المحتوى الرئيسى

سمية مشهور تكتب إلى أبنائنا بعد الثورة: تفوقوا

05/07 11:17

أود أن أتحدث مع أبنائي الطلبة والطالبات عن بعض معاني الثورة التي قد تكون أثرت في نظرتهم إلى الدراسة، والتفوق بنظرة إيجابية عما قبل الثورة حتى يستطيعوا أن يبنوا بلدهم.   حيث كان الأبناء يذاكرون ويمتحنون ربما بدافعٍ لغرض شخصي أي من أجل التفوق لأنفسهم أو لإسعاد أبويهم وكفى، أما بعد الثورة أظن أنهم أصبح عندهم دافع أكبر مضافًا إلى ما سبق وهو أن ينهضوا ببلدهم، وينفعوا الإسلام والمسلمين.   لعل وجود هدف كبير أمامهم يقوي دافعهم للاستذكار والتفوق، وهذا ما تعلموه من الثورة بأن يسعوا لتحقيقه، فعليهم بأن يأخذوا بالأسباب الصحيحة، وحسن المذاكرة والاجتهاد حتى يحققوا الهدف.   كذلك علمتهم الثورة الإصرار والعزيمة حتى يحققوا هدفهم، فكذلك حرصهم وعزيمتهم على حسن الاستذكار ستجعلهم يصرون على أن يحققوا التفوق الذي سيخدمون به بلدهم إن شاء الله.   كما علمتهم الثورة الصدق والإخلاص لذلك نصرها الله، فعليكم أيها الأبناء أن تذاكروا، وتجتهدوا ولا تلجئوا إلى الغش والنصب والاحتيال والخداع والرشوة من أجل الانتقال من مرحلةٍ إلى أخرى دون وجه حق كما كان يحدث في العصر البائد, فقد كانت الحكومة السابقة تعطي دروسًا لطلابها في الغش والتزوير والخداع, ومثالاً لذلك ما كان يحدث أثناء الانتخابات؛ حيث كانت الفصول والمقاعد (التي يجلس عليها الطلبة للدراسة والامتحان) يستعملها النظام السابق في تزوير إرادة الشعب لصالح نفسه، وإن كانت الغالبية لا تقبل ذلك وإن كان ليحزنه أن مكانه الذي يدرس فيه استعمل للتزوير والخداع، فلنحمد الله أن هذا الأمر لن يتكرر إن شاء الله, فقد رأى بعينيه نتيجة الغش، والخداع والسرقة مثالاً يجعله يتقي الله في نفسه، وبلده ولا يرضى بمثل هذه الأفعال.   استفادوا أيضًا من الثورة الثقة في الله أولاً ثم في أنفسهم وكذلك ثقتهم في قدراتهم، وأن ما سيبذلونه من جهدٍ بعون الله سيجدون ثمرته إن شاء الله، كما لا يرضى بالظلم ولا أن ينتقص حقه.   علمتهم الثورة أيضًا قوة انتمائهم لوطنهم، ولتاريخهم الصحيح، فقد سطروا التاريخ بأنفسهم، تاريخ الثورة الصحيح الذي سيدرس بعد ذلك لجيلهم والأجيال التالية, تاريخ حقيقي لا زيف فيه فقد كان في العهد السابق تشويه وتزييف للتاريخ وقلب للحقائق، فمثلاً في كتاب مادة الدراسات للمرحلة الإعدادية بدلاً من أن يكتبوا فوائد الفتح الإسلامي أو العثماني لمصر كتبوا أضرار الغزو العثماني, وفي المقابل كتبوا فوائد الحملة الفرنسية, وأيضًا في الباب الأخير في التاريخ كان الموضوع عن الحزب الوطني وإنجازات مبارك وسوزان..... وهكذا والأبناء يشاهدون الواقع غير ذلك تمامًا، وأمثلة كثيرة على مستوى المراحل كلها.   وهذا يذكرني عندما كنت في المرحلة الجامعية في جامعة الأزهر كلية الدراسات الإسلامية قسم تفسير وحديث؛ حيث كان من ضمن المواد المقررة علينا مادة التربية القومية وكان بها باب عن حتمية الحل الاشتراكي.. في الأزهر في كلية الدراسات الإسلامية في قسم تفسير القرآن وحديث الرسول صلى الله عليه وسلم الذي يحثنا على الحكم بما أنزل الله (!!).   فيا له من تناقض يجعل الطالب حيران ماذا يحدث إذا جاء هذا الجزء في الامتحان؟ أيكتب الحق وينتقص درجة الامتحان.. أم يكتب الباطل ويأخذ الدرجة؟، فقد قررت أن أكتب الحق ثم أقول لكن المذكور في الكتاب كذا.. ولكن الحمد لله لم يأت سؤال في هذا الجزء, وأظن أننا تناقشنا مع مدرس المادة وقتها في هذا الأمر؛ لذلك ندعو إلى مراجعة التاريخ والمناهج الدراسية وتنقيتها من الزيف والباطل وتدرس للأجيال ناصعة حقيقية قوية.   علمتهم أيضًا أن الحرية من حقه وأن يحرص عليها ولا يترك حقه في أن يسلبه منه أحد دون وجه حق، فقد كان الطالب قبل الثورة يعلم، أو يظن أنه مهما ذاكر أو اجتهد فقد لا يجد فرصةً للعمل فقد يأخذها أحد غيره لا يستحقها عن طريق الرشوة أو المحسوبية دون وجه حق، فهذا يجعل دافع التفوق عند الطالب ضعيفًا، أما الآن فليعلم أنه ليس هناك رشوة ولا محسوبية فليجتهد، وليتفوق فإن رزقه ينتظره إن شاء الله.   علمتكم الثورة التميز, لقد كانت ثورة متميزة سلمية، قوية, صابرة، منظمة. كل ذلك بفضل الله نسأل الله أن يتمها على خير، لذلك نريد منكم أن تكونوا متميزين، وهذا لا يعني المرتبة الأولى دائمًا، ولكن التميز الحقيقي أن تبذلوا أقصى ما لديكم من قدرات مهما كانت إمكانياتكم ثم تزيدوها تدريجيًّا مقارنة بأنفسكم، كما أن الجانب العلمي والدراسي ليس هو محور الحياة فقط بل إن الجانب الديني والخلقي أساسي جدًّا, كما أن الجانب الاجتماعي والنفسي والعقلي والمهارات والطموحات مهمة كذلك يمكن أن تتفوقوا فيها أيضًا وتخدموا بها بلدكم بكل ما أوتيتم من إمكانيات وقدرات.   يا أبنائي أقبلوا على الامتحانات منشرحي النفس واثقين في الله ثم في أنفسكم رافعين رؤوسكم لغدٍ أفضل إن شاء الله.   نصائح سريعة للامتحان: * حسن الصلة بالله والاستعانة به وإخلاص النية والصلاة على وقتها. * الحرص على رضا الوالدين وطلب الدعاء منهما. * البعد عن المنبهات خاصة الأدوية المنبهة مع عدم السهر الشديد. * تناول الغذاء المتوازن مع ممارسة بعض التمارين الرياضية. * تنظيم الوقت وعمل جدول للمراجعة والالتزام به، واجعل شعارك استعن بالله ولا تعجز. * اجعل الهدف الكبير أمامك دائمًا حتى تصل إلى التفوق إن شاء الله. * التزم الجلسة الصحيحة مستقيم الظهر، والمكتب منظم والمكان جيد التهوية وبعيدًا عن الضوضاء.  إليك معادلة التفوق علقها أمامك واعطها لأصدقائك.   - المعادلة: طموح بعيد + تركيز شديد + جهد جهيد + عزم أكيد + وقت رشيد + استقامة لا تحيد = تفوق   أسال الله أن يوفق جميع أبنائنا وأبناء المسلمين في كل مجالات الحياة وأن ينفعوا بلدهم وبلاد المسلمين، وأن يوفقنا جميعًا في امتحان الدارين. اللهم آمين.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل