المحتوى الرئيسى

الانسان العربي في الفكر الصهيوني اليهودي

05/07 21:17

بقلم الدكتورة حنان مصطفى اخميس دكتوراه في تاريخ العلاقات الدولية والسياسة الخارجية Mail; [email protected] لقد عرف وطننا العربي الكبير بانه مهد الحضارات الانسانية المزدهرة ومهبط الديانات السماوية الهادية الى سواء السبيل . وعرفت امتناانها ذات قيم خالدة – وتراث اصيل – وامجاد ومفاخر. امه تهيات لها كل مقومات البقاء والتطور وانطو تاريخها المشرف على امكانات الفعل المؤثر في السيرة الانسانية الطويلة . امة حية متطلعة الى مستقبل زاهر . امتحنت طوال تاريخها بالكثير من تحديات الاعداء الطامعين في اراضيها وخيراتها. وتعرضت الى غزوات وحروب ومؤامرات وسيطرة اجنبية . فعانت من ذلك كله ما لم تعان مثلها امة من الامم فخرجت منها منتصرة وقوية . لقد اتجه اليهود منذ بدء وجودهم الى جمع المال واستخدامه وسيلة للتسرب والنفاذ الى المجتمع عبر قنوات مختلفة , فاخذت منذ الثورة الفرنسية تسعى لاحتكار التعليم واخضاع جميع المدارس لهيمنتها وتوجيهاتها كي تؤثر في نفوس الناشئة وعقولهم وسلوكهم . ولهذا فقد اعتبرت تهذيبهم على ايديها مجرد الزاوية في بناء الحركة الماسونية . ادركت اسرائيل اهمية التربية حيث اعتبرتها من مستلزمات الدفاع الوطني التي تؤلف عاملا هاما من عوامل الامن والسلامة بالنسبة لمستقبل اسرائيل القريب . ان دور التربية والتعليم في تنفيذ المشروع الصهيوني كان دورا حاسما في القدرة على اثبات وفي تعميف الجذور الروحية والفكرية لاجيال الدولة يتطلب تعميق معرفتهم وتضامنهم مع تلك الفترة المجيدة في اسرائيل والتي سبقت قيام الدوله. ان جهاز التربية والتعليم يعتبر الطفل خامة يريد واضعوا القيم الصهيونيون ان يصنعوا منه الالة التي يريدونها – لهذا جعلت الصهيونية التربية احد الاسس الرئيسة التي تركز عليها في بناء اجيال يهودية – صهيونية تكون قادرة على تحقيق هدف الصهيونية الاول وهو ( اقامة وطن قومي لليهود في فلسطين في مرحله ما قبل قيام الدولة ). اهتمت الحركة الصهيونية بميدان التربية والتعليم واعتبرته من اولويات تحركها نحو اقامة الكيان الصهيوني منذ عهد الانتداب البريطاني على فلسطين وقبل قيام اسرائيل . حين وضع الصهاينة خطتهم لاغتصاب فلسطين لم يغفلوا الجانب التربوي في الجانب الصهيوني الملتزم الذي ستعتمد عليه اسرائيل قبل اعلانها وبعده . فقد شكلت الحركة الصهيونية لجانا ومنظمات وهيئات هدفها بث دعوة هرتزل وامثاله بين اليهود في اوربا كانت تاخذ شكل دروس في العبرية وفي التلمود – وفي الفكر السياسي الصهيوني كانت بوتقه التعليم بالنسبة لدعوتهم العمود الفقري لنجاحهم في استقطاب الالاف من اليهود الذين كانوا يعيشون في الغيتو روحا وجسدا . كان الصهاينة يعرفون ان قوتهم تكمن في ان يعززوا لدى الصهيوني شعوره الديني التلمود- والدين اليهودي في فلسطين – بالاضافة الى تعضيد دور اللغة العبرية في جمع ولم شملهم العقائدي – واعطائهم الدواء الناجع لاخراج اليهود من ارض الشتات وجدانيا ونفسيا حتى يصبحوا مواطنيين متجانسين في ارض الميعاد . كان التعليم بين الجالية اليهودية في فلسطين يشبه التعليم التقليدي اليهودي القائم في اي مجتمع فيه يهود تقليديون – لقد اتبع يهود اوربا – الشرقية طريقة التعليم التي انتهجوها في بلادهم الاصليه من تعليم التلمود والتوراة اضافة الى – المدرسة التلمودية – حيث كانت لغة اليديش هي لغة التعليم . اما اليهود الشرقيون – فقد ارسلوا اولادهم الى الكتاب – حيث درسوا باللغة العبرية او اللادينو- وكانت العبرية تدرس بشكل مبسط على اساس انها لغة مقدسة دينية . في عام 1864 فتحت عائلة روتشيلد اول مدرسة للبنات اليهوديات