المحتوى الرئيسى

القاعدة بعد ابن لادن اندثار ام خلود بقلم: عبد الغفور عويضة

05/07 15:45

بقلم: عبد الغفور عويضة/ رئيس التحرير في مجلة خارقة الجدار بعد اكثر من عقدين في محاربة القوى العظمى و رغبتها في السيطرة على مقدرات العالم الاسلامي سقط ابن لادن،وقد حمله العالم كل ما يحدث بع من سيزيف" عبث" فوصف بالإرهابي و أنفقت الولايات المتحدة ما يقارب الترليولين دولار على حربها على الارهاب الذي يمثله هبن لادن لتضع حدا لحياته، و اليوم تحقق لها ذلك بعد عشر سنوات لم تفلح خلالها بالعثور عليه بالرغم مما تملكه من وسائل تكنولوجية تعتز بها لياتي قتله مؤكدا عجز الاله الامريكية امام العقيدة و الايمان الراسخ بالمبادئ و ليؤكد في جانب اخر ان الولايات المتحدة لا تساوي شيئا دون الدعم التي توفره الحكومات المحلية او المواطنين فقتله تم بناءا على معلومات قدمتها الاجهزة الامنية في باكستان وان حاولت المؤسسة العسكرية الامريكية ان تؤكد ان العملية قد تمت بجهود ذاتية" أصيلة" لا علاقة "لاسلام أباد" فيها وهو امر لا يقبله عقل نظرا للمعطيات الميدانية التي أحاطت بالعملية العسكرية التي نفذتها الوحدة الامريكية والتي ادت لاستشهاد اسامة بي لادن و من هنا انا لا اعتبره نصرا ذاتيا للمؤسسة العسكرية الامريكية. قُتل ابن لادن و دفن غي أعماق البحر... ولكن هل قتلت القاعدة و دفنت معه؟؟ سؤال راج هذا اليوم وسط تكهنات و توقعات اختلفت، فبعضها وصل الى التاكيد على استمرارية القاعدة، و اخرى وضعت حدا لها و ثالثة شككت في القدرة عليها و عمدت الى ربط استمراريتها بأمور ادت الى تطور القاعدة دون العودة الى الى الاسباب التي ادت لوجود التنظيم او الجذور التي اوجدت التنظيم و التي لا اعتقد ان لابن لادن ـ و هذه مفارقة ـ يدا فيها بل انه كان مجرد تابعا لها مستسلما سائرا على الامر القراني " ويسلموا تسليما" فقط، و هذا الامر هو ما اعطي التنظيم قبل بداباته او قبل ان ياخذ اسمه الحالي" القاعدة" بعد عمليات السفارة الامريكية في العام 1998 و برجي التجارة العالميين في العام 2001 نوعا من الصفة الدبلوماسية التي اعتمدت انذاك على النصح و الارشاد و كذلك عدم تأييده لبعض خطط الظواهري لتنفيذ عمليات ضد الولايات المتحدة في تلك قبل تلك السنوات. هناك خمسة اسباب ادت لوجود القاعدة و خروجها الى الحياة كحركة عنف اسلامي ـ كما يحلو للبعض ان يسميها ـ او حركة جهادية كما يطلق عليها المتعاطفين معها، ووجودها او عدم وجودها، خلودها او اندثارها مرتبطين بهذه الاسباب الخمسة، هذه الاسباب او دعوني اسمها المؤيدات يمكننا تصنيفها الى مجموعتين : مجموعة المويدات ذات الطابع الجذري او التي يمكن اعتبارها اساس القاعدة وبقائها يبشر ببعث جديد للقاعدة ولو بعد حين، و مجموعة ثانية تتعلق بالمسار التطويري للقاعدة او حالة الاستمرارية و ديمومة التنظيم. اما المجموعة الاولى فهي تتعلق اولا: بالتربية الفكرية و المنهل الفكري او الايديولوجي للقاعدة، و هذا المنهل لا يمكن ان ينضب خاصة اذا اخذنا بعين الاعتبار اننا نعيش في عالم مفتوح من خلال شبكة الانترنت و ما تتيحه من فضاء واسع لنشر الافكار الخاصة بالقاعدة خاصة اذا كنا نتحدث عن كتابات الشهيد سيد قطب و على راسها كتابه " معالم في الطريق" و كتابات الشيخ الاردني المعتقل ابو محمد المقدسي و التي انتجت الشهيد ابو مصعب الزرقاوي من قبل و خاصة كتاب " ملة ابراهيم" المحظور أردنيا و عربيا و غيرها من الكتابات السلفية الاخرى قديمة او حديثة ككتابات ابن تيمية و ابو الأعلى المودودي و الشيخ السعودي "سفر الحولي" و غيرها الكثير، هذه الكتابات و غيرها تشكل مصادرا خصبة لانتشار فكر القاعدة او فكر التوحيد و الجهاد بين المواطنين المسلمين في العالم الاسلامي بشكل عام و الوطن العربي بشكل خاص و خاصة الخلايا المؤيدة لها والتي قد لا يتجاوز اعداد افرادها في كل دولة الخمسمائة او الالف على اكثر تقدير كتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي و تنظيم القاعدة في اليمن و غيرها . اما المؤيد الثاني من المؤيدات ذات الطابع الجذري لا غرابه من ان اعتقد انه يتمثل في شخصية ايمن الظواهري لما يمثله هذا الشخص من اهمية و اعتقد انه حامي و ناشر عقيدة القاعدة بين الافراد الجدد و العقل العسكري المدبر لها و الذي اعتقد ان الولايات المتحدة كان يجب عليها ان تغتاله قبل ابن لادن اذا كانت ترغب بتوجيه ضربة قاسمة للقاعدة لان ابن لادن كان زعيما للقاعدة لكنه كان بمثابة الشيخ الشهيد احمد ياسين بالنسبة لحماس بمعنى انه كان زعيما روحيا للتنظيم، اما الاعمال العسكرية او ما تطلق علية الولايات المتحدة الاعمال " الارهابية" فان المسؤول الاول عنها هو الدكتور ايمن الظواهري و هذا نابع من خلفيته الجهادية التي تعود الى جماعة الجهاد المصرية ذات التأثر الشديد بمعالم سيد قطب منذ البداية على العكس من اسامة بن لادن الذي وصل الى هذه الافكار و هذه العقيدة بعد لقائه الظواهري في افغانستان حيث كانت عقيدته جهادية ولكنها مستمدة من تعاليم الشهيد عبد الله عزام ذو النزعة الايدولوجية المعتدلة و اعتقد ان الاعتدال هي صفة لازمت ابن لادن لمرحلة متقدمة من سنوات مطاردته في جبال افغانستان، غير ان لقائه بالظواهري هو ما اكسبه هذه العقيدة الجديدة و التي اعتقد ان الظواهري كان ديماغوجيا باتجاهه الى تعليم ابن لادن هذه الافكار حيث وجد التربة الخصبة و التي تعود اساسا الى سنوات دراسة بن لادن في المدارس السعودية ذات المناهج السلفية الوهابية، و بالعودة الى شخصية الظواهري و مدى تأثيرها في وجود القاعدة فان بقاء الظواهري لا يغير من نهج القاعدة في محاربة الولايات المتحدة بل و الحكومات العربية، و ربما يعمل على اعادة تجميع الصفوف من جديد تبعا لعقته الجهادية التي طالما كانت محل تحفظ عند ابن لادن، و هذا يشكل تحد جديد للتحالف الدولي المضاد للإرهاب وكان شيئا لم يكن، او كان قتل اسامة ابن لادن لم يغن عن هذا التحالف شيئا، بل ان الظواهري قد يحاول الدخول و تقوية خلاياه النائمة في الدول العربية مستغلا حالة الثورات القائمة في كثير من الدول لا سيما ليبيا (بلاد المغرب الاسلامي) سوريا( بلاد الشام) اليمن لان حالتها تتيح له حركة اكبر و نشاط أوفر كما حدث من قبل ودخلت القاعدة للعراق، او قد يعمد الى عمليات محدودة ولكنها نوعية تهدف الى تقليل عدد الخسائر في اواسط المدنيين من المسلمين كاسلوب جديد يحقق مراده في حربه على الصليبيين و يكسبه بعض من التعاطف الشعبي العربي و الاسلامي الذي لا شك انه بحاجة ماسة اليه بعد ان فقد ابن لادن. هناك عوامل يمكن ان نرهن بها وجود القاعدة و تطورها و استمراريتها بعد استشهاد ابن لادن و هي عوامل مادية وواقعيو لا علاقة لها بالعقيدة او الشخصيات، و هذه العوامل هي التي ادت الى تباطؤ حركة القاعدة في السنوات الاخيرة، وهي التي يمكن ان تجمد نشاطها بشكل مؤقت، و هي ايضا محكومة في جانب من جوانبها بقيادة الظواهري للتنظيم، و اول هذه المؤيدات او العوامل الوضع في الدول الاسلامية لا سيما العربية منها وهي التي تمد التنظيم بالجنود او العنصر البشري بشكل غير مباشر حيث دكتاتورية الانظمة و عدم انفتاحها على شعوبها و استمرار كبت الحريات و ملاحقة الموطنين في أرزاقها شكل عاملا اساسيا في توجه الشباب الى القاعدة للانتقام من هذه الانظمة و هنا لا بد من التوقف لانه لا يمكننا ان نحكم الى ما ستؤول اليه نتائج الثورات في البلاد العربية ، ولأننا لا نعلم ما اذا كانت الحكومات والقيادات الجديدة القادمة ستلبي حاجات الشعوب ام انها ستعيد المشهد السابق الى اذهاننا في ل اقتصاد منهك خاصة في البلاد التي حدثت و تحدث فيها الثورات و اعتمادها اساسا على المساعدات الخارجية . و العامل الثاني و اعتقد انه عامل دائم ولا اعتقد انه سينتهي في المرحلة القربية القادمة و هذا العامل يتمثل في الاحتلال الامريكي لبعض البلدان الاسلامية ولن لم يكن احتلالا فانه تواجد عسكري للقوات الامريكية في دول عربية و اسلامية و منها جزيرة العرب وبلاد الرافدين و باكستان و افغانستان و هناك عقيدة وشعار دائم بل ان القاعدة قائمة من اجله " اخرجوا المشركين من جزيرة العرب" و هذا سبب منطقي لاستمرار وجود القاعدة و استمرار عملياتها ضد الصليبيين و حلفائهم في المرحلة القادمة. اما العامل او المؤيد الثالث لاستمرارية القاعدة فهو التمويل المالي و الدعم اللوجستي و هذه النقطة تتفرع بتفرع القاعدة و تعدد خلاياها.فالمصدر الاول للتمويل كانت ثروة ابن لادن الهائلة و التي يلغت ثلاثمئة مليون دولار و ان جمدت الحكومات بعضها مع البدء الولايات المتحدة بمطاردة ابن لادن وعدم استطاعته الحصول عليها بعد هروبه الى افغانستان الا ان التمويل استمر للتنظيم بالاعتماد على المراسلين و اعتقد انها الطريقة ذاتها التي كان يتم إيصال الطعام بها لابن لادن ايضا، عدا عن الكثير من التبرعات و الدعم الشعبي العربي و الاسلامي و هذا الدعم اعتقد انه دائم ما دام الاحتلال الامريكي للبلاد الاسلامية، وما دام الفكر السلفي و الجهادي ينتشر بين المواطنين في الدول الاسلامية و هو رغم عداوة الانظمة مع تنظيم القاعدة الا انه يوجد تعاطف شعبي مع التنظيم ، كذلك علينا الا نغفل دور حركة طالبان و ما لها من سطوة على افغانستان و التي تسير جنبا الى جنب مع تنظيم القاعدة في الفكر _ وان اختلفت بعض الامور بينهم في هذا المضمار_ و هي مصدر من مصادر تمويل القاعدة و توقر الدعم اللوجستي، بالاضافة الى الاتجار بالمخدرات و تجارة السلاح التي تعتمد عليها طالبان في تمويل حملاتها العسكرية و تمويل نفسها، بالاضافة الى كل هذه المصادر التي يمكن اعتبارها مصادر تمويل فهناك مصدر اخر و هو الفدية التي يحصل عليها التنظيم من بلدان من يختطفهم خاصة من الاجانب، و هذا تتبعه خلية القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي. كل هذه العوامل و المعطيان فان دلت على شئ فانما تدل على قدرة القاعدة على الاستمرارية و خلود التنظيم ، و ان كانت المرحلة القادمة ستشهد فترات من الجمود او الركود في عمل التنظيم و التي اعتقد انها ستكون لاسباب أمنية و لاعادة ترتيب الصفوف خاصة و انني أتحدث عن قيادة جديدة ستتسلم زعامة التنظيم و التي اعتقد انها لا تتعدى الدكتور ايمن الظواهري الذي اعتقد انه سيتجه بالتنظيم الى منحنى اكثر عنفا مما كان علية في عهد اسامة بن لادن... و يبقى لاغتيال بن لادن ما بعده.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل