المحتوى الرئيسى

الإرهاب من جديد!

05/07 08:39

بقلم: سلامة أحمد سلامة 7 مايو 2011 08:31:34 ص بتوقيت القاهرة تعليقات: 0 var addthis_pub = "mohamedtanna"; الإرهاب من جديد!  لم تنته قضية الإرهاب بالنهاية المأساوية للرجل الذى جسدها وصار رمزا لها على مر العقدين الأخيرين. بل ربما كان مقتل أسامة بن لادن فى مخبئه وهو غير مسلح تحت عيون أهله وأسرته وإلقاء جثمانه فى البحر بدلا من اعتقاله ومحاكمته، دليلا على وحشية العنف الأمريكى وإيذانا بمرحلة جديدة فى الصراع. فقد اعتبر أنصاره الذين بكوا عليه ما حدث خيانة من الحكومة الباكستانية، ومن القوى الإسلامية التى احتمت به واحتمى بها فى حربها ضد العلمانية وأعداء الإسلام. وهى قوى مازالت تمثل أرضية خصبة فى آسيا من العداء للغرب. وتجد فى قبائلها وعشائرها حصنا منيعا ضد جيوش الغزو الأمريكى التى تغلغلت فى باكستان وفرضت سيطرتها على باكستان وأفغانستان. لقد تنفس الأمريكيون الصعداء. واعتبرت دول الغرب مقتل بن لادن انتصارا للحضارة الغربية على الفكر الهمجى الدينى الذى قاده رجل بدوى جاء من قلب الصحراء على رأس جماعات غير نظامية، وقلب موازين القوى بأساليب بدائية فى مواجهة أكثر الأسلحة تقدما وأكثر الجيوش حداثة. اتضح أن هذه الجماعات العشوائية غير المنظمة تستطيع أن تستخدم نفس وسائل الاتصال الحديثة التى تمكنها من مقاومة أعتى الجيوش والإمكانات. ولكن كثيرين فى الغرب، سواء من جانب بعض الأحزاب أو فى دوائر الكنيسة، أعربوا عن أسفهم للترحيب والتهليل الذى قوبل به قتل بن لادن بهذه الطريقة البشعة. وأعرب الكثيرون عن شكوكهم فى الرواية التى أعلنتها حكومة أوباما حول ظروف اغتيال بن لادن. وقد بدأت بالفعل تتكشف الطريقة الوحشية التى قتل بها بعد أن اعتقلوه حيا ثم سحبت جثته إلى مروحية لنقلها. أما بقية أفراد أسرته فقد تم التحفظ عليهم تمهيدا لإعادتهم إلى بلادهم. ربما كانت مصر هى الدولة الوحيدة التى اعترضت على أسلوب العنف الذى استخدم فى قتل بن لادن. وما أبداه شيخ الأزهر من اعتراض على طريقة دفنه المنافية للشريعة الإسلامية. ولكن التقاليد الإسلامية فى دفن الموتى لا تلزم الغرب فى شىء.. فقد التزمت الدول العربية والإسلامية الصمت ورفضت التعليق على الحادث.. ومع ذلك رفضت واشنطن نشر الصور الخاصة بتفاصيل عملية القتل. وكان من المفارقات أنها ــ مثل إسرائيل بالضبط ــ اعتبرتها دفاعا عن النفس وأن نشرها يمثل خطرا على الأمن القومى الأمريكى. وهو ما يعيدنا إلى فكرة الإرهاب الدولى الذى روجت له أمريكا واعتبرته أساسا لسياساتها الخارجية وعلاقاتها بكثير من دول العالم فى السنوات العشر الأخيرة. وسارت دول عربية عديدة على نفس النمط. حين أقامت سياستها الداخلية والخارجية على أساس مكافحة الإرهاب باعتباره ركيزة أساسية للاستقرار. واستثمرته إسرائيل إلى آخر مدى.. حتى فى الإصرار على مواصلة الاستيطان ورفض أى محاولات للتوصل إلى اتفاقيات سلام. وأخيرا عندما تمت المصالحة الفلسطينية بين فتح وحماس وتم توقيع الاتفاق بينهما قبل يومين، كان أول اعتراض ضد الاتفاق يأتى من نتنياهو الذى اعتبر أن فى ذلك دعما لحماس وقوى الإرهاب الدولى الذى هدد أمن إسرائيل. وأكبر الظن أن واشنطن يمكن أن تؤيد هذا الاتجاه بعد أن اعتبرت اغتيال بن لادن نوعا من الدفاع عن النفس وعن أمنها القومى!ربما تكون الدول العربية من أكثر النظم التى استفادت من الظاهرة. ومن الدعوة العالمية التى تزعمتها أمريكا لمكافحة الإرهاب، واعتبرتها دستورا للحياة العامة. اتخذته دول ــ مثل مصر ــ ذريعة لإعلان حالة الطوارئ وتطبيق القوانين الاستثنائية دون حاجة إليها فى كثير من الأحيان. وما ترتب على ذلك من اعتقال المعارضين السياسيين والتضييق على الحريات العامة. وكان من الطبيعى أن تلصق بالنظم والحكومات الإسلامية صفة التخلف والعجز عن الديمقراطية. وكلما زاد الضغط الخارجى والتدخل الأجنبى بحجة دعم هذه الحكومات فى مقاومة الإرهاب ــ كما رأينا فى اليمن والمغرب وغيرها ــ وفى إقامة قواعد عسكرية بحجة الدفاع عن خطر الإرهاب الإيرانى.. كلما زادت الانقسامات والمنازعات الطائفية والشرذمة السياسية.غياب بن لادن لن يقلل من خطر الإرهاب الإسرائيلى.. ولن يقلل على الأرجح من محاولات الهيمنة والتدخل الأجنبى فى العالم العربى. ولن يهدئ من حفيظة العرب والمسلمين ضد تيارات التطرف وهواجس الإسلاموفوبيا فى الغرب!

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل