المحتوى الرئيسى

المصالحةُ من البر ، وخيرُ البر عاجله.. بقلم : الشــيخ ياســين الأســطل

05/07 15:35

المصالحةُ من البر ، وخيرُ البر عاجله.. بقلم : الشــيخ ياســين الأســطل الرئيس العام ورئيس مجلس الإدارة بالمجلس العلمي للدعوة السلفية بفلسطين إن الحمد لله نحمده ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله. عباد الله ، أيها المسلمون : الحمد لله على ما من وأنعم ، ونسأله جل وعلا أن يكشف الغم ، وأن يفرج الهم ، فله وحده لا شريك له التعبدُ والتحننُ الأتم ، والحقيقُ الخالصُ بوابل الشكر الأعم ، فيا لها من ساعةٍ لا كالساعات ، وخطوةٍ لا كالخطوات ، أن يجتمع أطرافُ وأطياف التنوع السياسي الفلسطيني بحمد الله تبارك وتعالى ، وأن يدرك كل فريق منهم أن الخطر الأعظم هو في الافتراق المصحوب بالخصومة ، والاختلاف المشوب بالبغضاء ، فيبادرون إلى اللقاء ، إخوةً متحابين ، وشركاء متعاونين ، يبدي كلٌ رأيه ، ويطرحُ رؤيته ، ولكنْ عَرْضاً لا فَرْضاً ، فنحن في الحقيقة نركب مركباً واحداً ، ويحيط بنا بحرٌ لجيٌّ ، تتلاطمُ في البحر بنا الأمواج ، فالحمد لله أن انْقَطَعَ اللَّجاج ، وسقط وهاءُ الاحتجاج ، وبان الصبح لذي عينين ، ولم نَعُدْ نسأل من أين ؟ ، ولا إلى أين ؟ ، فاستقامت بنا الطريق بعد أن أصلحنا من اعوجاجها ، وفُتِحَتِ أقفالُ المـُعْضِلَاتِ بالتوفيق للتوافق والاتفاق بعد انفراجها ، وهذه البدايةُ في سلوك مسالك النصر والتمكين ، فلا نصر إلا بالتمسك بميثاق الحقوق والتماسك محافظين على الجماعة ، ولا تمكين إلا بجميل الاستماع وحسن الطاعة ، فأكرم بكم أيها المجتمعون لصلاح الأحوال ، وسداد الأقوال والأعمال ، وفقتم فتوافقتم واتفقتم ، وعرفتم فأقررتم واعترفتم ، ولزمتم فالتزمتم وقررتم ، وها نحن ننتظر أن يُؤْذِنَنَا النداء فنستجيب ، ونحن معكم بل كهفُكم القريب ، فلننهض قد مضى عهد التشاؤم ِوالتلاوم ، وها هو قد حل بيننا التوادد والتلاحم ، واعلموا أن الصلحَ بالأعمال المتوالية لا بالأقوال المتعالية ، فإن الأعينَ إليكم تتطلع ، والآذانَ منكم تَتَسَمَّع ، والقلوبَ بكم تتعلق ، وأنكم أنتم من تحكمون على أنفسكم ، والأمةُ هي العين الساهرة ، كما أنها الحافظة الحفيظة ، واليد المؤتمنةُ الأمينة ، بل هي الميزان الذي به توزنون ، والمقياس الذي به تعرفون ، اقتربوا منها فإنها منكم تقترب ، وتكلموا بها ، فإنها بكم تتكلم ، فإن ابتعدتم عنها ابتعدت عنكم ، وان تنكرتم لها تنكرت لكم ، واعلموا أنكم بها لا أنها بكم ، فإن أحسنتم فلأنفسكم ، وإن أسأتم فعليها ، وليس الوقت وقت الاضطرار ، بل الوقتُ هو وقت الاختيار ، وما اخترتم فهو لكم أو عليكم ، فالأمدُ قريب ، والحكم بعد معلومٌ ، لا جائرٌ ولا مظلوم ، والله الموفقُ للسبيل الأقوم ، والمنهج الأحمد ، وهو المستعانُ على كل خير ، وبه المعاذُ من كل شر ، إنه هو سبحانه السميع العليم ، وإنه تعالى الرحمن الرحيم . أيها الناس ، يا عباد الله : فلنلاحظ - في هذه الآونة الثقيلةِ التبعات – باهتمام بالغ هذه الأمور العظيمة : * الأول إن بلادنا وأمتنا في حاجةٍ إلى أن تولي القوي الأمين ، وهو بمثابة الأجير بل هو أجيرٌ يقوم على الشأن المتعلق بما فيه نماؤه وزكاؤه وصلاحه هذا من ناحية ؛ ومن ناحيةٍ أخرى حفظه وأداؤه لأهله كاملاً غير منقوص ، وهذا يحتاج إلى القوة والأمانة ، القوةُ على العمل والخبرةُ به ، والأمانةُ في الحفظ فلا يضيع ، وفي الأداء فلا يخون ، وفي قصة ابنتي شعيب وغنمهما ، وهما امرأتان تأنفان عن مزاحمة الرجال لشدة حيائهما ، والرعاءُ يسقون أغنامهم قبل أن تسقي هاتان المرأتان أغنامهما ، وقد حضر حينئذٍ موسى عليه السلام ، وهو الشهم الكريم ، وهو المعين على الخير ، قال الله تعالى في سورة القصص : {وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ (23) فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ (24) فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (25) قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ (26) }. قال الإمام أبو الحسن علي بن محمد البصري البغدادي الماوردي في كتابه [النكت والعيون] : ( ..{ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأَمِينُ } فيه قولان أحدهما : القوي فيما ولي ، الأمين فيما استودع ، قاله ابن عباس .الثاني : القوي في بدنه ، الأمين في عفافه . وروي أن أباها لما قالت له ذلك دخلته الغيرة فقال لها : وما علمك بقوته وأمانته؟ قالت : أما قوته فإنه كشف الصخرة التي على بئر آل فلان ولا يكشفها دون عشرة ، وأما أمانته فإنه خلفني خلف ظهره حين مشى ) اهـ . ويجب التنبه لأمرٍ هامٍ ألا وهو تقديم القوة على الأمانة ، فإذا اجتمعت الصفتان فهذا هو الأولى والأحق ، وإذا لم تكن إلا واحدة فالقوةُ أولى من مجرد الأمانة وحدها ، فربما ضيع الأمين وربما حفظ القوي . والأمر الجامع لذلك كله هو قول الله تعالى في سورة النساء : { إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا (58) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً(59)}. قال الإمام السعدي في التفسير عند هاتين الآيتين : ( ..الأمانات كل ما اؤتمن عليه الإنسان وأمر بالقيام به. فأمر الله عباده بأدائها أي: كاملة موفرة، لا منقوصة ولا مبخوسة، ولا ممطولاً بها، ويدخل في ذلك أمانات الولايات والأموال والأسرار؛ والمأمورات التي لا يطلع عليها إلا الله. وقد ذكر الفقهاء على أن من اؤتمن أمانةً وجب عليه حفظُها في حرزِ مثلها. قالوا: لأنه لا يمكن أداؤها إلا بحفظها؛ فوجب ذلك. وفي قوله: { إِلَى أَهْلِهَا } دلالة على أنها لا تدفع وتؤدى لغير المؤتمِن، ووكيلُه بمنزلته؛ فلو دفعها لغير ربها لم يكن مؤديا لها.{ وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ } وهذا يشمل الحكمَ بينهم في الدماء والأموال والأعراض، القليل من ذلك والكثير، على القريب والبعيد، والبر والفاجر، والولي والعدو ).اهـ . أيها الإخوة المؤمنون : * وأما الأمر الثاني فهو أن مسئوليتنا هي بالتضامن والتشارك ، ونحن جميعاً مسئولون عن إمضاء المصالحة والحفاظ عليها وصونها ، والوصول بالأمة وقضيتها إلى بر الأمان ، وبالتالي فنحن جميعاً جسمٌ واحدٌ وموقفنا وقرارنا واحدٌ وإن تنوعت أفكارنا ، واختلفت أساليبنا فيجب أن تتكامل جهودنا ولا تتفاصل ، وهذا الاختلاف الحاصل إنما هو من باب التنوع في الأفكار والتفريع ، لا التضاد في القرار والتقريع . وقد جاءت وصية النبي صلى الله عليه وسلم لنا ففي صحيح البخاري ومسلم وسنن أبي داود والترمذي وهو عند الإمام أحمد واللفظ للبخاري قال : حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ حَدَّثَنِي مَالِكٌ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :" أَلَا كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ فَالْإِمَامُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى أَهْلِ بَيْتِ زَوْجِهَا وَوَلَدِهِ وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْهُمْ وَعَبْدُ الرَّجُلِ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُ أَلَا فَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ " اهـ . *والأمر الثالث وهو الذي يتم به ما سبق ، ولا يمكن أن ننال ما نريد دونه ألا وهو أن يكون ولاؤنا لله عزوجل ورسوله صلى الله عليه وسلم ثم جميع المؤمنين وعلى رأسهم من وليناهم الأمر ، ثم لبلدنا وقضيتنا ، دون عصبية لحزبٍ ولا طائفةٍ ولا جماعةٍ ولا فِرقةٍ ، فإن هذا لا يصح ولا يستقيم ، إذ أنه كان السبب الأعظم لفترة التفرق والانقسام البغيض . قال الله تعالى في سورة المائدة :{ إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (55) وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ (56)}اهـ . وفي رواية للبخاري ومسلم والإمام أحمد في المسند واللفظ للبخاري في الصحيح من حديث شعيب بن أبي حمزة عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: " نحن الآخرون السابقون وقال من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله ومن يطع الأمير فقد أطاعني ومن يعص الأمير فقد عصاني وزاد والإمام جنة يقاتل من ورائه ويتقى به فإن أمر بتقوى وعدل فإن له بذلك أجراً وإن قال بغيره فإن عليه منه " اهـ . وقال الإمام مسلم في الصحيح : حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ يَعْنِي ابْنَ حَازِمٍ حَدَّثَنَا غَيْلَانُ بْنُ جَرِيرٍ عَنْ أَبِي قَيْسِ بْنِ رِيَاحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : " مَنْ خَرَجَ مِنْ الطَّاعَةِ وَفَارَقَ الْجَمَاعَةَ فَمَاتَ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً وَمَنْ قَاتَلَ تَحْتَ رَايَةٍ عِمِّيَّةٍ يَغْضَبُ لِعَصَبَةٍ أَوْ يَدْعُو إِلَى عَصَبَةٍ أَوْ يَنْصُرُ عَصَبَةً فَقُتِلَ فَقِتْلَةٌ جَاهِلِيَّةٌ وَمَنْ خَرَجَ عَلَى أُمَّتِي يَضْرِبُ بَرَّهَا وَفَاجِرَهَا وَلَا يَتَحَاشَى مِنْ مُؤْمِنِهَا وَلَا يَفِي لِذِي عَهْدٍ عَهْدَهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَلَسْتُ مِنْهُ " اهـ . اللهم ربنا لك الحمد أنت خلقتنا فأسبغت فلا عد لنعمك في أحسن تقويم ، وهديتنا فثبتنا بفضلك على الصراط المستقيم ، إنك سميع الدعاء يا غني يا كريم ، واغفر لنا إنك الغفور الرحيم . عباد الله ،أيها المؤمنون يا إخوة الإسلام : علينا جميعاً هذا الواجبُ العظيم ، فهيا نقومُ في تحقيق المصالحة بالعمل الجاد وبروح الفريق الواحد كالجسم الواحد بل إننا الجسدُ الواحد ، وذلك من باب الإخلاص لله سبحانه والمناصحة لولي الأمر وجماعة المسلمين وسائر المواطنين ، فقد روى الإمام أحمد في المسند والإمام مسلمٌ في الصحيح ، قال مسلم حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا زَكَرِيَّاءُ عَنْ الشَّعْبِيِّ عَنْ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى " اهـ . وقد روى الإمام أبو عبد الله محمدُ بن يزيد بن ماجة في سننه وهو في المستدرك وعند الطبراني والبيهقي مرفوعاً عن جماعة من الصحابة ، قال ابن ماجة : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَقَ عَنْ عَبْدِ السَّلَامِ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ ابْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ : قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْخَيْفِ مِنْ مِنًى فَقَالَ : " نَضَّرَ اللَّهُ امْرَأً سَمِعَ مَقَالَتِي فَبَلَّغَهَا ، فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ غَيْرُ فَقِيهٍ، وَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ ، ثَلَاثٌ لَا يُغِلُّ عَلَيْهِنَّ قَلْبُ مُؤْمِنٍ إِخْلَاصُ الْعَمَلِ لِلَّهِ ، وَالنَّصِيحَةُ لِوُلَاةِ الْمُسْلِمِينَ وَلُزُومُ جَمَاعَتِهِمْ ، فَإِنَّ دَعْوَتَهُمْ تُحِيطُ مِنْ وَرَائِهِمْ " اهـ . يا أهل فلسطين من العامة والخاصة : لنحذر التسويفَ والتعطيل ، والتأخير والتأجيل ، فإن ذلك يُؤَرِّقُ ويزيدُ في الشُّجُون ، ويُؤْلِمُ القلبَ المفتون ، ولنحذر التشكيكَ بالقيلِ ولا بالقال ، وإيانا وضربَ الأشباهَ للرَّيْبِ بالأمثال ، ولنبادر إلى تقديم الأمر الأهم مع عدم الإهمال للمهم ، ولا ننشغل عن أسنى المطالب بسفسافها ، وصراعُنا إنما هو مع الذي اغتصب الأرض واستلب المال ، وشرد وأسر النساء والرجال ، وقتل الشيب والأطفال ، وهذا يستلزم منا وحدانية الأمن التي لا تتم إلا بوحدانية السلاح ، وهي لاتكون إلا بوحدانية اليد التي تحمله ، ويستلزم كذلك وحدانية اللسان المعبر صدقاً عن الوطن والقضية والمسجد والبلدة والأمة كلها ، فلنبادر إلى إطلاق الأسر الفلسطيني وإغلاق السجن الفلسطيني إلا من الإثم والآثمين الخائنين ، فإنهاء الاحتلال بإنهاء الانقسام ، وإنهاء أسرى الاحتلال بإنهاء أسرى الانقسام ، وذلك كله يكون وعلى وجه السرعة بتوحيد الحكم والمال والقول والقرار الفلسطيني ، فخير البر عاجله .

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل