المحتوى الرئيسى

‏سلامات

05/09 00:58

المفعول بهم في بيشاور الباكستانية عام1987 التقيت برهان الدين رباني أحد القيادات السبع للحرب الأفغانية في مواجهة الاحتلال السوفيتي آنذاك, وكان قد التقي قبل عدة أيام بالرئيس الأمريكي وقتها رونالد ريجان وهو ما أثار حفيظة المجاهدين الأفغان الذين رأوا في ذلك خروجا عن الحظيرة السوفيتية إلي الهيمنة الأمريكية مما دعاه إلي الاعتذار في مؤتمر شعبي موسع معترفا بالخطأ, ثم دارت الأيام والتقيته عام1992 في مكتبه بالعاصمة الأفغانية كابول بعد أيام قليلة من تنصيبه رئيسا لأفغانستان عقب اجتياح المجاهدين العاصمة وإعدام الرئيس الأسبق نجيب الله, وكان حديث رباني قد تغير تماما بضرورة إقامة علاقات قوية مع الولايات المتحدة التي أصبحت تحتل الآن كل الأراضي الأفغانية. > في الوقت نفسه كان الدعم العسكري الأمريكي للأفغان خاصة بصواريخ كروز والتدريب العسكري للمتطوعين العرب عملا مشروعا إلي أن انقلب السحر علي الساحر وأصبح العداء بين هؤلاء والولايات المتحدة الأبرز علي الساحة الدولية إلي أن توج بمقتل أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة في عملية لن يتم بالطبع الكشف عن ملابساتها وحجم الخيانة فيها الآن. > وحينذاك كان الدعم العسكري الأمريكي للعراق في الحرب مع إيران(1980 ـ1988) واضحا ولإيران سريا إلي أن تم استنزاف البلدين معا ماديا وبشريا ومعنويا ولكن لأن العراق خرج من الحرب شبه منتصر وبقوة عسكرية غير معهودة في المنطقة فكان لابد من كسر شوكته إلي أن توج ذلك أيضا باحتلاله منذ عام2003 عقب13 عاما من الحصار البري والبحري والجوي. > وعلي العكس من العراق تغاضي الغرب عن تنامي القدرات العسكرية الإيرانية للضغط علي دول الخليج العربية التي لم تتوقف يوما عن التسلح كما رحبت في الوقت نفسه بمزيد من القواعد العسكرية لدول الغرب التي استقبلت في السنوات العشر الأخيرة استثمارات عربية تربو علي موازنات قارة بحجم إفريقيا. > ولأن الحروب في حياة الشعوب الغربية والأمريكية أصبحت مكلفة إلي حد كبير فقد بدا واضحا أن المنطقة علي أعتاب سياسات من نوع جديد يمكن أن يتحقق معها هدف الاحتلال ولكن هذه المرة بدماء أبنائها فقط, وقد بدا ذلك واضحا في القصف اليومي علي ليبيا بخطة تقسيم واضحة المعالم واستنزاف سوريا أطول فترة ممكنة لإقصائها في النهاية عن ائتلاف المقاومة في كل من لبنان وفلسطين. > ولكن ماذا عن مصر ؟.. أعتقد أن الساحة مازالت حبلي بالمفاجآت ليس فقط وإنما بالأطماع أيضا وحتي لا ننجرف إلي هذا الوضع أو ذاك فإن الأمر يتطلب مزيدا من اليقظة من جهة وكبح جماح المراهقين والمزايدين من جهة أخري علي أمل أن نكون في يوم ما فاعلا بعد عقود طويلة في عضوية نادي المفعول به!. المزيد من أعمدة عبد الناصر سلامة

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل