المحتوى الرئيسى

إندبندنت: رعاة البقر اغتالوا "بن لادن"

05/08 18:30

وشككت في صور بثها البيت الأبيض تفيد بأن أوباما ومساعديه كانوا يتابعون الغارة على الهواء، معتبرة أن التصريحات الأولية التي أدلت بها الإدارة كانت مفتعلة وصورت الغارة كما لو كانت فيلماً من أفلام الحركة للمخرج الأمريكي الشهير ستيفن يبيلبيرج.وأوضحت جوان في مقال نشرته صحيفة ذي إندبندنت اليوم الأحد أنه طوال معظم أوقات الأسبوع الماضي، بدت حكومة الولايات المتحدة وكأنها تتصرف وفق سيناريو فيلم حربي. فقد أعلنت أن القوات الخاصة الأمريكية واجهت مقاومة شرسة في المجمع السكني لأسامة بن لادن، حيث انخرط أفرادها في تبادل لإطلاق النار استمر 40 دقيقة، واستخدم خلاله أسامة بن لادن (أو أحد آخر) إحدى زوجاته كدرع بشرية. وفي واشنطن، شاهد الرئيس باراك أوباما ومساعدوه اغتيال بن لادن على الهواء مباشرة، من خلال كاميرا مثبتة على خوذة أحد أفراد القوة الخاصة بالبحرية الأمريكية.وقد عكست إحدى الصور الملتقطة للمتابعين في غرفة العمليات بالبيت الأبيض التوتر الذي كان بادياً على وجه هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية، التي كانت تضع يدها على فمها بصورة عصبية.وأضافت أنه بدا لها أن ما تقوله هو ملخص لفيلم من أفلام الحركة التي برع في بطولتها سلفستر ستالوني أو بروس ويلز (الممثلان الأمريكيان الشهيران)، عندما يقوم كل منهما بالقفز من نافذة السلم الزجاجية لكي يطلق الرصاص في كل صوب.بالمقابل، يبدو أن ستيفن سبيلبيرج أو مارتين سكورسيز (المخرجان الأمريكيان المعروفان) قاما بعمل نسخة أكثر تماسكاً من العملية التي جرت في عطلة نهاية الأسبوع الماضية في أبوت أباد، لكي يحييا بعدها الأخلاقي ويبرزا الحاجة إلى المضي على الطريق نفسها.واستطردت أنه الآن بدا أن كل هذا غير صحيح. فقد واجه الفريق الأمريكي مقاومة ضعيفة، وفاجأ بن لادن على باب منزله.وكشفت أشرطة الفيديو (التي بثها البنتاجون) أمس، أنه كان يستدير عائداً إلى الغرفة، ربما لكي يتناول بندقية. كما بدا أن أوباما ومساعديه لم يشاهدوا الغارة على الهواء مباشرة كما قيل، ومن غير الواضح ماذا كانوا يشاهدون، هل هو فيلم "إنقاذ العميل رايان"؟ (فيلم لستيفين سبيلبيرج).وتابعت أن تناول البيت الأبيض الغارة بهذه الطريقة المؤسفة أفسد الاحتفالات التي اندلعت (بنوع من قلة الذوق في رأي الكاتبة) في الشوارع الأمريكية عقب إعلان مقتل بن لادن. فقد أضنى العديد من الناس أنفسهم لكي يجسدوا هذا الحدث الكئيب على أنه نوع من الرياضة المثيرة.وأشارت جوان إلى أنه من ناحية أخرى، فإنه بجانب الافتعال السينمائي، كشفت أشرطة الفيديو عن البعد غير الأخلاقي في الغارة، فقد بدا أن بن لادن تعرض لإطلاق النار، بصورة شنيعة، أمام ابنته البالغة من العمر 12 عاماً، بينما كانت زوجته قد أصيبت في قدمها وهي تحاول حمايته، كما طرحت العديد من الأسئلة حول السبب في أنه لم يتم القبض على بن لادن حياً، بدلاً من اتخاذ قرار الإعدام بدون محاكمة.وأضافت أنه في العام الماضي، تسبب الرئيس أوباما في إصابة الليبراليين بالصدمة عندما تم الإعلان عن أنه وافق على مهمة "استهداف بالقتل" تجاه مواطن أمريكي، وهو رجل الدين الإسلامي أنور الوالاكي، الذي يعتقد أنه في اليمن. كما أظهرت عملية مقتل بن لادن أن الإدارة ذهبت إلى أبعد من ذلك وأنها تقوم بالإعدام بدون محاكمة تجاه أعدائها الأكثر شهرة، حتى عندما لا يكونون متورطين من الناحية الفعلية بارتكاب عمل إرهابي. وهو ما يجب أن يزعج الليبراليين الذين يؤمنون بحكم القانون في كل مكان.واستطردت أنها تمقت بن لادن، وتكره وحشيته وتزمته وكرهه للنساء وإعجابه بالقتل العنيف. وأنها لكل هذه الأسباب، كانت تفضل أن تراه في قاعة المحاكمة يوماً بعد يوم بدلاً من أن يتحول إلى شهيد.وتابعت أن انتخاب أوباما كان من المفترض أن يمثل قطيعة مع سياسات رعاة البقر المخالفة للقانون التي كان بوش يتبعها. فقد كان من المفترض أن تكون هي اللحظة المناسبة التي يعود فيها الليبراليون إلى التضامن مع الولايات المتحدة مرة أخرى، بدلاً من أن ينفروا كل مرة من ظهور رئيس أمريكي يزعم أن بلاده تقود العالم الحر. 

Comments

عاجل