المحتوى الرئيسى

محمد عيد المهدى يكتب: يوم وُلدت مصر من جديد

05/07 08:39

كان ذلك هو عنوان افتتاحية كبرى الصحف القومية التى سيطر عليها أحد كبار المنافقين فى عصر الظلام، و قد بدا جليًا من اسم المقال الذى استقبلت به الجريدة يوم الرابع من مايو مقدار النفاق الذى توجب على المقربين أن يملكوه، وليس عجيبًا أن يستمر هؤلاء فى النهج ذاته الذى أبقاهم فى مناصبهم فبعد سقوط النظام الذى آواهم شرعوا يبحثون عمن يلتفون من حوله، بل وأسرعوا فى تنصلهم من أى علاقة بما كان يحدث فى سالف الأيام، فى الوقت الذى يستمر فيه نفاقهم للمسئولين الجدد طمعًا وربما توهمًا فى عودة المناخ الردىء الذى يصنعه المنافقون قبل الطغاة لأن الفرعون لا يولد مستبدًا إنما يخضع لمبتغى المنافع والمصالح الذين يلزمهم درعًا صامدًا يحتمون من خلفه ويلهون بحرية دونما رقيب أو حسيب. والجدير بالذكر هنا استماتة حاشية مبارك فى تلميع صورته ليغدو مخادعًا ويعتمد فيما بعد على استعطاف الشعب الرهيف الإحساس حتى أنه استمر فى استغلال هذه الوسائل بعد تنحيه حين وجه خطابًا عبر قناة إخبارية تحدث وقتها كأنه مازال رئيسًا، وربما لا ذنب له فالطبع يغلب التطبع، وما زرعته به الحاشية صعب عليه التخلص منه، وليس سرًا أن هؤلاء أيضًا استقدموا نجله من لندن التى استقر وعمل بها حتى أنه حصل وقتها على الجنسية الإنجليزية قبل أن يصل مصر وتبدأ عملية التوريث المباركة ممن يستفيد، والتى لم تكن عملية توريث للحكم بقدر توريث النظام الذى يعبث الكثيرون لاستحضار جوهره، لكن هذه المحاولات أبدًا لن تنجح مع استمرار كشف الفساد والتخلى عن ذوى المصالح المتكالبين على السلطة، فمصر هى الدولة التى يفخر أى مواطن أنه وُلد على أرضها، ومهما حقق أى زعيم من إنجازات على أرضها فهو مازال مدينًا لها ولا يحق له التباهى بما ردّه إليها من واجب وعرفان بالجميل، وصحيح أن مصر وُلدت من جديد إنما ولدت يوم 25 يناير من ميدان التحرير.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل