المحتوى الرئيسى

مقومات الصمود لإتفاق المصالحة الفلسطينية بقلم أحمد ابراهيم الحاج

05/07 20:51

مقومات الصمود لإتفاق المصالحة الفلسطينية بقلم أحمد ابراهيم الحاج// 7/5/2011م ........................................................... تُجمع آراء المواطنين الفلسطينيين أن هذا الإتفاق (اتفاق القاهرة) يختلف عن الإتفاقات السابقة التي لم ترَ النور، نظراً لاختلاف الأجواء المحيطة به، واختلاف البوتقة التي احتوت مكوناته وعناصره المتفاعلة،فالقاهرة اليوم غير القاهرة أمس، ونظراً لاختلاف قوة الشحنات التي انعكست على التجاذبات والتنافرات بين أيونات عناصره ومكوناته. لم يكن الإنقسام الفلسطيني إنقساماً شعبياً متغلغلاً، لقد كان انقساماً بين جسمين مغناطيسيين هامين ضمن غابة من الأجسام المغناطيسية الفلسطينية والعربية والدولية، وكان لكل جسم مجاله المغناطيسي الذي استقطب أجساماً فلسطينية وضمها الى جانبة لتعمل في مجاله، وكان كل جسم من هذين الجسمين يقع تحت تأثير مجالات مغناطيسية عربية وإقليمية ودولية تتجاذبه وتجبر قطبيه المتماثلين على التقابل لتحدث حالة التنافر المستمر بينهما. فتبعثرت معه تلك الأجسام وتنافرت قواها، وأحدثت خللاً في منظومة الجسم الفلسطيني الكبير. وقد أملت أحداث المنطقة العربية أمراً على هذين الجسمين المغناطسيين بإدارة نفسيهما لكي يتقابل قطبين متشابهين ليحدث التجاذب بينهما في مفاجأة سارة للجميع. وليس المهم حصول الإتفاق، ولكن المهم المحافظة على هذا الإتفاق صامداً بالعمل على تجاوز سلبيات الإنقسام لتصبح ذكرى مطوية خلف الظهور وتحت الأقدام. وطيه ونسيانه للأبد تنفيذاً لما صرح به الرئيس محمود عباس وما صرح به السيد خالد مشعل ولكي يحتفظ هذا الإتفاق بقوته وصلابته لا بد من توفر مقومات الصمود والصلابة لهذا الوليد الذي ابتهج بولادته الفلسطينيون وكل من يحب المصلحة الوطنية الفلسطينية والعربية ومن أهم مقومات النجاح للإتفاق:  الإهتداء ببوصلة المصلحة الوطنية العليا للوطن وللمواطن: إعمل بقاعدة الوطن أولاً وفوق الجميع بعد الله وذلك اهتداءً بالأقربين أولى بالمعروف وبخيركم خيركم لأهله. وبعد ذلك فكر بالدوائر الأكبر التي تحيط بك، ويأتي ذلك بايقاظ الضمير الوطني الحر والمستقل لكل مسئولٍ أو صانع قرار في موقعه أينما كان، وإعمال المراجعة الذاتية للنفس بعد كل عبادة وصلاة، والإبتعاد عن التكتل والإستقطاب الحزبي أو الحركي أو الفصائلي حول موقف منطلق من مصلحة ضيقة يمليه صاحب و/أو أصحاب مصلحة يقبعون في رأس الهرم للفئة ولا يريدون النزول للساحات العامة. ونخص بذلك أعضاء المجلس التشريعي، فالديمقراطية والشعور بالحرية والبعد عن عبودية البشر هي أن تصوّت للصالح الوطني العام حتى وإن تضارب ذلك مع مصلحة حزبك أو حركتك أو فصيلك. فتلك أمانة وطنية ودينية ثقيلة سوف يُحاسِبك الله عليها حساباً عسيراً إن صبت في غير مصالح المواطنيين الذين ائتمنوك على مصالحهم. وإن التبست أو اختلطت عليك الأمور فاستفت قلبك بنية صادقة وادع الله مخلصاً أن يلهمك الصواب، ولا تخضع للإستقطاب ونداءاته من هنا وهناك، وسوف يهديك الله الى الطريق السليم الذي يريح ضميرك ويجنبك الندم. ولا تخش قطيعة الرزق إن انحزت لصالح الناس، فالله وحده هو الرازق وأبواب الرزق واسعة.  الإجماع والإتفاق على الخطوط والخطط الإستراتيجية للعمل الوطني، وإن أجمع عليها الناس فيجب عليك الإلتزام بخطوطها، والعمل ضمن حدودها والمناورة ضمن هوامشها، وكن جندياً من جنودها، ولا تغرد لوحدك خارج السرب الوطني. ولا تحاول تخطي هذا الإجماع أو الخروج عنه، فيصبح جهدك قوة احتكاك تعاكس العمل الوطني الكلي .وتقلل من جهده وطاقته وتقزم من انجازاته الوطنية. فإن أجمع الكل على الحراك السياسي متوازياً مع المقومة الشعبية السلمية مثلاً فعزز هذا الجهد الوطني الكلي بتسخير جهدك الشخصي لهذا الإتجاه، عززه بفكرك وقلمك وفنك وموهبتك وخبرتك مهما كنت واينما كنت. وإن كنت مخالفاً لهذا الإجماع فقد سجلت خلافك معه عندما منحت صوتك لغير صالحه. ولكن لا تحاول التقليل منه ومحاربته في الإعلام وتخوين نهجه ومسلك جنوده وقيادته في المجالس والمنتديات. ولا تحاول أن تجلد الذات الوطنية التي ربما تكون في نظرك مخطئة. ولا تشكك بهذا الإجماع الوطني. كن متكاملاً مع هذا الإجماع بإضافة جهدك وعملك الوطني اليه، ومتفاضلاً بجهدك عن غيرك في منظومته ومنافساً شريفاً له في تعزيز هذا الإجماع. وسوف ينعكس ذلك في محصلته ايجاباً على الصالح العام.  التحلي بروح التسامح وسعة الصدر والصبر والمكاشفة والمواجهة بما يعتمل بداخل النفوس: فالتسامح وسعة الصدر بمثابة الماء والمطهر الذي يقتل الجراثيم والفيروسات ويطهر النفوس من الأحقاد والأضغان، ويجدر بالمسلم أن يستذكر في ذلك المقام فتح مكة، وقول سيدنا محمد لأهلها الذين كانوا يناصبونه العداء الشرس "ما ترون أني فاعل بكم" فقالوا له " أخ كريم وابن أخٍ كريم". فأعطاهم الأمان ومنحهم الإطمئنان على حياتهم وحياة أبنائهم، فدخلوا بالإسلام أفواجاً نظراً لتسامحه وجلاء نفسه من كل الأحقاد والأضغان وطيها في مخازن النسيان. والصبر والثبات هو مفتاح الفرج ، وقد وعد الله الصابرين بالربح مقابل خسرانهم لجزءٍ من الزمن الذي يدور باستمرار ولا يتوقف عن الدوران. وإن المكاشفة بما يعتمل في النفس تجاه الآخرين هي العلاج الناجع لهموم النفس وانقشاعها، وعدم المكاشفة يؤدي الى تراكم سوء الفهم المتبادل، وتحوله الى حالة من الشك القاتل، ثم الى حالة العداء المستحكم الذي يعتمل ويتفاعل بداخله الحقد والضغينة ويستفحل بالنفس فتصبح حالة مرضية نفسية مستعصية يصعب علاجها أو تطول فترة علاجها بينما يمكن الوقاية منها بالمكاشفة والحوار الهاديء البناء والإفصاح عما بداخل النفس.  عدم استصغار النفس في خدمة الوطن: لا توفرفرصة تخدم فيها وطنك ومواطنيك مهما علت بك المراكز والمقامات وانخفضت بك المهام والواجبات، ومهما نزلت بك الدرجات والألقاب في سبيل الخدمة العامة للوطن. فالعمل يشعرك بوجودك وبحياتك وينسيك دنو أجلك، ولا تبخل بالمشورة من كنز خبراتك السابقة وخاصة لأجيال الشباب. ولا تستصغر نفسك إن رأيت شاباً طموحاً يمكن أن يحل مكانك ويطور من مهام مهنتك بعلمه وحيويته وعقله المتفتح، وتنازلت له عن مركزك بكل حب. وهب أن هذا الشخص الطموح هو ابنك. فستجده الصديق الصدوق والإبن الوفي عند الحاجة.  تغييب رموز الإنقسام من شخصيات لعبت على وتر الإنقسام ورقصت على لحنه وذلك عن الساحة الإعلامية على الأقل. وليس إقصاؤها وشطبها، إذ لا أحد يستطيع حرمان أي شخص من العمل الوطني. فقد أساءت هذه الشخصيات التي طربت على حالة الإنقسام بالشتائم والتخوين والقذف المتبادل على شاشات التلفزة والمواقع الإخبارية والمنتديات، أساءت للإنسان الفلسطيني وأضرت بسمعة الشخصية الوطنية الفلسطينية عربياً ودولياً بقصدٍ أو بدون قصد، فقد أصبحت جسماً غريباً في ذاكرة النضال الفلسطيني تحاول هذه الذاكرة طرده منها وعدم تذكره. وفي نفس الوقت اختفت شخصيات وطنية من كلا الطرفين أثناء عمر الإنقسام وغابت عن الساحة الإعلامية وربما غيِّبت عن الساحة الوطنية لأنها كانت تريد انهاء حالة الإنقسام.  التحضير الجاد لإنتخابات نزيهة وحرة وشفافة: وذلك بتشكيل لجنة وطنية لهذا الغرض من شخصيات وطنية مشهود لها بالنزاهة والضمائر الحية. وسن قوانين وتشريعات تمنع الحملات الإعلامية الإنتخابية المدعومة بالمال، مهما كانت صورة هذه الحملات وشكلها سواءً في صورة جمعيات خيرية أو منظمات حقوقية تمولها مصادر تمويل أجنبية لخدمة أجندة خارجية. أو مصادر تمويل محلية من صناديق الحركات والفصائل والأحزاب التي تتلقى دعماً خارجياً. أو شخصيات ثرية ارستقراطية تبحث عن مناصب تكميلية وديكورية.  ضخ دماء جديدة وحيوية وشابة في قيادات الحركات والفصائل والأحزاب، فها نحن نرى ونسمع ما يحدث في العالم العربي من ثورات وانتفاضات على عقدة الإلتصاق بكراسي السلطة، ويجب علينا أن نستبق الأحداث قبل أن تسبقنا بطوفان شعبي وبوعي سياسي، فقد انتهى عصر الدكتاتوريات التي لا تغيب شمسها عن الوطن الاّ بعد أن يغيبها الله، وهذا هو حال الأحزاب والفصائل والحركات الفلسطينية، فرئيس الحزب أو الفصيل أو الحركة لا يتخلى أو يتنحى عن منصبه الاّ بعد أن يتوفاه الله. وهل يخشى أن ينتهي الحزب أو الفصيل أو الحركة بانتهائه؟ ولو كان مؤمناً بالله حقاً لأدرك أنه فانٍ يوماً ما. ولتنحى وسخر خمس سنوات أو عشر سنوات من عمره لعبادة الله لكي يلقى وجه ربه بنفس مطمئنة وراضياً مرضياً. لا أن يقضي على مستقبل أبنائه وبطانته من بعده ولا أن يشوه تاريخه الوطني. وما يضير الحزب أن يجري انتخابات كل أربع أو خمس سنوات لفرز قيادة جديدة للحزب كما يحدث في العالم الآخر؟  وجود خطة إعلامية متكاملة ومتفاضلة: وذلك لكي تخدم الإجماع الوطني الذي يرتضيه الشعب في تنافس اعلامي شريف يخدم الصالح العام. ولا أن تتداخل وتتعارض وتتناقض في طروحاتها الإعلامية حيال القضايا الوطنية.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل