المحتوى الرئيسى

كل يوم

05/09 00:58

المصالحة والجدار والاستيطان‏(3)‏ من المؤكد أنه من شأن التغيرات التي يرسمها بناء الجدار العازل علي خريطة الضفة الغربية إيجاد واقع جديد علي الأراضي سيؤثر بشكل مباشر علي قضايا الوضع النهائي المتمثلة في الحدود والقدس والمياه والمستوطنات. وعلي سبيل المثال فإنه بالنسبة للقدس سيوجد الجدار العازل واقعا جديدا للمدينة إذ تقوم إسرائيل منذ سنوات بتنفيذ مشاريع في القدس بهدف تهويدها وعزلها وتحويل أحيائها إلي مناطق سكنية بين مستوطنات كبيرة وبؤر استيطانية فضلا عن مخطط الجدار العازل الذي يطوق القدس ويحيط بها وسيؤدي إلي أن تصبح القدس محاطة بالمستوطنات والمناطق اليهودية من كل جوانبها بحيث يصعب تصورها كعاصمة للدولة الفلسطينية المرتقبة. وبالنسبة لقضية المياه سيكون للجدار العازل تأثير بالغ علي حرمان الفلسطينيين من مصادر المياه حيث أن الأراضي التي جرت مصادرتها من أجل تنفيذ المرحلة الأولي من مشروع الجدار العازل تضم ما يزيد علي50 بئرا من المياه الجوفية وتوفر هذه الآبار7 ملايين متر مكعب من المياه ولكن بعد إنشاء الجدار العازل سيتم حرمان الفلسطينيين منها أو علي الأقل سيكون حصولهم عليها صعبا كما يفصل الجدار العازل ما بين مصادر المياه وشبكات الري من ناحية وبين الأراضي الزراعية من ناحية أخري.. وهنا تنبغي الإشارة إلي أن الآلات الإسرائيلية في إطار إعداد الأرض لإقامة الجدار العازل قامت بتدمير خمسين ألف متر من أنابيب المياه التي تستخدم للري والزراعة والاستخدامات المنزلية. وعلي الرغم من نفي بعض المسئولين الإسرائيليين أحيانا- وعلي استحياء- أن الجدار العازل سيشكل حدودا فعلية لإسرائيل إلا أن التكلفة الهائلة للمشروع وحجمه الضخم يتنافي مع فكرة أنه إجراء مؤقت يمكن أن تتم إزالته بعد التوصل إلي تسوية بشأن الحدود والحقيقة أن شكل الجدار وما سوف يضمه من مستوطنات داخل إسرائيل وما به من أبراج مراقبة وأجهزة إنذار الكترونية ودوريات للشرطة والأمن ونقاط تفتيش ومعابر ووحدات عسكرية علي طول الجدار يمنحه بالفعل صفة ومظهر الحدود الفعلية إن الجدار العازل هو في الأساس مطلب للمستوطنين الذين يجاهرون بأن الهدف منه ليس مجرد هدف أمني وإنما هو ضم كل المستوطنات المنتشرة في الضفة والتي يقترب سكانها من اربعمائة ألف مستوطن إلي الدولة العبرية وفرض أمر واقع قبل مفاوضات الوضع النهائي بما يجعل من حلم إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة مجرد سراب! وغدا نواصل الحديث   خير الكلام: << الاقتصاد في المعيشة نصف المئونة! [email protected] المزيد من أعمدة مرسى عطا الله

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل