المحتوى الرئيسى

طفلتي عصبية ولا تهاب أحدًا

05/08 13:28

ندى محمود- مصر: سيدتي.. مشكلتي باختصار هي أننا أبوان منفصلان، ووالدها لم يراها منذ 3 سنوات، وهي الآن عمرها 4 سنوات ولا تعرفه، إلا أن المشكلة أنها طفلة عصبية جدًّا وعنيدة جدًّا وشقية جدًّا، ولكنها شديدة الذكاء والملاحظة، وفي ذات الوقت أنا امرأة عاملة، وابنتي تذهب إلى الحضانة.   المشكلة الكبرى أنها الآن لا تهاب أحدًا، ودائمًا تشتم جدها وخالها وأمها، وعندما أقول لها هذا عيب جدًّا تقول: لن أكرره ثانيةً، إلا أنها تعود وتكرره، وبالتالي أصبحتُ أنا وجدها وخالها عندما تشتم وتعند نضربها، إلا أني وجدتُ حدة العناد والعصبية تزداد أكثر، وأصبحت لا تهاب أحدًا، بل على العكس فعندما يضربها أحد ترد عليه وتضربه!!.   ماذا أفعل بالله عليكم دلوني؟!! تجيب عنها: أسماء صقر الاستشاري الاجتماعي بـ (إخوان أون لاين): بالطبع سيرى كل مَن يقرأ رسالتك أن العناد والعصبية المفرطة من صغيرتك هما نتاج انفصالك عن زوجك.. بينما ذلك ليس صحيحًا.. فالحقيقة أن أحدًا لم يتأثر بهذا الانفصال بدرجة كبيرة مثلك، أما صغيرتك فإنها لم تتأثر بالانفصال لأنها لم تعيه وقتها بقدر ما تفتقد وجود الأب في حياتها.   أما عن الشقاوة والعناد فهذا طبيعي في هذا السن تمامًا.. ولكن اسمحي لي أن أسألك وقد استخدمتِ معها عقاب الضرب عند استخدامها للعند والشتم.. هل أتى الضرب بثماره؟ هل تعلمتِ أنها قد سلكت سلوكًا مرفوضًا غير مقبول؟ هل امتنعت عنه؟.. طبعًا لا، إنه لِمَن الطبيعي أن يكون رد فعلها معاديًا وعنيفًا؛ لأن هذا ما تعلمته من الأم والجد والخال كذلك.   عليكِ وأنتِ تعاقبينها- إن عاقبتيها- أن تعاقبي فقط إن كان العقاب سيغير من السلوك مستقبلاً وسيعلمها شيئًا، أما أن تكون العقوبة غضبًا أو ردةَ فعلٍ على عصبيتها فهذا لا يصح ولن يصلح معها، إن علاج العصبية لا يكون أبدًا بعصبية مثلها كما العنف، وإلا زداد البيت عنفًا وعصبيةً كل يوم.   أما وهي لا تزال في الرابعة من عمرها فلا أرى أن تعاقب أصلاً مهما فعلت إلا بالعزل أربع دقائق فقط لا غير في غرفتها مثلاً بما لا يضرها ولا يخيفها أو بالحرمان من ميزة أو حلوى مثلاً.   اسمحي لي أن أرسم لك الصورة التي أراها: "طفلة صغيرة في الرابعة تفتقد وجود أب في حياتها، لديها ثلاثة أفراد ناضجين في البيت "أم" و"جد" و"خال"، والثلاثة يستخدمون معها عقوبة الضرب بما في ذلك "الجد"!!! والأم عاملة ترجع مرهقةً ومثقلةً من العمل آخر النهار، الطفلة تريد بعصبيتها وعنادها وحتى ضربها لكم أن توصل لكم رسالة احتياج نفسي وعاطفي شديد.. احتياج للحب والتدليل يُقابَل منكم بردٍّ عكسي فتزيد حدة الرسالة فتزيدوا إساءة الرد، وهكذا وهي لا تعرف شيئًا آخر تفعله.   وأكاد أرى بعين المستقبل مراهقة لا تتكلم مع أمها، ولا تستطيع الأم ولا أي شخص وقتها أن يُغيِّر شيئًا، وأراها تبحث في مكان آخر عمن يرد على رسالتها بالرد الذي تحتاج.   أختي الفاضلة أنا أُقدِّر الضغوط الناتجة من الانفصال وتربية طفلتك وحدك- أعانك الله- وأريد لكِ أن تسعدي بهذه الصغيرة وأنت ترينها تكبر بفخر وسعادة أمام ناظريك.   ولذا أنبهك أنها بكل سلوكها وشخصيتها ناتج تربيتك أنت وحدك.. نعم أنت مَن يصنعها بإذن الله.. فاحرصي على أن يراك الجميع وأنت تحترمينها وتحتوينها وتدللينها؛ لأن الجميع يحاكون بغير قصد طريقتك أنت معها ويرونها بعينيك، ثم تؤدبينها بطريقة تربوية لا تؤدي إلى ما لا نريد في المستقبل القريب.   ابدئي من البداية فزيدي الاهتمام بها.. أعطيها وقتك كله.. ابتعدي تمامًا عن العصبية.. تجاوزي عن عصبيتها وعنادها وحتى ضربها لكم الآن بإلهائها بموضوع آخر.. واتفقي مع الجد والخال على كل ذلك.   شاركيها اللعب والقصص والأنشطة واخبريها كل يوم 50 مرة كم تحبينها.. مرات وأنت تحتضنينها ومرات وأنت تلاعبينها ومرات بدون أي سبب أو مقدمات ومرات اتصلي بها بالهاتف من عملك..   استخدمي التحفيز الإيجابي بالهدايا والمكافآت ولوحة الأميرة الجميلة (جدول محاسبة طفولي) التي عليها بعض الصور للأفعال الإيجابية التي نريدها منها، مثل الحديث بأدب مع الكبير توضيب الغرفة ونضع بجانب كل صورة خانات فارغة نضع لها فيها نجمة كلما احسنت ونعطيها هديه بعد تجميعها خمس نجمات مثلاً:   اخرجي معها وحدكما إلى النادي أو إلى صديقة وامرحا "سأسابقك إلى هذه الشجرة ".. "لقد خبأت بمبوني في إحدى يدي.. أيهما تظنين؟"واستمتعا مع الجد والخال أحيانًا أخرى.   لا تنسي أن تتأكدي كل حين أن الأمور بخير في حضانتها وأنها مستقرة وسعيدة فيها .. احرصي على أن تأخذي إذنًا من عملك بين الحين والآخر لتزوريها في الحضانة قبل موعد الخروج وتجلسي قليلاً معها ومع أصدقائها وتراقبي أحوالها هناك سيصنع ذلك فارقًا كبيرًا في علاقتكما.   يجب أن تعلمي أنك لن تجدي ثمار ذلك سريعًا، ولكن اصبري وأصري، وما هي إلا أيام وتلاحظي الفرق في نفسك وفيها.   في النهاية أسأل الله أن يقر عينك بها، وأذكرك أن تعامليها كما تحبين أن تريها.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل