خالد مشعل .. الفارس الذي هزم المنصور بقلم ابو حمزة الخليلي

لقد اثبت السيد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس انه استعاد وعيه السياسي والوطني, وكان الفارس الفلسطيني وليس فقط الفارس الحمساوي عندما كان موفقاً في تصديه للأسئلة التي كان السيد احمد منصور مذيع قناة الجزيرة يقصف بها المصالحة الوطنية بلا رحمة ويشكك في استمرارها وديمومتها من خلال برنامجه لقاء خاص الذي اذيع يوم امس على قناة الجزيرة القطرية على مدى ما يقارب ساعة من الزمن. لقد استطاع السيد خالد مشعل أن يجتاز جميع الأسئلة الملغمة التي كان قد وضعها احمد منصور للوصول إلى تفجر الاتفاق والعودة إلى الانقسام البغيض, وقد حاول مقدم البرنامج أن يلعب على كل نقاط الخلاف بدون استثناء وابتعد وبشكل مقصود عن كل العوامل الجامعة لكل الفصائل الفلسطينية. إن السيد احمد منصور اثبت من خلال هذا اللقاء إن برنامجه لا يتعدى كونه أداة من أدوات الفتن التي عودتنا قناة الجزيرة على رعايتها ودعمها للوصول إلى تأجيج الوضع الداخلي الفلسطيني لصالح الكيان الإسرائيلي. لقد أعجبني السيد خالد مشعل عندما رد على السيد احمد منصور بقوله وما الضير لو أن السيد الرئيس محمود عباس استخدم ورقة المصالحة للمطالبة بحقوق الشعب الفلسطيني واستعادة حقوقه من الجانب الإسرائيلي, وذلك في رده على سؤال كان قد طرحه احمد منصور يفيد بان السيد الرئيس سوف يستخدم حركة حماس كجسر من اجل استحقاق أيلول وقد يعود عن هذا الاتفاق بعد ذلك, ونسي السيد منصور أن الشعب الفلسطيني وفصائلة هم يكونون من اسعد الناس عندما يستخدمون كجسور أو كدروع من اجل استعادة الحقوق الفلسطينية. لقد تحدث احمد منصور عن المعتقلين وعن الوثائق وعن التنسيق الأمني وعن الخلاف الذي اجل توقع الاتفاق وعن شخصية رئاسة الوزراء القادمة وعن من سيكون رئيس المجلس التشريعي وعن عملية السلام المتوقفة,. وقارن بين حركة فتح والسلطة التي فرطت في الحقوق وحركة حماس المقاومة والتي تمسكت بالثوابت وتحدث عن وثائق الجزيرة المزورة ولم يترك أي من نقاط الخلاف إلا وقد طرحها وحرك لسانه المسموم في أحشائها ولكنه لم يتحدث ولن يتحدث عن الوضع السوري ولا عن أي موضوع يصب في كاس المصالحة الفلسطينية. وأخيرا أقول هذه هي قياداتنا مهما كانت الظروف ومهما طارت بهم الطائرات وتحركت بهم القطارات وتقطعت بهم شراعات السفن فإنهم يرسون في ميناء واحد وهو الميناء الفلسطيني الذي كان قد عرج به الرسول الأعظم وهو ساحات المسجد الأقصى المبارك.