سامح سليمان يكتب: لحية المواطن الأمريكى

تحاول أن تثبت لنا أمريكا مرة بعد الأخرى أنها بينما نغط نحن فى سبات عميق تقوم هى بحماية العالم فقد استيقظنا فى صبيحة أحد الأيام قبل سنوات لنجد أنه قد تم الإعلان عن التخلص من صدام تماماً، كما استيقظنا قبل أيام لنجد أنه تم الإعلان عن التخلص من بن لادن ذلك العفريتين اللذين (حضرتهما) أمريكا لمعاونتها فى تنفيذ مخططاتها فى محاربة إيران والاتحاد السوفييتى ولكن بعد انتهاء مهامهما انقلب السحر الساحر فلم تتمكن أمريكا من (صرفهما) حيث تشبثا بالعروبة، والدين فأضر الأول بكيان العرب عندما احتل الكويت وأضر الثانى بصورة الإسلام عندما هاجم المدنيين. (ادفنيها..موش ندفناها) ذلك (الإفيه) الشهير هو ما قالته السعودية لأمريكا رداً على الطلب الذى قدمته الأخيرة فصدرت أوامر البيت الأبيض بدفن جثة بن لادن فى بحر العرب بعد أداء صلاة الجنازة على الطريقة الإسلامية!!! بالإضافة إلى قرار بعدم نشر صور للجثة بدعوى الحرص على المشاعر من مشاهدة جثة مصابة بالرأس!!! إن السبب الذى ساقته أمريكا لتبرير دفن الجثة فى البحر ومنع نشر الصور الخاصة بمقتل بن لادن هو سبب ضعيف الحجية ويخالف الأسلوب الذى تتبعه دوماً لإثبات قوتها وقدرتها على القيام بما لا يستطيعه الآخرون الأمر الذى سيزيد الشكوك فى حقيقة تلك العملية فعلى الرغم من قيام أمريكا فى السابق بنشر صور جثامين أبناء صدام، بالإضافة إلى تسريب فيديو إعدام صدام إلا أنه مازالت هناك شكوك لدى العراقيين بأنه مازال حياً خاصة بعد أن انتشر مؤخراً مقطع صوتى منسوب إلى صدام حسين مسجل من مكالمة تليفونية يقول فيها لمحدثه إنه مازال على قيد الحياة وإن من تم إعدامه هو شبيهه فما بالكم بما سيكون عليه الأمر فى حالة بن لادن بدون صور أو إثباتات؟.. قطعاً ستكون هناك الكثير من الشكوك وهاهى قد بدأت منذ الدقيقة الأولى من الإعلان عن مقتله فهل سنرى قريباً فيديو لبن لادن يتوعد فيه أمريكا ويثبت فيه أنه مازال على قيد الحياة؟ عموماً.. سواء قتل بن لادن أو لم يقتل ففكره سيظل قائماً ومتداولاً وله العديد من الأتباع والمريدين طالما بقيت أمريكا منتهجه نفس سياستها فإذا ما كانت ترغب حقاً فى محاربة ما تسميه إرهاباً فعليها أن تكف عن محاولة الهيمنة على الشرق الأوسط، وأن تتقاعد عن وظيفة شرطى العالم، وأن تقلع عن دعم الاحتلال الإسرائيلى وإلا سنجد أن ذلك المواطن الأمريكى الذى أطلق لحيته منذ أحداث سبتمبر ثم قام بحلاقتها بعد الإعلان عن مقتل بن لادن قد أعاد إطلاق لحيته مجددا بعد أحداث شهر ما منتظراً اعتقال أو قتل زعيم القاعدة الجديد.