المحتوى الرئيسى

الصويرة المغربية تعيش مع موسيقى الصالونات الكلاسيكية

05/07 10:36

عاشت مدينة الصويرة (جنوب الرباط) على إيقاع الموسيقى الكلاسيكية في إطار مهرجان «موسيقيات الصويرة» الذي خصص هذه السنة لموسيقى الصالونات الكلاسيكية، أو ما يعرف بـ«موسيقى الحجرة». قدم العازفون عروضا موسيقية متنوعة تتوخى التعبير عن أحاسيس فنية مرهفة ومشاعر إنسانية نبيلة. خصصت السهرة الافتتاحية للموسيقى الكلاسيكية الإسبانية بمشاركة ثنائي الغيتار الإسباني مارك زفيلينروثر وبنجامين فاليت، عزفا مقطوعات من التراث الشعبي الإسباني رفقة الباريتون، وهي طبقة صوتية خاصة بالرجال وتعتبر الأكثر انخفاضا بين الطبقات الصوتية، وأدى الباريتون ماثيو دو لوبيي أشعارا لغارثيا لوركا ودي فايا وألبينيز، وكذا أغاني إسبانية شعبية قديمة. وكان دو لوبيي بدأ مساره الفني الاحترافي عام 1999 وعمل على الصوت والإلقاء، ولعب أدوارا في عدد من المسرحيات الغنائية الكوميدية مثل «كينغ آرثر» و«لوبورجوا جونتيوم». أما عازف القيثار جان مارك زفيلينروثر، فتتوزع حياته المهنية بين التدريس بالمعهد الوطني العالي للموسيقى بباريس والحفلات الموسيقية التي يحييها عبر العالم. تألق خلال ذلك الحفل العازف بنجامين فاليت، المولود عام 1986، والذي شرع في العزف على الغيتار منذ ربيعه السابع وحقق نجاحا باهرا خلال مساره الدراسي الفني، وحضورا لافتا خلال الحفلات الموسيقية التي يحييها ضمن عدد من مهرجانات موسيقى الصالونات عبر العالم. وقال أندري أزولاي رئيس جمعية «الصوير موكادور» في حفل الافتتاح إن «موسيقيات الصويرة، تعد لحظات قوية مفعمة بالعواطف»، مضيفا أن «الموسيقى هي الحياة، وأن المغرب أظهر أنه على الرغم من كل شيء فإن الحياة ستنتصر». في اليوم التالي عرف الحفل فتح المجال لمشاركة مجموعة من المواهب الشابة شاركت فيه بولين لانسيل وجيهان أمزال في ثنائي السوبرانو (بمعنى أعلى طبقة صوتية لدى النساء) بمعزوفات من الأوبرا رافقهما خلاله فرونسوا ماراياك بالبيانو وجبريل بناني وعمر الشارفي وأنور العايدي بالكمان وجمال الأسود بآلة «الالتو» وعبد الواحد ليشير «بالهوتبوا» وقدموا قطعا موسيقية لكل من العازف هاندل وستروس وباك وكريسلر وفيفالدي. الحفل الثاني قدمه ثنائي البيانو والكلارينيت ستيفان سترواسين (بيانو) ووماتياس كورن (كلارينيت) حيث قدما معزوفات لكل من شومان وشوبرت وبيرغ وديبوسي، وتلاه حفل للثلاثي الألماني كاندينسكي، تيبو مودري (كمان) وإيليسا هوتو (كمان) ودينا بنسعيد (بيانو)، حيث قدموا مجموعة من القطع الموسيقية لبيتهوفن وأبرهامز. واختتم الرباعي موديغلياني فيليب بيرنهارد (كمان) ولويك ريو(كمان) ولورون مارفينغ (ألتو) وفرونسوا كيفر (كمان) ليلة الجمعة بعزف أثار إعجاب الحاضرين الذين حجوا بكثرة لحضور هذا الحفل. وكانت فرقة «موديغلياني» تأسست عام 2003 كثمرة صداقة بين المؤدين ونتيجة اهتمامهم بالعزف الكلاسيكي، وتألقت المجموعة سريعا بإحرازها على الجائزة الأولى ثلاث سنوات على التوالي في كل من المسابقة الدولية لإيندهوفن عام 2004، ومسابقة فيتوريو ريمبوتي بفلورنسا عام 2005، ثم مسابقة المواهب الشابة بنيويورك في 2006، وتمكن الفريق الشاب من استقطاب اهتمام متزايد وتقديم العروض الموسيقية في عدد من الدول، في فرنسا والنمسا والولايات المتحدة وبلجيكا واليابان وغيرها. واحتفاء بالموسيقى الألمانية الكلاسيكية، عزف الثلاثي دينا بنسعيد (البيانو) وتيبو مودري (الكمان) وإليزا هوتو (الكمان)، مقطوعات موسيقية من روائع الموسيقار بيتهوفن، أتحفت الجمهور الصويري الذي استمتع بالأداء المتناسق. دينا التي ولدت بالرباط عام 1989، وإليزا المولودة عام 1988 وتيبو (1987) جسد الثلاثي قصص المعزوفات الرومانسية الموسيقية للمبدع بيتهوفن. أما الثنائي النمساوي الشاب ستيفان سترويسنيغ وماتياس شورن، فقد زاوج بين العزف بين البيانو والكلارينيت، وأدى قطعا موسيقية ومعزوفات لشومان وبيرغ ودوبوسي، في حوار منسجم بين آلتين موسيقيتين تسرد قصصا فنية جميلة. في اليوم الثالث عرف مشاركة الباريتون الفرنسي فرنسوا لو رو رفقة عازف البيانو دافيد بيردري حيث قدما مقطوعات رومانسية لكل من العازفين كونود ولالو وديبارك وروزموند، وكذا قطعا من الموسيقى المعاصرة لديبوسي وفوري، وتلا هذا الحفل حفل آخر مكون من خمسة عازفين هم أستريد لانتويلر وجيدري ستاسكوت وشارل أنتوان دوفلو ودوران أليبو بالعزف على الكمان وكريستا جاردين بـ«الالتو»، حيث قدموا معزوفات لبوردين وشوبرت. وكان جمهور دار الصويري على موعد مع عرض آخر للفرقة الرباعية «إليبسوس» للعزف على آلة «الساكسوفون»، التي أدت معزوفات رومانسية لكل من العازفين رافيل وباربر وفرونسي وبوزا وغريشوين. وتأسست هذه الفرقة الموسيقية عام 2004 من طرف عازفي الساكسوفون السوبرانو بول فاتي لاكومب، وجوليان بريشي وسيلفان جاري ونيكولا هيرويي. واختتم الرباعي مهرجان موسيقيات الصويرة بعزف متناغم بواسطة الكمان وآلات أخرى لمقطوعات موسيقية كلاسيكية من مؤلفات الموسيقيين أبرهامز وهايدن ومينلدسون، أدتها كل من شارلوت جويار وبولين فريتش وسارة شناف وجولييت سالمونا. ولقيت هذه الفرقة الموسيقية، منذ تأسيسها عام 2009، نجاحا كبيرا عبر العالم، إذ فازت العام الماضي بالجائزة الدولية الأولى «تشارلز هينين» في هولندا، كما أحيت عددا مهما من العروض الفنية في عدة دول، إضافة إلى مشاركتها إلى جانب أسماء مرموقة في سماء الفن الكلاسيكي.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل