المحتوى الرئيسى

قشمرونة .. بالريال وبرشلونة بقلم:عبدالعزيز عليوي

05/07 17:16

عبدالعزيز عليوي لااخفي اني كنت احد ( المتقشمرين ) بلعبة تشجيع الريال وبرشلونة ولكن ليس الى حد الجنون الذي يجعلني اصدق كل ما اسمع وارى في كرة القدم والذي كان اغربه ماقاله مارادونا عن هدفه الذي سجله بيده " هذا الهدف سجل بعض منه بيد الرب , والبعض الاخر بيد مارادونا " حين راسلني احد اصدقائي طالبا مني التصويت لحملة جمع مئة الف صوت لمحبي ميسي على الفيس بوك رغم اني لم احبه يوما ولم اتابع مبارياته لكن الحاح صديقي وبغضي لكريستيانو رونالدو الذي اعتدى على لاعبي منتخب العراق الاولمبي في اولمبياد اثينا في المباراة التي فاز بها العراق على البرتغال 4 – 2 ونسيها جمهورنا في الوقت الذي تذكر فيها كل نتائج الريال وبرشلونة التي تعود الى النصف الاول من القرن الماضي والذي اكتشفت مؤخرا انه يعلب في نادي ريال مدريد الخصم اللدود لبرشلونة دفعاني للتصويت له قبل ان اعود لاندم بعد ان تذكرت اني قرأت في التاريخ ان قصة الريال وبرشلونة بدأت مع الحرب الاهلية في اسبانيا التي اندلعت في 18 يوليو 1936, إلا أن بداية الحرب الاهلية أخفت الكثير من بريق الرياضة في اسبانيا , ففي اليوم الأول من الحرب , قام سلاح المدفعية في جيش فرانكو بقصف مدريد من الجبال بالمدافع , و كان الجميع في عاصمة إسبانيا مهتما في الحفاظ على سلامة عائلته, و هذا ما أجبر العديد من نجوم ريال مدريد حينها على مغادرة البلاد خوفا من بطش فرانكو , و تركوا ريال مدريد وحيدا بعد سيطرته الكاملة على مدريد , و نشر جيشه في شوارع العاصمة , نقل فرانكو اهتمامه إلى مكان آخر , حينما وجد في كرة القدم الطريق الأسهل للسيطرة على الشعب , فعمل جاهدا على دعم ألد أعداء ريال مدريد حينها " أتلتيكو مدريد - برشلونة " , بعدها حاول فرانكو اغتيال رئيس ريال مدريد سانتياغو بيرنابيو في محاولة باءت بالفشل وكشفت نيته بتصفية زعماء الرياضة في البلد وتعيين اتباعه بدلا عنهم لان الرياضة حينها اصبحت في نظره وسيلة للسيطرة على الشعب وصرف نظره عن الحروب والماسي التي مر بها البلد . انتقلت تلك البدعة التي تجاوز بها الاسبان حقبة صعبة في تاريخهم الى الدول العربية وتحديدا في زمن السادات الذي شغل الشعب المصري ودفعه للانصراف عن قضاياه الحقيقية وتوقيع اتفاقية السلام مع اسرائيل الى الانقسام وتوليد حالة من العداء بعد الصراع الطبقي الذي كان سائدا وماتزال بعض اثاره قائمة بين طبقة ارستقراطية تدعم الزمالك واخرى شعبية فقيرة تشجع الاهلي ودخلت الرياضة ميدان السياسة من اوسع ابوابه وذلك ماتجسد بصورة واضحة في مباريات مصر والجزائر العام الماضي التي تحولت الى معارك سياسية وشعبية وخلفت حقد وضغينة بين البلدين واصبحت المدرجات ممتلئة بالحراس والجنود المدججين بالسلاح بدل الجماهير فتحولت كرة القدم الى صنم تعشقه الجماهير العربية رغم انه يركل بالارجل : محبُوبةٌ بينَ الاُمم وذِ كـرُ ها في كلِ فم وتوحدت في عِشقِها اُممُ العروبةِ والعجم وتجمعوا في أرضِها وكأنها أرضُ الحرم جمـهُـورُ ها خلقٌ كثير ونجومُها فوقَ القمم من أجلها بكت العيون فرحاً بكت وكذا ندم تلك التي تُدعى الكُرة عجبا لقد صارت صنم لكنها صنمٌ غريب يرمى ويركلُ بالقدم تحولت كرة القدم الى صنم ضحى بعض شبابنا العربي بحريته من اجله فضرب احد الشباب في المغرب مثلا في الوفاء ونكران الذات لصالح فريقه برشلونة مضحيا بحريته واجمل سنين عمره التي فقدها محكوما عليه بالسجن 18 عام بعد ان كتب عبارة ( الله الوطن البرشا ) على قميصه بدلا من ( الله الوطن الملك ) . لا احد ينكر ان كرة القدم رياضة ممتعة وشيقة وتكاد تكون الافضل من بين كل انواع الرياضة على الاطلاق والاوبرا التي يعزفها جميع البشر , وليس غريبا ان تميل قلوبنا لتشجيع فريق على حساب فريق اخر , لكن ليس الى الحد الذي تصل فيه الى كونها مسألة حياة او موت او اكثر من ذلك كما يقول عنها · المدرب بيل شانكلي " يعتقد البعض أن كرة القدم مسألة حياة أو موت، للأسف هذا يجعلني حزينا , فهي أكثر من ذلك بكثير". وهذا ماشاهدته في بلدي او بلدتي التي سقط فيها مؤخرا سبعة جرحى في صدام بين مشجعي برشلونة وريال مدريد في احد الاسواق استخدم فيه المتشاجرين العصي والمسدسات بكل روح قتالية منتصرين لميسي الذي سبه احد مشجعي ريال مدريد .. ولا اعلم ان كانت تلك المسدسات والعصي سترفع بوجه احدهم لو كان قد سب الله..! فتخطت المسألة كونها تشجيع لكرة القدم وتجاوزت كل حدودها برهانات بلغت ملايين الدنانير وصدامات وحقائد واضغان نحن في غني عنها وان كانت تلك الانقسامات تلقى بعض التأييد من بعض المختصين بشأن السياسة والرياضة لانها حسب رأيهم تمتص الاحتقان العرقي والقومي والطائفي وتحوله الى المدرجات والساحات والمقاهي والجامعات وحتى المساجد التي خسرت كثيرا من روادها لصالح الريال او برشلونة فانخفضت رايات العراق وعلت اعلام ريال مدريد وبرشلونة وانتشرت صور لاعبي الفريقين في كل مكان واطلق بعض المولعين اسم ميسي ورونالدو واخرين على المولودين حديثا من اطفالهم حتى تمنينا لو ان تلك الجماهير تغضب وتتحمس في الدفاع عن بلدها وسمعته ومكانته وتعبر عن مدى حبها وغرامها به في محاربة الفساد ورفضه، ولو بجزء من حماسها واندفاعها للتعصب غير المنطقي ولا الحضاري على أسس كروية ولو ان تلك الاوقات والمبالغ التي تهدر وظفت في مكانها الذي تستحق لتحسنت احوالنا واصبحنا مثل اسبانيا بلد الملكي والكتالوني التي ينصرف مشجعي الفريقين فيها الى اعمالهم بمجرد انتهاء المبارة وكان شيئا لم يكن لانهم شعوب مرت بتجارب ووعت نتائج تجاربها فتعلموا من اخطائهم في وقت اغرقنا انفسنا في حاضر ومستقبل مرسوم ومكتوب بكرة تقذفها أرجلهم .

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل