المحتوى الرئيسى

سياسة خارجية

05/07 23:55

لا بكاء علي بن لادن هل كان بن لادن مجاهدا إسلاميا عربيا يستحق الرثاء؟أم قاتلا لآلاف المسلمين والصليبيين حسب وصفه لأبناء الغرب؟ نشر الإرهاب والخراب والموت في العالم كله,وكان من العدل أن يدفع الثمن..جثمانه ليس أغلي من جثامين ألف حاج مصري وأكثر ألقت بهم عبارة الموت أحياء في البحر..الشيء المؤسف الوحيد أنه بموته لن يختفي الإرهاب وسيواصل تلامذته من أبناء القاعدة تلك الصناعة الشيطانية التي لوثت وشوهت طعم الحياة..ولكن ماقيمة مقتل بن لادن بالنسبة للأمريكيين؟لأفغانستان وباكستان,للعالم العربي والعالم كله؟ في أمريكا,ماذا بعد لحظة النشوة بالانتصار والانتقام لآلاف من الأبناء القتلي في برجي نيويورك؟ ماذا بعد لحظة التوحد الوطني النادرة وسط انقساماتهم العميقة؟هل فاز الرئيس اوباما بدفعة سياسية تؤهله لفترة رئاسة ثانية؟ربما..أما الشعب فاكتفي بيوم واحد من الاحتفالات الصاخبة ليتخلص فيه من الإحساس بالمرارة والفشل لبقاء بن لادن حرا طليقا..وهم الآن متقوقعون خوفا من عمليات إرهابية انتقامية تفرض عليهم العيش وسط إجراءات أمن خانقة..بالنسبة لأفغانستان التي عانت ويلات الحرب ضد الإرهاب لعشر سنوات,كانت لحظة لتبرئة الذات من اتهام باحتضان بن لادن والقاعدة..لكنها لحظة ارتباك.. خوفا من ان يضعف الالتزام الأمريكي والغربي بمحاربة مسلحي طالبان,ورغبة في توقف العمليات العسكرية اليومية لـــ150 ألفا من قوات الناتو بأراضيهم..وبالنسبة للباكستانيين,كانت لحظة احراج شديدة بعد اكتشاف مخبأ بن لادن الحصين عند أطراف العاصمة قرب معسكرات لآلاف من قوات الجيش والبوليس والمخابرات و400 الف من السكان..ولا تستطيع باكستان الادعاء بأنها لم تكن تعرف مكانه,وكانت تنفي أنه علي أراضيها..وإحراج آخر من سماحها لقوات أمريكية بدخول أراضيها,وهو ما قد يعرضها لهجمات انتقامية من القاعدة,وأيضا لحرمانها من مليارات الدولارات في مساعدات أمريكية..في العالم العربي,ضجيج من الأصوات المرحبة والغاضبة والفاترة واللامبالية,والفرحة الأكبر في العراق. رحل بن لادن مع رحيل جيل قديم من زعامات مزعومة أطاحت بها ثورات عربية..وإذا كان هناك من يستحق البكاء عليه فهو الشباب الذين راحوا ضحية ثوراتهم في سبيل الحرية والديمقراطية والعدالة الإنسانية.. هم المجاهدون الحقيقيون. المزيد من أعمدة سلوي حبيب

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل