المحتوى الرئيسى

الصين تتفوق على أمريكا

05/08 08:54

بقلم: نيكولاس د. كريستوف 8 مايو 2011 08:47:49 ص بتوقيت القاهرة تعليقات: 0 var addthis_pub = "mohamedtanna"; الصين تتفوق على أمريكا  هناك حقيقة عن الصين قد لا يعرفها كثيرون فقد صار العمر الافتراضى لسكان شنغهاى الآن أطول من العمر الافتراضى للأمريكيين. ويتوقع أن يعيش أى طفل فى شنغهاى 82 عاما. وفى الولايات المتحدة يناهز الرقم 79 عاما (ينخفض متوسط العمر الافتراضى فى عموم الصين، بما فى ذلك المناطق الريفية، إلى 73 عاما غير أنه آخذ فى الصعود باضطراد)، وتتصدر أنباء القمع القاسى فى الصين عناوين الصحف هذه الأيام، لكن البيانات الصحية تعكس جانبا آخر من أمة بالغة التعقيد والتناقض.ومن يتذكر شنغهاى قبل ربع قرن كمدينة متداعية، حيث يمكث الفلاحين فى جمع الفضلات البشرية كسماد من البيوت التى لا تتمتع بالصرف الصحى، سوف يكون غريبا أن يجد معدل وفيات الأطفال بين المقيمين الدائمين فى شنغهاى 2.9 من كل ألف مولود. وهذا يقل كثيرا عن معدل 5.3 فى مدينة نيويوك. (بضم العمالة المهاجرة التى تعيش فى شنغهاى، ربما تكون المقارنة أكثر انصافا، ويرتفع المعدل قليلا عن معدل نيويورك). ويتمتع ذلك الطفل فى شنغهاى بتعليم على مستوى عالمى فى مدرسة حكومية فلدى الصين أفضل نظام مدرسى وفق مسح أجرى على 65 دولة، على الرغم من أنه صحيح أيضا أن لدى مدارس الصين مشاكلها أيضا مثل انتشار الغش وخنق الإبداع.ومنذ عام 1990، خفضت البلاد معدلات وفيات المواليد بنسبة 54 فى المائة، وفقا لإحصاءات اليونيسف. وتظهر فى البيانات الصينية أنه يتم إنقاذ حياة 360 الف طفل سنويا. وذلك ما يجعل الصين فى مثل هذا المكان الرائع والمتناقض. فالبلدان الأخرى، من مصر إلى كوريا الشمالية، تقمع شعوبها وتفقرهم فى نفس الوقت. لكن الحزب الشيوعى الصينى فى عصر الإصلاح كان قمعيا بالمفهوم السياسى بل إن ذلك القمع تفاقم أخيرا مع أقصى حملة قمع فى عقدين. صحيح أن الرئيس هو جينتاو وغيره من مسئولى الحزب الشيوعى مستبدين، لكنهم مستبدون غير معتادين. كما تظهر استطلاعات الرأى أن المواطنين الصينيين سعداء بحياتهم وفقا للمعايير الدولية، على الرغم من بعض الشكوك فى هذه الاستطلاعات. وفى اعتقاد أن الحزب الشيوعى لو أجرى انتخابات حرة، سوف يفوز بأغلبية ساحقة، خاصة فى المناطق الريفية. وذات مرة قال لى باحث فى جامعة هارفارد إن الصين اليوم تمثل أفضل نهج مع التناقض، ويبدو ذلك صحيحا بالنسبة لى. فحملة القمع التى أدنتها فى عمودى السابق حقيقية، وكذلك المستوى المذهل من الفساد الرسمى. ولكن نفس الحكومة التى تلقى بعدد صغير من المنشقين فى السجن، توفر أيضا فرصا جديدة لمئات الملايين. فما هى المفاضلة بين سجن المنشق ليو شياوبو الحائز جائزة نوبل وبين إنقاذ حياة مئات الآلاف من الأطفال كل عام من خلال تحسين الرعاية الصحية؟ الوجهان الصينيان غير متناسبين. إنهما العنصران المتقابلان الين واليانج فى صين القرن الواحد والعشرين. وتميل الولايات المتحدة للنظر إلى الصين عبر عدسة الديانة المانوية الأحادية؛ إما التغلب الساحق على الفقر، والاستثمار البارع فى الطاقة البديلة، أو الصورة المظلمة التى تعذب المنشقين. وفى الواقع، كلاهما حقيقى بنفس القدر. وبالمثل، تنتهك الصين الاتفاقات التجارية، لكنها ترفع أيضا من قيمة عملتها (غالبا عبر التضخم) بأكثر مما يقدره الأمريكيون.ونحن نواجه فترة من المتوقع أن تزيد فيها التوترات الأمريكية الصينية، فقد تفاقمت التوترات بفعل الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وانتقال القيادة الصينية المرتقب فى 2012، فضلا عن حملة القمع التى كانت موضوع مقالى السابق.وعندما أقمت فى الصين خلال الثمانينيات والتسعينيات، كان هناك دائما خلل محرج فى التوازن الاقتصادى بينى وبين أصدقائى الصينيين. فقد كنت أمتلك سيارة وهم لديهم دراجات. وكنت أدفع ثمن وجباتنا معا لأننى ميسورا أكثر منهم كثيرا.والآن يوجد خلل جديد، بعض أولئك الأشخاص أنفسهم يتحركون بسيارات ليموزين يقودها سائق، بينما أتحرك أنا بسيارات أجرة. وهم يصطحبونى إلى مطاعم فاخرة تصيبنى أسعارها بالصداع. وصحبنى صديق صينى إلى بيت به ساحة داخلية للعبة السلة، وقاعة عرض سينمائية خاصة. وكان ذلك إشادة بالتحسن المذهل فى مستوى المعيشة فى البلاد. لكنه أيضا يظهر بتزايد الفوارق فى الدخل فى الوقت الذى توضح فيه الأرقام الرسمية أن 320 مليون صينى فى الريف لا يجدون حتى المياة النقية، علاوة على ذلك، يرجع جانب من الازدهار الاقتصادى فيما يبدو إلى فقاعة، خاصة فى العقارات. وترتبط بعض الثروات الكبرى بفساد مسئولين حكوميين. وذات مرة قال لى صديق، وهو نجل أحد أعضاء المكتب السياسى للحزب الشيوعى إن شركة صينية كانت تدفع له مئات الآلاف من الدولارات سنويا لمجرد أن يبقى فى مجلس إدارتها. وبهذه الطريقة كانت الشركة تستطيع إقناع المجالس المحلية بمنحها أراضى بأسعار مخفضة.فما الذى يمكن أن نحصل عليه من مثل هذا البلد؟ فنظرا لأنها تحتوى على جوانب متعددة، ونظرا لأنه فى هذا الوقت من تصاعد التوترات الصينية الأمريكية، يمكن أن تكون أى رؤية تبسيطية لها سواء خيرا أو شرا صحيحة؛ إلا أنها غير مكتملة ومضللة.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل