةويدعو الكاتب الصحفي سلامة أحمد سلامة القوى السياسية المصرية كافة التي تجري حوارات وطنية حاليًّا حول مستقبل مصر السياسي والإعداد للانتخابات البرلمانية الرئاسية؛ إلى أن تفعل حواراتها بشكل جماعي؛ لوضع آليات لمواجهة الثورة المضادة ومفجريها.   ويؤكد أهمية تفعيل دور الأمن بشكل أقوى من الوضع الهزيل الذي هو عليه حاليًّا، واتخاذ آليات جادة للقبض على مفجري الفتن، وتقديمهم إلى المحاكمة العادلة؛ لتأمين البلاد من شرورهم، مطالبًا بالحزم في مواجهة البلطجية ومحاولاتهم لزعزعة الاستقرار.   ويضيف لا بد من نشر ثقافة استخدام الحرية، وتعليم الشعب أن الحرية لا بد أن تقف عند حريات الآخرين وحقوقهم.   تشريع خاص ويقول الناقد الرياضي حسن المستكاوي: إن الأزمات الكبيرة على مدى التاريخ لا بد لإصلاحها من قانون في غاية القسوة والصرامة، حتى لو كان بمبدأ المساواة في الظلم عدل، فلا بد من معاقبة كل من يمارس البلطجة بأشد أنواع العقاب.   ويقترح أن يتم سن تشريعات خاصة بأعمال العنف والبلطجة، للتصدي للثورة المضادة، مطالبًا بأن يحكم على شخص يمارس البلطجة بالسجن المشدد لمدة لا تقل عن 25 سنة، وفي حالات القتل يكون الإعدام الفوري هو العقاب؛ ليكون عبرةً لكل من تُسوَّل له نفسه زعزعة استقرار الوطن وأمنه.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل