المحتوى الرئيسى

مديرة سعودية لمعهد العالم العربى

05/09 08:10

من أهم أخبار العرب فى هذا العام الذى يقومون فيه بأكبر وأعظم ثورة فى تاريخهم الحديث، قرار السفراء العرب فى فرنسا اختيار منى خزندار مديرة لمعهد العالم العربى فى باريس لتنضم إلى قائمة طويلة من النساء العربيات اللواتى يمثلن المرأة العربية الحديثة فى مئات من المواقع العلمية والسياسية فى بلادهن والعالم. ويأتى هذا الاختيار فى موعده تماماً، فثورة العرب تعنى عودتهم إلى صناعة التاريخ مرة أخرى، والحياة فى عصر ما بعد الحداثة، ولا أحد يصنع التاريخ، وهو يفرق بين الرجل والمرأة. وروعة هذا الخبر لأسباب عديدة، منها أنها أول امرأة تتولى منصب مديرة المعهد عشية احتفاله باليوبيل الفضى العام المقبل «2012»، وأنها تعمل فى المعهد منذ افتتاحه، وشغلت منصب «مسؤولة المعارض والمجموعات الدائمة» منذ 1986، وأنها سعودية، وتطور السعودية هو مفتاح تطور المسلمين فى كل العالم، لأنها شهدت مولد رسول الإسلام ومهبط الوحى وبها الحرمان الشريفان، ولأن معهد العالم العربى فى باريس المؤسسة الوحيدة من نوعها خارج العالم العربى التى تربط بينه وبين أوروبا، خاصة فرنسا من حيث تعبيرها عن الحضارة الأوروبية والغربية عموماً، فهذا المعهد نقطة لقاء بين حضارتين بعيداً عن الماضى البغيض من الحروب التى سميت «الصليبية» إلى الاحتلال الغربى المباشر لأغلب الدول العربية فى القرنين الميلاديين الماضيين. وعندى أن معهد العالم العربى فى ربع قرن لم يحقق إلا أقل القليل مما كان يتوقع منه، ومن الضرورى أن يتم تقييم عمل المعهد فى 25 سنة بجدية ونزاهة علمية، حتى يقوم بالأدوار المنوطة به أفضل مما فعل، خاصة فى ظل ثورة العرب الكبرى التى تعلن دخولهم إلى عصر العولمة والثورة التكنولوجية ومجتمع المعرفة. أشعر بالتفاؤل لاختيار المثقفة السعودية، وانظر مثلاً إلى تصريحها لجريدة «الحياة» عدد 26 أبريل، حيث ترفض تماماً فكرة أن يجعل منها المنصب ممثلة لبلدها أو حتى لمنطقة الخليج، وأنها تفخر وتتشرف بانتمائها إلى السعودية، لكنها تمثل العالم العربى فى تنوعه وثقافاته المختلفة. [email protected]

Comments

عاجل