في القدس وكان التعليم فيها يتم بالفرنسية – وبعدها تحولت الى الانجليزية بعد ان قامت بادارتها الجمعية اليهودية – البريطانية – وظهر بين يهود فلسطين نظام تعليمي خاص يعتمد على التبرعات من خارج فلسطين فقد قامت العديد من الجمعيات الخيرية الاوربية اليهودية – الصهيونية بانشاء مدارس لليهود كانت تدرس بلغة البلد . فالجمعيات الفرنسية فتحت مدارس في القدس وحيفا وصفد ويافا كما فعلت الجمعيات اليهودية الالمانية بانشاء مدارس – ورياض اطفال ومعهد لتدريب المعلمين تدرس باللغة الالمانية – بالاضافة الى وكالة الاستيطان اليهودي بافتتاح مراكز تعليمية معظمها لمحو الامية بين اليهود في القرى اضافة الى تدريس العبرية . وتعتبر هذه المرحلة في تاريخ نظام التعليم العام في الكيان الصهيوني من اهم المراحل التي تشكلت في هذه الفترة التاريخية – وقام المدرسون في المدارس على تدريس الحساب والجغرافية والمواد الاخرى بالعبرية مما ساعد على انتشار العبرية بين اليهود . والتعليم- هو اول جرعة يتعاطاها الطفل اليهودي – قبل ان يتعاطا الاقتصاد والسياسة والعسكرة . لقد نجحت تربية اسرائيل في تجنيس وصهر هذا الخليط الذي قدم من عشرات البلدان والاعراق واللغات بل والثقافات المختلفة . وتجربة مدارس ( الكيبوتوس )في ذلك . وكيف امكن بعث لغة ميتة لتكون لغة العلم والتعليم بدءا من رياض الاطفال الى قاعات الجامعة ومراكز البحث العلمي . كان التعليم الديني قد شكل محورا رئيسيا وعنصرا مشتركا بين مؤسسات التعليم للجماعات اليهودية خلال العصور الوسطى في الغرب – وفي العصر الاسلامي الاول – والثاني في العالم الاسلامي . ان الحرب الثقافية التي يشنها الاحتلال الصهيوني ضد الشعب العربي الفلسطيني والتي تستهدف الغاء اسم فلسطين – والعلم الفلسطيني – وسرقة التراث من زي – وغذاء – وعمارة – ومحاربة الاغنية الوطنية كجزء من مخطط مبرمج يخدم التصور الصهيوني في تنفيذ حل المشكلة الفلسطينية . وهذه الحرب الثقافية التي تهدف الى تدمير المؤسسات الثقافية – والتربوية بما في ذلك اعمدتها من معلمين ...وكتاب ...وادباء – وطلبة تشكل الاساس للحروب الاسرائيلية المتعددة – حرب الارض – وحرب المياه – وحرب الضرائب وحرب التهجير – وحرب التسميم ضد الاجيال الشابه – وحرب التدمير النفسي ضد الاسرى في السجون الاسرائيلية – والحرب الشاملة في كافة حقوق الانسان والتي تهدف الى تدمير المجتمع العربي – واستبداله بمجتمع صهيوني ضمن خطة تسير عليها الصهيونية في رسم المستقبل وهذه الخطة لم تقف عند اقوال التلمود لان الحاخامات مستمرون في سياستهم السرية التي ريد تخريب العالم ,واشعال نيران حرب عالمية ثالثة , والقضاء على الاجناس الاخرى غير الاسرائيلية والتي تقوم على تطبيق الايد يو لوجية الصهيونية وفي الوقت نفسه محاولة اقتلاع العرب من جذورهم وتشويه صورتهم – وتضليلهم – ونشر الاحباط وغرس الياس في صفوفهم ويركز الاعلام الصهيوني على بعض التصرفات العربية الخاطئة في محاولة لتشويه سمعتهم بكل وسيله ممكنة واتهام العرب بتجارة الرقيق حيث صوراوا العربي فيها ذلك القرصان الفظ الذي يهاجم الزنوج البؤساء – في غاباتهم الرادعة ليعمل فيها يد الاخراق والاغتصاب – حتى ان مندوب اسرائيل اتهم العرب رسميا بتجارة الرقيق فوق مبنى الامم المتحدة عام 1963 – والحقيقة ان تجارة الرقيق هي معتقد يهودي منذ زمن بعيد – وان اليهود وحدهم هم البشر – والشعوب الاخرى ليست سوى انواع مختلفة من الحيوانات – وخلق الله الاجنبي على هيئة انسان ليكون دائما لخدمة اليهود والدنيا خلقت لاجلهم . وتمكن الصهاينة من تكوين راي عام عالمي مصطنع مؤيد لهم في الكثير من اهدافهم في منطقة الشرق العربي ولهذه السيطرة الصهيونية على الفكر الانساني بمختلف فروعه النظرية في التربية والتعليم والادب والاعلام والسياسة والاقتصاد والفلسفة – والقانون وغيرها . بينما هي في الحقيقة تروج السموم القاتله والسيطرة على تجارة السموم لانها اقصر وسيله لترويج كافة الرذائل الخلقية في كافة المجتمعات البشرية مثل المنبهات – وتجارة التبغ – والمكسرات – والمخدرات – والانحلال الخلقي وتجارة الرقيق الابيض – واللواط – وتجارة الاطفال وممارسة اللواط معهم وغيره. ان الصورة التي ارتسمت في ذهن مؤسس الصهيونية للعرب تستمد بعضها من مناخ اوروبا الفكري – ومع ذلك التقليد الطويل لنضرة اوربا الى الشرق واهله- كما يبدو لنا ان قصص الف ليله وليله قد فعلت فعلها في نفس هرتزل امدته بالكثير من الاساطير والملامح التي اختار ان ينظر من خلالها الى العرب في نهاية القرن التاسع عشر – وما يعرف بحق تقرير المصير ان الصهيونية لاتطالب بق اليهود ي في الحرية- وانما بالاستيلاء على اقليم تسكنه قومية اخرى – اي انها تطالب بابطال حقوق عرب فلسطين والقضاء عليها حتى يحل اليهود محل الشعب العربي الفلسطيني في وطنه وبلادهم وتشويه التاريخ العربي قبل الاسلام وتصويره على انه سلسلة متصله من الحروب والغزوات بين القبائل العربية في الجزيرة العربية مثل حرب البسوس – وحروب الفجار , ووصف العرب بانهم يتميزون بالقبلية وسفك الدماء – وواد البنات – والتركيز على اختلاف المسلمين بعد وفاة الرسول ووقوع حروب الردة – واغتيال عمر بن الخطاب(رض) – وفتنة الخوارج – واغتيال الامام علي ( رض )- وان طرق القتال من اجل نشر الدين الاسلامي في الجزيرة العربية تمثلت بالهجوم على القوافل العربية التجارية لمدينة مكة والسطو على تجارتها – وبانهزام اهل قريش وسقوط مكة وحرصهم على سلامتهم وهو الذي ادى بهم الى الانضمام لدين محمد( صلى الله عليه وسلم )ويصورون محمد عليه السلام يشم الورد بيد ويقبض على السيف بيد اخرى , وتصوير الشعار الاسلامي بمثابة سيفين وسطهما هلال , لان الاسلام دين المحاربين وان الاسلام كان خليطا من الاديان الاخرى المعروفة . فالحركة الصهيونية كانت تعرف قيمة السيطرة على الراي العام العالمي ومدى انعكاس هذه السيطرة على مقدرة تحقيق اهدافها في فلسطين خاصة . وفي الشرق الاوسط بشكل عام , وكحركة استعمارية استيطانية فقد تحتم على الصهيونية ان ترسم الشخصية العربية في ادنى المستويات – وتنتزع كل حقوقها حتى تستطيع ان تبرر ماتقوم به في فلسطين . ان ادب الاطفال العبري هو الذي يخطط السياسة العنصرية التي انتجتها حكومات اسرائيل منذ ان قامت الدوله اليهودية على ارض فلسطين , وهذا الادب يشكل عنصرا ثقافيا ويترك اثره على الصغار الذين هم في الواقع رجال المستقبل – وصانعي القرارات السياسية . والتي تكون لها ابعاد علينا جميعا وما نلمسه ونراه في فلسطين – في نسف المفاعل الننوي العراقي – وضم مرتفعات الجولان . الكاتب الصهيوني رطابسكي يصف بيوت العرب بانها تفتقد الى شروط النظافة , والمحافظة على الصحة تكاد تنعدم بين العرب , والاجراءات الصحية التي لايستطيع الانسان ان يعيش ساعة واحدة بدونها غير متوفرة في اي قرية عربية – حتى في القرى الكبرى الغنية – ولعدم وجود المراحيض يقضي العرب حاجتهم في اي مكان , فالاولاد يقضون حاجاتهم في الساحة او في الحظيرة او في البيت – اما الكبار فياخذ الواحد منهم ابريقا ويخرج الى الحقول , وهكذا لايجد العربي الذي يريد ان يصلي خارج بيته مكانا طاهرا يؤدي الصلاة فيه . وعادة الاستحمام حسبما يدعي الكاتب تكاد تكون غير مالوفة عند العرب باستثناء غسل بعض اعضاء الجسم من اجل الصلاة , وهنالك بعض الفلاحين الذين لم يمس الماء اجسامهم منذ زمن طويل , كما ان غسل الايدي بعد الطعام مقصور على بعض الافراد فقط , ويقول ان امراة اقسمت بالله انها ولدة ستة اولاد دون ان يمس الماء جسدها – وان الصابون ليس له ذكر عند العرب – وفي وصف العرب انهم يرتدون الثوب ولا يغيرونه الى ان يبلى حيث يغدو مليئا بالقمل والبراغيث ويكلخ لونه ويزعم ان لدى العرب قولا مالوف عن عيد الفلاح يوم غسيل ثوبه , وهذا الكلام ينطبق على ادوات المطبخ التي لايتم غسلها . واجريت دراسة صهيونية حول تحديد المهن والاعمال التي يمتهنها العرب تبين ان هذه الاعمال هي 93% العمل بالارض – ورعي الاغنام وبائع متجول – وعامل بسيط – وعامل في بيت يهودي- وحارس – وعامل ابنية . اجريت دراسة اخرى حول ملامح الشخصية العربية ووصف الشكل الخارجي للانسان العربي حول الوجه بانه مجروح وخشن 80 % انف معقوف وضيق – وجه ذو ملامح شريرة – عيون تبث الرعب . شخصية جامدة ولايزال يرتدي الملابس التقليدية السروال العريض والكوفيه والعباءة – ولايعرف الملابس العصرية – وجهه يقطر عداء لليهود – والحياة العربية حياة فوضوية تمتاز بمزايا سلبية مثل الكسل – والاحتيال , واما المزايا الايجابية فهي خيانة العرب لبعضهم البعض – وان العرب على وشك القيام بهجوم عليهم . وان العرب يعيشون في عالم غير حقيقي – والحقيقة بالنسبة لهم هي الجحيم . وهذه الافكار حول الشخصية العربية قد ظهرت في عدد كبير من الافلام – والصحف – والمجلات – والقصص – حيث بدا العربي لايعرف الرحمة – او الشفقة . واتهام العرب بالخيانة ولهم يد في محاولة قتل المسيح عليه السلام – وتحاول الصهيونية العالمية الصاق تهمة الارهاب بالعرب نظرا لوقوف بعض الحوادث الفردية ضد الصهاينة ومؤيديهم . واجريت دراسة اخرى مع الشبيبة الصهيونية حول العلاقة مع العرب 85% من اليهود يرون ان العرب ليس لهم الحق الكامل في فلسطين – واعتبروا ان حق اليهود في فلسطين امر كامل – و 93% رفضوا المساواة مع العرب وتقليص الحقوق المالية المعطاة للعرب في اسرائيل وطرد كل عربي من الاراضي المحتله – واعتبار العنصر اليهودي عامل تطور على ارض فلسطين – واعتبار فلسطين – والهضبة السورية الجولان ارضا يهودية – والاقطار العربية المحيطة بها دولا اجنبية لا علاقة لها بفلسطين قوميا – وعقائديا – وتاريخيا- واعتبار العرب مختلسين في قلب وطنهم فلسطين – واعتبار الفتح الاسلامي احتلال وغزوا تاريخيا للارض التي تعتبر في نظر اليهود ملكا لهم – ووصف سكان فلسطين الاصليين من العرب بانهم قبائل بدوية دائمة الترحال جاءت غازية من الصحراء ولاتمت للارض بصلة – والتنكر للوجود العربي – والعربي الاسلامي عبر التاريخ في مدينة القدس – واعتبارها مدينة يهودية خالصة يقترن وجودها التاريخي بوجود المعابد والهياكل اليهودية . واعتبار سائر المعابد والهياكل اماكن اثرية يهودية . واعتبار القدس تمثل الاستعلاء – والتفوق العرقي اليهودي على بقية الشعوب – ولانها تعتبر صفوة الامة اليهودية من انبياء وملوك وقادة يهود عبر التاريخ – ووصف العرب سكان مدينة القدس بالمخربين والدخلاء – واعتبار الفتح الاسلامي للمدينة المقدسة مجرد احتلال وان عمر بن الخطاب كان قائدا لجيش المحتلين , كما وصف عدد من الكتاب الصهاينة مثل عاموس – وسوكولوف – وبن غوريون – وغيرهم – ان العرب وحدهم دائما وحوش ياكلون اليهود احياء دون ان تسقط منهم قطرة دم – وان التخلف العربي هو مسالة موروثه ولن يتخلصوا ابدا من الاقطاع والتخلف – وان العرب لن يستطيعوا الانتقال الى القرن العشرين بمفردهم – لذلك اسرائيل ترى ضرورة اخضاع كل شعوب المنطقة العربية لسيطرة اسرائيل لان شعب اسرائيل اقدر من الشعوب العربية على التقدم الحضاري.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل