المحتوى الرئيسى

مانجة وبلحة وبطيخة‏..‏ قصة الخبز والحرية

05/07 23:47

قرأت قصة موقعة درب المهابيل في شارع عبد العزيز بكثير من الإهتمام‏,‏ ولاحظت إستحواذ الخبر علي مشاركة كبيرة من المواطنين وتعليقاتهم‏ .   ولمن لم يقرأ القصة ساوجزها في سطور قليلة بأن معركة نشبت في شارع عبد العزيز بالموسكي, واستمرت حوالي4 ساعات, بعد خلاف بين سمسارين, زبائن من درب المهابيل, وصاحبي فاترينة, لقيام الطرف الأول بمنع دخول زبائن إلي فاترينة الطرف الثاني, وهو ما تسبب في مشاجرة بينهما, تعدي أصحاب الفاترينة عليهما محدثين إصابتهما, الأمر الذي دفعهما لاستدعاء ذويهما للتشاجر, لتبدأ معركة دامية أسفرت عن إصابة45 مواطنا وتحطم5 محلات وسيارتين كانتا متوقفتان بمكان المشاجرة. أحداث تلك المشاجرة بدأت أثناء تواجد عبده بيومي إبراهيم وشهرته منجا وبصحبته صديقه الشهير بـبلحة واللذان يعملان سماسرة لعدد من المحلات بالمنطقة, لجلب الزبائن من شارع عبد العزيز للشراء من المحلات التي اتفقا مع أصحابها مقابل نسبة يتحصلان عليها عن كل زبون, وكانا يقفان أمام فاترينة كل من محمود وشهرته بطيخة, وشريكه قدري. ومع تواجدهما أمام الفاترينة شاهدا زبائن تقبل علي فاترينة بطيخة وقدري فأسرعا إليهما بقصد صرفهما إلي المحال التي يعملون لصالحها, وشاهدهما صاحبا الفاترينة بطيخة وقدري, فعاتباهما ليتحول العتاب إلي مشاجرة, حيث تعدي بطيخة وقدري علي السمسارين مانجة وبلحة وهو ما دفع الإثنان المقيمان في درب المهابيل بالموسكي إلي التوجه لمنطقتهما واستدعاء معارفهما, وقاموا بتجهيز الأسلحة النارية والبيضاء بقصد الاستعداد للمشاجرة والانتقام من أصحاب الفاترينة., وتم خلال المشاجرة تبادل إطلاق النيران بين الطرفين, وصعود أنصار بلحة ومانجة أعلي أسطح العقارات لإلقاء الزجاجات الفارغة وزجاجات الملوتوف والحجارة, بالإضافة إلي إطلاق الأعيرة النارية بطريقة عشوائية علي جميع المتواجدين بالشارع.رجال الشرطة بالإدارة العامة لمباحث القاهرة تدخلوا في محاولة لفض المعركة الدامية, وتم فرض كردونات أمنية علي مداخل ومخارج منطقة الموسكي, وأطلق عدد من ضباط الشرطة الأعيرة النارية في الهواء للتخويف, إلا أن المتشاجرين أطلقوا الأعيرة النارية تجاه قوات الأمن محدثين إصابة عددا منهم. و أصيب3 ضباط و6 من أفراد الأمن في المعركة, والذين رفضوا العلاج واستمروا في مواجهة الأزمة ببسالة مع زملائهم من رجال الشرطة للسيطرة علي المعركة والقبض علي طرفي المشاجرة,. وأسفرت المعركة عن تحطيم5 محلات بالشارع, وسيارتين, كما أسفرت عن إصابة45 شخصا تم نقلهم إلي أقرب المستشفيات لتلقي الإسعافات. الأهم من القصة لتعليقات التي جاءت من المواطنين والتي لا تحتاج إلي تحليل مضمون متعمق لندرك أن الرأي العام المصري بكل طوائفه يشجب أعمال البلطجة ويصفها بالفوضي ويطالب المجلس العسكري والحكومة بإتخاذ المزيد من قوة الردع ضدها فهي ليست حرية ولكنها فوضي, وإليكم بعض التعليقات من إجمالي مئات قرأت الخبر وعلقت عليه, ومنها من يطالب الشرطة بضرورة إتخاذ إجراءات حاسمة مع البلطجية, ومنهم من يري أن الشعب غير مستعد للحرية بعد, ومنهم من يشكو من إنتشار البلطجة في شوارع القاهرة والمحافظات الأخري مثل شارع مصطفي كامل بالأسكندرية والذي أصبح مغلقا بسبب الباعة الجائلين والفوضي والإزعاج ولا أحد يستطيع أن يحاسبهم ويستنجدون بالجيش لتصحيح الوضع نظرا لغياب الشرطة وترددها في التعامل والخوف من أن يحدث لهم ماحدث لزملائهم المقبوض عليهم, وطالبوا بإصدار بيان قوي يدعم الشرطة وينذر بأن الإعتداء علي الشرطة هو إعتداء علي هيبة الوطن. وتري بعض التعليقات أننا لا نستحق الحرية التي ذهب في سبيلها شباب أبرياء وأن دمهم راح هدر, وبعض التعليقات ترجو استعادة هيبة الشرطة والتي لن تعود إلا باحترام رجل الشرطة للمواطن العادي ومعاملة الجميع بمساواة تامة ابن البية مثل ابن البواب, وطالبوا بقوة تدخل سريع مجهزة, وشرطة سرية في الأماكن المزدحمة لفض المعارك من هذا النوع, ويرون أن تصدي الشرطة لمثل هذه الأحداث بالطرق التقليدية لن يفيد مع التطورات الجديدة في الشارع المصري و يجب ان يراجع جهاز الشرطة اسلوب تدخلاته ونوعية سلاحه وخططه للتعامل مع المجرمين وليس المواطنين. ويري البعض أن الخير موجود و الشر موجود و قوة الخير تظهر مع زيادة الشر و كل عمل خير في الدنيا له اعداء و نحن علي ابواب خير عظيم بالقضاء علي كل الفساد في العهد السابق ويطالبون بالوقوف يد واحدة ضد كل من يريد العودة بنا للخلف. البعض الأخر كتب متندرا عن الحرية في الشارع المصري والتي اقترنت بالفوضي وأن كل مواطن يفعل ما يريد ما عدا الإنتاج والعمل. والبعض يطالب الجيش بالإنتباه أن الديمقراطية ليست ثوبا علي مقاس الجميع وأنها واسعة علي البعض الذين سيقعوا ويوقعوا معهم باقي الشعب ويطالبون بحكم هؤلاء بالقانون والحديد والنار. وهناك عشرات التعليقات تحمل تحية لرجال الشرطة الشرفاء ويطالبون بوقفة ويد واحدة مسلم ومسيحي للضرب بقوة علي كل مخالف للقانون وكل منحرف وقاتل وسارق أو مثير شغب, تعليقات أخري تري أن الغالبية العظمي من رجال الشرطة وطنيين مخلصين, وان بعد25 يناير عرف كل من الشعب والشرطة أهمية كل منهما في حياة الأخر, وأن العلاقة بين الطرفين سيعاد بنائها علي أسس من الإحترام والمحبة وتقديم مصلحة الغالية( مصر) علي أي مصلحة. هذه كانت بعض من عشرات التعليقات علي الحادث من مواقع مختلفة والذي هو في الأساس حادث إقتصادي, فالبحث عن الخبز إقترن في مصر مؤخرا بالعنف خاصة في مجال الإقتصاد الخفي الذي يحكم ثلثي إقتصادنا والمتمثل في العمل الإقتصادي غير المشروع مثل تجارة المخدرات وغيرها أو المشروع في مجال الإنتاج والخدمات ولكنه غير مسجل ولا يتم دفع ضرائب عنه, ولا ألوم بلحة ومانجة وغيرهما ممن وجدوا في أعمال السمسرة والدلالة مهنة يحصلان منها علي الخبز, ولكن أن يسمح المناخ العام والدولة بتحول مثل هذه الأنشطة إلي الفوضي وتقويض مناخ الحرية الذي كافح من أجله أبناء هذا الوطن هذا يجعلنا نشعر بالخطر, فتجارة غير مشروعة مثل المخدرات أصبحت رائجة الأن, وأعمال منافية للأداب وتهريب ودلاله وتجارة الأرصفة والركن في الممنوع والسير عكس الإتجاه وكل أمور البلطجة ومن أبرز ملامحها الإعتداء المنظم علي أقسام الشرطة, كل هذا وصل إلي وعي المواطن.. التحول الديمقراطي في مصر طال إنتظاره, وكان من المفترض أن يكمل المجتمع ما بدأه شباب الثورة بالوقوف ضد كل أنواع البلطجة, حكومة تسيير الأعمال مهتمة بتثبيت الوضع الإقتصادي واستمرار معدلات التشغيل والإنتاج والنمو لحين تولي حكومة جديدة ورئاسة جديدة وانتظام الحياة.. ولكن إستمرار حالة السير عكس الإتجاه من فئات كثيرة بالمجتمع يدعو إلي ضرورة وقوف المجتمع المدني إلي جانب جهود المجلس العسكري والحكومة في هذه المرحلة الفاصلة من تاريخ الوطن. كلنا نشعر بالخوف من تفاقم هذه الحالة, وكلنا مسئولون, وليس أبلغ من ردورد المواطنين وتعليقاتهم علي هذا الحادث.. نحتاج إلي الشرطة كما ظهرت هنا في موقع هذا الحادث, الشرطة لم تتقاعس عن أداء دورها كما يردد البعض, ولكنها تحتاج إلي حماية من الشعب ومساندة منه في القيام بدورها ضد الخارجين علي القانون.. الخبز والحرية مترادفان, ولكن الخبز والفوضي يسير كل منهما في إتجاه عكس الأخر.. نحتاج إلي صحوة.. نحتاج إلي قبضة القانون التي تحمي الشرفاء من بطش الخارجين عليه. وعمار يا مصر.

Comments

عاجل