المحتوى الرئيسى

عشاق الصدق والجمال بقلم:علي عبد الفتاح

05/07 19:22

عشاق الصدق والبراءة والجمال • بقلم /علي عبد الفتاح مدخل : ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين.التوبة 119 . قال الرسول صلى الله عليه وسلم:أن الصدق يهدى الي البر وأن البر يهدى الي الجنة ولا يزال الرجل يصدق حتى يكتب عند الله صديقا. *** • ما معنى أن تكون صادقا؟؟ • ما معنى أن تكون عاشقا للصدق .. والطهر.. والبراءة؟؟ *** لقد خُلقنا جميعا فوق أرض نقية..بريئة تشتهى رائحة المطر.. فالزرع ينبت ويطرح ثماره في صدق.. والورد الأبيض يتلهف إلي عناق النور..ويختال في صدق.. والنبت الحائر بين حنايا الصخور يطل في وداعة ويتنسم عبير الحياة في صدق.. حتى النمال بين شقوق الجبال ومعارجها تنهض وتبحث عن طعامها في همة وصدق . *** انظر إلي الشموس الوضاءة.. أن الشمس تصدقنا.. أن الشمس تتسربل بوشاح الصدق وترسل الشعاع دافئا في الشتاء وحارقا في الصيف ومنعشا في الربيع وحانيا في الخريف.. هل اعتذرت الشمس يوما عن شروقها؟ هل كذبت الشمس وخدعت البشر وراحت تشرق من الغرب أو حجبت في يوم ما ضوئها ؟؟ *** والطيور أنها لتغرد في الصباح وتنثر الغناء عذبا شجيا هل قررت الطيور أن تخدع الطبيعة وتخلد الي الصمت وتهاجر في عالم الوحشة والغرابة؟ هل البلابل تصورت في يوما ما أن لا تغرد للإنسان وتنأى بعيدا أو ترسل اصواتا لم يألفها البشر منذ زمان ؟؟؟ *** وانظر إلي النهر..كيف يترقرق ويتدفق في الحقول والوديان لتنبت السنابل ..وتزدهر الأرض باللون الأخضر.. رمز الخصب والنماء أن النهر لا يرجع للوراء .. *** والشجر لا يتوقف عن النماء ...والبلابل مازالت تشدو للكون والإنسان والحياة لقد جاء الكون جميلا..وصادقا..جاءت الطبيعة ساكنة تتوشح بالتقوى والحياء... *** وحين جاء الإنسان.. ارتجفت الأغصان ..وارتعشت الطيور .. واختبأ العشب النابت الصغير في باطن الأرض .. وانتحب الزمان الجديد.. *** لماذا ؟؟ لماذا شعرت الشمس بالخجل ..والقمر بالانكسار..والظلال تجفف دمعتها .. جاء الإنسان فوق الأرض طاغيا .. فاسدا .. كاذبا..جشعا للمال ..والمتع.. نهما للحروب والسيطرة..والعدوان .. وفقدت الطبيعة بساطتها ووداعتها وتمزق ثوبها الشفاف .. *** حين كذب المرء .. فسد المكان وحين فقد الصدق .. انتشر الفساد *** والروح في نزيف .... ولذلك يقف الفرد في خشوع وذل حين يتخلى عن الصدق وتجف البحار ..وتتألم الغيام العابقة بالمطر ... وتبتهل الأفاق.. وتبكي السحب المسافرة عبر القرون والأبعاد ... *** ولكن يأتي رجال صدقوا الله ...وصدقوا أنفسهم ... وعاهدوا الله والرسول صلى الله عليه وسلم على الصدق والحق .. *** كان الرسول محمد الأمي الفقير هو الصادق الأمين .. جاء ابوبكر الصديق ..هذا الذي كان أول من صدقوا الرسول عليه الصلاة والسلام ويقول الرسول لابو بكر : أنت الصديق .لأنه أيضا الصادق الذي لمست روحه صدق الرسول في دعوته فكان من الصادقين. *** • أما عمربن الخطاب رضي الله عنه فقد وقف وقال في صدق وبطولة نادرة:من أراد أن تثكله أمه وييتم ولده وترمل زوجته فليقلني وراء هذا الوادي... فلم يتبعه احد.. وبدأت الدعوة الإسلامية جهرا.. بسبب موقف عمر الذي فرق بين الحق والباطل .. الصدق والكذب عندما قال: -السنا على الحق ؟؟ ففيم الاختفاء؟؟وهنا أطلق عليه النبي بلقب الفاروق..كان عمر على حق والحق صدق والصدق موقف وبطولة وحياة. *** لا يمكن ان تكون صادقا دون ان تتحلى بالإيمان العميق .. أن تكون صادقا مع الله ومع ذاتك والصدق بطولة النفس في مواجهة إغراء واقع كاذب ... نفس ثابتة على الحق ..لا تغلبها غواية .. او تفتنها آثام .. فالإنسان خلق نقيا .. خُلق حالة من الصدق والبراءة .. والوداعة والجمال.. " لقد خلقنا الإنسان في احسن تقويم...."" سورة التين 4 *** وكل محاولة تقف أمام براءة هذا الإنسان هي محاولات من انكسار النفس وهزيمتها أمام هول الصدق .. ان تكون صادقا : ان تدافع عن ذاتك ضد همجية الواقع وفساده وانهياره .. أن تكون صادقا: أن تشعر بدفء شمس الشتاء.. وتستمتع بفضائلك الجميلة .. ولحظات الغفران ...والتسامح مع السماء.الصدق عالم رائع .. مملكة لا يغشاها سوى الأبرياء..الأطهار. والأبطال الذين اقتحموا المواقف دون خوف أو تراجع. *** *فقد وقف طارق بن زياد وقال لجنوده: - أيها الناس .. أين المفر.. والبحر وراءكم والعدو أمامكم.. وكان طارق يفتتح الأندلس عبر المضيق الفاصل بين إفريقيا وسمى باسمه: جبل طارق. كان يحارب ردريك ملك القوط .. وحرق مراكب العودة ودعا رجاله الي المعركة .. في صدق وشجاعة ....وانتصر طارق وافتتح بلاد الأندلس. *** * اما عنترة بن شداد .. فقد حقق بطولة فردية مع الصحراء... كان يبحث عن الحرية .وحرية دون صدق لا تكون.. وكان عنترة الجاهلي في أعماقه إحساس بالصدق مع السيف وموقف الدفاع عن القبيلة ووجه عبلة ابنة عمه.كانت محنتة الحقيقية ان ينفرد بذاته ويشعر بالحرية والصدق حرية والصدق حرية في الاختيار والرفض والقبول .. ولذلك قال نصا شعريا صادقا أصبح من النصوص المدهشة في ديوان العرب: يُخبرك من شهد الوقيعة أنني أغشى الوغى وأعفُ عند المغنمِ ثم يعبر عن مدى المزج بين البطولة الصادقة والمشاعر فيقول: ولقد ذكرتك والرماح نواهل منى وبيض الهند تقطرُ من دمي فوددتُ تقبيل السيوف لأنها لمعت كبارق ثغركِ المتبسم ِ *** * أما الإمام احمد بن حنبل العالم الجليل فقد رفض أن يكذب ويخادع ويتملق حاكم أو امير وظل في موقفه. فرق المعتزلة قالت للمأمون الخليفة العباسي أن القرآن مخلوق .. ووافق الخليفة وطلب موافقة العلماء على ذلك .. وخاف العلماء من بطش الخليفة وقالوا نعم . إما العالم احمد ابن حنبل قال في صدق : لا القرآن كتاب الله وأوحى به إلي الرسول صلى الله عليه وسلم .. وقالوا له : تراجع عن موقفك وتكسب رضا الخليفة. ولكنه كان صادقا مع نفسه وعلمه وذاته . عُذب وشُرد وقُيد بالأغلال وضُرب بالسياط ليتراجع عن كلامه. فقال : كيف أخون صدق الحقيقة. كيف لا أكون صادقا. ورفض أن يخون ذاته وصدق أمام الله وأمام الحاكم والناس. *** *أما الإمام الشافعي فقد كان قاضيا في اليمن وجاء والي اليمن وطلب منه أن يفرض ضرائب على الناس دون حق.قال له الإمام الشافعي: لا استطيع أنا رجل صادق رجل الحق والدين. وقام الوالي بالإيعاز لهارون الرشيد بان الشافعي مع مجموعة أخرى حاولوا الخروج عليه. وأمر هارون الرشيد أن يوثق الشافعي مع غيره وأيديهم مغلولة إلي أعناقهم ويأتون إليه من اليمن الي بغداد..ولم يستسلم الشافعي للكذب والرياء والنفاق..وظل صادقا . *** * ابو حيان التوحيدي .. عاش في فترة تميزت بنفاق العلماء والفقهاء للحكام والأمراء ..ولكنه قرر أن يظل صادقا.. يقول الحقيقة .. لا يخدع لا ينافق بل ان يظل قويا بالصدق والحق ..تعذب وأصابه الإهمال ..والرفض والنبذ من قبل ولاة الأمر ..فجمع مؤلفاته كلها واحرقها.. وجلس على حافات اللهب يبكى حظه العاثر ..فقالوا له : افعل كما نفعل ....فقال لهم: ولماذا لا تكونوا صادقين كما افعل . *** *اما المتنبي ..الشاعر الكبير الذي تحدث عن البطولة والشجاعة والسيف ومنازلة الأعداء ووصف الحروب والهمم العالية ... فقد كان موقفه مع الصدق مؤلما اشد الألم ادى به الي الهلاك والموت والقتل..كيف ذلك ؟؟خرج المتنبي مع غلامه في الصحراء فهجم فاتك ابن ابي جهل الأسدى ليقاتل المتنبي .ولكن المتنبي فر هاربا خائفا .. مذعورا .. فنظر اليه غلامه وقال له في عجب :- قاتلك الله..الستُ انت القائل هذا النص الشعرى البطولي :الخيل والليل والبيداء تعرفني والسيف والرمح والقرطاس والقلمُ وخجل المتنبي من نفسه .. وقرر ان يكون صادقا مع نفسه حتى النهاية.. وعاد يقاتل غريمه.. ولكنه سقط في ساحة القتال وراح ضحية موقف ونص شعري لم يكن صادقا. *** * ابو القاسم الشابي ..الشاعر الجميل الذي غنى للطبيعة والصدق والبطولة والجمال كتب نص شعري مازال هو صرخة الثوار للحرية نص من اجمل شعر التحدى والغضب حين قال: اذا الشعب يوما اراد الحياة فلابد ان يستجيب القدر ولماذا تردد الجماهير هذا النص : لانه تميز بالصدق فقد كان الشابي يعاني من امرين : داء القلب . وداء المحتل الفرنسي.وكان صادقا في موقفه من ذاته وحبه لوطنه. *** * إما العقاد صاحب العبقريات الإسلامية ..حين سُأل عن سر عبقريته قال : كنت صادقا مع الله ومع نفسي وقلمي.ولذلك حين وقف في البرلمان المصري وقال : - لن يستطيع أي حاكم ان يخترق دستور البلاد ويعتدى على الحريات. سُجن لانه تعرض لحاكم مصر . قالوا له اعتذر تنجو وتعود راضيا مطمئنا قال لهم وهو في السجن: كنت صادقا في موقفي وسوف أظل. *** * أما طه حسين .. فقد وقف في الجامعة لأول مرة يدرس الحضارة اليونانية وقال لهم : - أتوني خارطة اليونان كي اشرح عليها التفاصيل الجغرافية. وذهل الحاضرون ..ووقعوا في حيرة .كيف لرجل ضرير أعمى يشرح على الخارطة؟؟؟؟ ووقف طه حسين صاحب كتاب الأيام الذي تحدث فيه عن سيرته بصدق وتُرجم الكتاب إلي مختلف اللغات الأجنبية لما يحتويه من عميق الصدق في السرد ووصف المشاعر والأحاسيس وقف يشرح للطلاب على الخارطة !! كيف ذلك ؟؟؟ عندما كان يدرس في فرنسا التقى بالفتاة الجميلة الفرنسية سوزان كانت تقرأ له .. وتجلس معه وتصحبه لقاعة الدرس .. أحبها بصدق وأحبته.وقال لها : انا فقير لا املك شيئا قالت : انت تملك الصدق والعلم والإيمان العميق قال لها : انا من وطن محتل يعاني المحن وقد لا تروق لك الحياة هناك قالت له : اني احببتك لانك صادق ومثقف وطموح وحين قرر ان يعود لمصر فاشلا منهزما دون شهادة وقفت بجانبه وشجعته وسهرت معه حتى حصل على الدكتوراة..واحضرت له خارطة اليونان وامسكت اطراف اصابعه تشير له على الاماكن والمرتفعات والبحار...ولذلك عندما وقف أمام الطلاب كان يشعر بلمسات سوزان وهي ترشده الي البحر والهضبة والمرتفع...ونجح وتفوق لأنه كان صادقا في كل مراحل حياته. *** اما ابن الطفيل. الفيلسوف العربي .فقد قال في روايته:حي بن يقظان:-الإنسان خُلق بفطرة صافية ..صادقة..يهتدي الي الخالق الكريم إنها الروح التي تحلق وتسمو وتعلو في صدق تام. صور في هذه الرواية طفلا عاش على جزيرة خالية بين أشجار وبساتين ونهر عذب ومن خلال تأمله للوجود يدرك ان هناك رب كبير وعظيم لهذا الكون ويجب عبادته. وهذه الفكرة اقتبسها الكاتب الإنجليزى دانيال ديفو في روايته الشهيرة:روبنسن كروزو البحار الذي قذفت به المقادير على جزيرة خالية من البشر.الفرق هنا ان حي بن يقظان كان يبحث عن صدق الطبيعة ...أما روبنسن كروزو فقد كان هدفه البحث عن المتعة المادية وليست الروحية. *** اما الشاعر الجاهلي الشُنفري فقد عاش صادقا ومات صادقا حين اكتشف حقيقة مؤلمة دمرت حياته.فقد طلب من اخته ان يشرب فرددت عليه ولطمته على وجهه قائلة: -انا لستُ اختك .. أنت لقيط أسير ... وفُزع الشنفري وتخلخلت حياته .. وراح يطرح تساؤلات حول حقيقة منبته.قالوا له: - قد اختطفناك من أمك وأنت صغيرا ونشأت هنا بيننا. وارتعدت الصحراء لهول الصدمة..قرر ان يقتل مائة رجلا من هذه القبيلة التى سبته وهو صغيرا ...قرر ان ينتقم للطفولة المشردة الضائعة. وحقا قالوا له : توقف .. واستمتع برغد الحياة مع القبيلة ..ولكنه رفض وقتل تسعة وتسعين رجلا .,..اما القتيل المائة فقد راح يهزأ ويسخر من الشنفري حين مات ويركل جسده وعظامه وجمجمته فدخلت شظية في قدم الرجل ومات ...وكتب الشنفري أروع نص شعري وهو يرحل عن القبيلة ...نص حزين ولكن متوهج بنيران الغضب والثأر فقال : لعمركَ ما بالأرضِ ضيقُ على امرئ سرى راغباً أو راهباً وهو يعقلُ *** والشاعر الكبير احمد شوقي .. لم يصبح شاعرا شعبيا وكبيرا إلا بعد ان كتب بصدق وعبر بصدق وكانت مواقفه صادقة:عاش في قصر الحاكم.. في مصر .. يكتب شعر المديح والمناسبات الخاصة بالخديوى عندما يحتفل بعيد ميلاد ابنه او عيد الجلوس على العرش أو افتتاح مستشفى وغيرها .وعندما غضب الحاكم على الشاعر ونفي الي اسبانيا ثم عاد يجلس على المقاهي الشعبية مع الشعراء والفلاسفة والمفكرين اقترب من الشعب ومعاناته فكتب اروع قصائده كتب في صدق ومن نصوصه الشعرية الخالدة: وطني لو شُغلت بالخلد عنه نازعتني اليه في الخلد نفسي *** اما في الحضارة اليونانية فيأتي سقراط .. فيلسوف الحكمة..والجدل والتهكم..وهو صاحب شعار: اعرف نفسك..فيقول: أن الحياة نفسها ليست شيئا وانما ان تحيا حياة الصدق والعدل والخير والجمال فذلك هو كل شيء. ووقف سقراط خلف قضبان السجن في اثينا متهما بنشر الأفكار الفاسدة بين الشباب.. وبالطبع كانت تهمة باطلة لان حكام اثينا اكتشفوا خطر سقراط عليهم لأنه يحث الشباب على رفض العبودية والقهر والبحث عن الثقافة والفكر.وقال اصدقاء سقراط له : يمكن ان نساعدك على الهرب..ولكن سقراط قال: كيف اهرب؟؟وانا رمز الصدق والحكمة والفكر. وشرب كأس السم ومات قتيلا وعاشت افكاره حتى الان . *** *أما في الأدب الفرنسي فقد جسد الفيلسوف فولتير صورة الصدق في اروع موقف ويقول - يجب على الإنسان ان يكون صادقا ومتسامحا وكريما بعيدا عن التعصب والكراهية والحقد. وكتب فولتير ذلك في كتابه: التسامح.ودعا الي الثورة ضد النبلاء الذين افسدوا الحياة وظلموا الناس.وفي يوم اقتحم لصا بيت فولتير وجلس يأكل في شراهة وخوف.وقبض عليه فولتير وقال له: يمكن ان تأكل فأنت لست مذنبا ولكن اعطنى وعدا أن تكون صادقا. *** وفي امريكا ظهرت الكاتبة هاربيت بيتشر ستو..امرأة قصيرة نحيلة ولكن تملك عقل حكيم واحاسيس عميقة.هذه الأديبة شاهدت احد العبيد الذي حاول الفرار من مزرعة سيده مصلوبا على شجرة وسيده يلهب ظهره بالسياط والعبد يصرخ حتى فاضت روحه ومات وامر سيده ان تُرمى جثته في ركام النفايات. وجلست تبكي .. ثم كتبت ماحدث ..ثم نشرت ما تكتبه في حلقات مستمرة عن حالة العبيد في امريكا..كتبت في صدق . وحماسة وعاطفة شجية بالألم والعذاب. وقيل لها : صوتك دون صدى .. وافكارك ليس لها أثر. فقالت : اعشق صدقي مع ذاتي .. فلا بأس .. وتوقفت عن نشر حلقاتها حول العبيد.فإذا بالناس يحتجون ويطالبون الجريدة بنشر الحلقات فقد كانت هناك ملايين من الناس تتابع ما تكتبه. ثم تحولت الحلقات الي كتاب : كوخ العم توم . ونجحت الرواية واشتهرت الكاتبة وبدأ العبيد بالثورة والتمرد فقامت الحرب الأهلية في امريكا وتقرر الغاء نظام الرق والعبودية في امريكا وقرر رئيس امريكا في ذلك الوقت ان يقابل هذه الكاتبة. ونظر اليها وقال: - انت وحدك ايتها السيدة الصغيرة التي اثارت هذه المتاعب وفجرت نيران الحرب الأهلية من اجل العم توم. ضحكت وقالت :كنت دائما صادقة في افكاري يا سيادة رئيس . *** اما الكاتب الفرنسي الفونس دوديه..فقد عاش تجربة احتلال المانيا لبلاده وشعر بالحزن العميق وعبر عن ذلك في معظم قصصه وكتاباته ومنها قصته الشهيرة:الدرس الأخير.حيث يقف المعلم امام التلاميذ الصغار والدموع تترقرق في عينيه ويكتب على السبورة كلمتين: الدرس الأخير.ومن بعيد كانت اصوات احذية الجنود تقترب من القرية وتستولى عليها وتغلق المدارس وتكون الدراسة بعد ذلك بلغة الأعداء. ولكن المعلم يقول للصغار:- لستم المذنبين فيما يحدث حولنا..انا المذنب الحقيقي لاني لم اكن صادقا وتهاونت في حقوق بلادي ***. ويأتي الرسام العالمي الفنان فان كوخ عندما قال: - اريد ان اكون صادقا مع نفسي وان اعبر عن اشياء حقيقية بصورة تماثل خشونة حياتي وجفافها.وكان فقيرا لا يجد رغيفا من الخبز ومارس مهن كثيرة ولكن عشق الطبيعة وتعاطف مع الفقراء.وكان ذات يوم جالسا قرب منجم للعمال فشاهد احد العمال والبؤس على وجهه فظل يتأمله واحضر ورقة وقلما وبدأ يرسم الوجه البائس للعامل. ورسم وردة عباد الشمس.. والسماء والزهور . ولم يجد من يشتري هذه اللوحات حتى شاهد لوحة العامل احد اعضاء جمعية حماية حقوق عمال المناجم فكانت اللوحة هي السبب الرئيسي في بحث احوال عمال المناجم. ورغم ذلك قالوا له : لماذا لا ترسم حديقة بيت الأمير او القصر وتنال شيئا من المال. ولكنه رفض ولم يجد من يشتري لوحاته بدولار. وفي عام 2001 بيعت لوحة عباد الشمس لفان كوخ ب15 مليون دولار في فرنسا. *** وكذلك الفنان الفرنسي ادوارد مانيه..كان يرسم الوردة ..والشجرة ..والنهر..,يرسم الطفل .. والدمعة في صدق .وحاول ان يعرض اعماله على الأكاديمية الفرنسية فرفضت وقالوا ان هذا ليس فنا.انه تمرد..خروج على الأصول الفنية الفرنسية.ولم يهتم مانيه . ظل يرسم في بساطة ..ما ينطبع داخل ذاته..ثم اصبح مع الأيام رائد المدرسة الإنطباعية في الفن..وادهش الناس بصدقه..واصبح من كبار الفنانيين العالميين واصبحت لوحاته تزين جدران متحف اللوفر بفرنسا وكل القصور الكبيرة.لانه رسم في صدق وبساطة وعمق .؟ *** اما الكاتب المسرحي الإنجليزي جون اسبورن فقد قال في احدى مسرحياته وهي : انظر وراءك في غضب .. وانظر امامك في صدق.ورسم صورة للبطل الحائر الذي يسأل الجمهور لماذا نحن مخادعين ؟ كاذبين؟ افاقين؟وكان ينتقد سياسة انجلترا حين قامت بالعدوان على مصر عام 1956م دون وجه حق.واكد جون اسبورن ان القيم التي تعلمها الشباب في المدارس وآمن بها المثقفين قد تهاوت وسقطت لان انجلترا كانت سيدة كاذبة لا تعرف الصدق *** اما جاليليو فقد واجه مرحلة تخلف واضطهاد من عصره قالوا عنه لقد خرج على تعاليم الكنيسة وانه ملحد ويجب اعدامه...وذلك لان جاليليو اكتشف من خلال المنظار الذي اخترعه ان الأرض كروية..وقالوا عنه: مجنون . ملحد . كافر . ولكنه قال : الأرض كروية ورغم حقدكم تدور ...وجاء الكهنه اليه ليتراجع عن كلامه ولكنه قال :انا عالم ومثقف .. وانا صادق صادق الي اخر لحظة من عمري . وظل صادقا ... *** ان الصدق في طبائع البشر حقيقة كامنة ولكن البشر لا يتصرفون وفق طبائعهم وانما وفق رغباتهم في السيطرة والبحث عن المال ومنازعة الاخرين في الثروات والمال والمتع الحسية ولكن في كل ارض يوجد من صدق نفسه وصادق الحق ووقف يدافع عن الحب والجمال والخير بقوة وعمق وشراسة. *** لذلك الصدق سمة الابطال ...وسمة الاطفال الابرياء .. ومن صفات الاطيار وعصافير النهار وعلينا ان نتحول لنصبح في براءة النهار ونقاء الفجر والنسائم الحانية .. لنصبح في بياض الياسمين .. وتحلق الروح دائما في فضاءات الفيروز.. تعانق صدق هذا الكون الجميل في امل وحب وانسجام ... فهل انت صادق ؟؟؟؟؟ ***

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل