المحتوى الرئيسى

يا ايها الطائفيون..لا نعبد ما تعبدون..بقلم:جمال الهنداوي

05/08 23:34

يا ايها الطائفيون..لا نعبد ما تعبدون.. جمال الهنداوي كأنها حتم قد خطته يد القدر على جبين الامة المدمي بخلافات القرون..او ركن لا تصح العبادة والصلاة بدونه.. هي تلك الطائفية المقيتة التي يراد لها ان تكون عماد الدين والتسبيح الذي يتخلل انفاس المسلمين.. ويعايش الناس في واقعهم واحلامهم..وفي آمالهم وخيباتهم..ويرافق سجودهم وركوعهم وان تكون الدعاء الذي يقربهم الى الله زلفى.. من التلابيب يجر الشعب السوري الثائر عنوة ودون ارادته الى التوحل في مستنفع التشظي والانقسام الطائفي..وقسرا يراد اضفاء الصفة الفئوية على الانتفاضة الوطنية السورية وتحويلها الى صراع وتنازع على السلطة بين طوائف واعراق متنافرة من خلال الاحتكام الى اليات الشارع لاثبات ايهم الاحق باحتلال موقع الآخر على سدة الحكم.. خطوط ودوائر وعلامات مختلفة الاشكال والالوان -ولكنها شديدة المغزى والتعبير- يرسمها الاعلام الرسمي العربي ووسائل اتصاله مع الناس لخارطة سوريا وشعبها..حكم علوي وغالبية سنية وشرق كردي وغرب وجنوب عربي ..تقسيم يقسم بدوره الى معتدل ووسطي ومتشدد ..وجهد جهيد متصبب العرق ومتلاحق الانفاس يصل بالامورالى نيف وثلاثين فئة وطائفة وعرق يعيشون على ارض الشام متقدما بمراحل على اماني النظام الذي كان يطمح الى تشطير الشعب الى اقل من ذلك بكثير..وكل هذا مقابل تمسك شعبي سوري اقرب الى العض بالنواجذ على الشعار الوطني الجامع الشامل الهادف الى التوصل الى دولة المواطنة الحرة المتساوية العادلة.. تشطير وتقسيم لا يهدف الى نصرة مظلوم اواغاثة ملهوف اواحقاق حق مضاع بقدر ما يبغي تفتيت الشارع الموحد خلف شعارات الحرية والسلام واستحضار لصراعات فئوية لطالما وجدت الانظمة فيها مادة صالحة للتصدير ومسرحا يقوم فيه النظام بدور الحامي الوحيد للوحدة الوطنية والسلم الاهلي..ذلك السلم وتلك الوحدة التي تجلت بصورة بهية ساطعة في الشعارات والخطاب الحضاري الراقي الذي تصدح به حناجر المتظاهرين مغيظة به النظام ومظاهريه من عتاة المستبدين الذين يعانون من اقتصار معارفهم الا على ممارسات القمع والتخريب وافتقادهم حتى الى الدافع الاخلاقي لتقبل عبارات الاصلاح والعدالة والحرية والتنمية.. لا اخلاقية تجلت في ممارسات الخطاب الاعلامي الرسمي المختطف والمقزم للثورة السورية العارمة الى مستوى مبارزة ما بين طائفتين والمسفه للسخط الشعبي العام من الممارسات الاجرامية للنظام السوري تجاه شعبه من خلال ربطها بشعارات ومتبنيات طائفية بحتة والمهون من الخلل البين الذي يحكم العلاقة ما بين حكم عائلي مستبد مستأثر وبين شعب يؤهله تاريخه وعمقه الحضاري الى ان يحكم نفسه بنفسه وبخياراته الديمقراطية الحرة..خطاب يقدم نوع من التبرئة الضمنية للنظام من التهم التي تطاله محيلا الامر الى مسألة اختلاف فئوي ما بين انتماءات الحاكم ومتبنيات المحكوم غير المتوافق معه طائفيا.. ان الشعب السوري العظيم بوحدته وتآلفه وصبره وصموده اثبت بان الشعارات الطائفية لا توجد الا في اجندات الانظمة فاقدة الشرعية والتأهيل والصلاحية والضوابط ..وان الموقف الطائفي ليس بعيدا عن الخيار الامني القمعي وان تحالفهما يدخل في اطار الضرورة الحتمية.. فالطائفية لا تتعايش مع التعددية والاعتراف بحق الاختلاف.. وترفض المشاركة العادلة وتهدف الى اعلاء ثقافة الاستحواذ والاستئثار من خلال سياسية الاقصاء والتهميش والحرمان من الحقوق السياسية ..وفي هذا تتشارك مع الانظمة القمعية في المنطلقات والاهداف.. كما ان الايلاج القسري للمفاهيم الطائفية في ربيع الثورات العربي..والتركيز على خطاب معلي من شأن الذات مترافق مع تنفير ممنهج ملحاح من الآخر..واعتماده كثقافة متضادة مع شعارات الحرية وحقوق الانسان الركيزة التي يستند اليها الحراك الشعبي الثوري العربي..ليس الا محاولة عقيمة من قبل التحالف القمعي الاستبدادي لخلط الاوراق وحرف مسار الثورات من خلال التلاعب باولويات الرأي العام وابعاده عن القضايا الحقيقية للشعوب الحرة.. ومن هنا اصبح من الضروري وضع الشعارات الطائفية في مكانها الصحيح باعتبارها من ادوات الثورة المضادة ووسائلها والتي تهدف من خلال اثارة النعرات القومية والمذهبية تحجيم الخطاب الوطني الجامع الشامل الدافع للمجتمعات البشرية للمطالبة بحريتها وحقوقها ومواجهة انظمتها الاستبدادية..ويجب على الشعوب ان تعي بان التحالف الامني القمعي بين الانظمة المستبدة الى زوال قريب..ولكن الطائفية ستكون مما يؤخر هذا السقوط الحتمي ويزيد من كلفته.. فليكن الشعار..يا ايها الطائفيون..لا نعبد ما تعبدون..لكم دين وللشعوب الحرة دين..

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل