المحتوى الرئيسى

شهادة صحفى «فلولى»

05/07 08:09

الإرهاب والديكتاتورية.. رذيلتان التصق بهما تاريخ العرب، على مدى نصف قرن مضى.. والآن هم يريدون أن يتطهروا من الآفتين معاً.. وربما كان لافتاً شعور العرب والمسلمين بالفرح، لمقتل أسامة بن لادن.. كما كان شعورهم بالفرح طاغياً، عند سقوط كل طاغية وكل ديكتاتور.. فالثورات العربية لم تقم ضد الديكتاتوريات وحدها.. وإنما قامت أيضاً لتواجه الإرهاب.. وتقدم صورة جديدة للعالم.. تليق بالعرب! وفى هذا السياق، كانت جريدة «الشرق الأوسط» موفقة تماماً، حين كتبت مانشيت «.. وقتل القاتل» غداة مقتل «بن لادن».. فلا يمكن أن يكون أسامة بن لادن، غير قاتل وغير إرهابى.. فليس جهادياً، ولا محارباً عن الإسلام.. بأى حال من الأحوال.. هو قاتل بمعنى الكلمة.. لا ندافع عنه، ولا نحزن من أجله.. فقد خسر العرب كثيراً بعد أحداث 11 سبتمبر.. وخسر المسلمون بلا حدود.. وكنا فى حاجة إلى وقت طويل، لنغير الصورة السلبية.. حتى كانت الثورات ضد الأنظمة الديكتاتورية.. وتبدل الحال! يريد العرب أن يقدموا أنفسهم مرة أخرى.. وأن تكون الصورة الذهنية عنهم كما كانت فى الماضى.. هم الذين علموا أوروبا العلوم والفنون والفلك.. والرصيد يسمح.. لولا سنوات مرت لم تكن كما ينبغى.. فلا توجد ديمقراطية، ولا توجد حقوق إنسان ولا حريات.. وكان الأوروبيون ينظرون إلينا، على أننا شعوب تركب الجمال والحمير، وتعيش فى الخيمة، وترفض الحضارة، بكل معانيها.. حتى قامت الثورات، وبدأت رياح الديمقراطية تهب على المشرق العربى، والمغرب العربى.. وتعود الصورة كما كانت، وكما درسوها فى كتب التاريخ.. قبل التشويه! وربما كان من المصادفات الحسنة، أن أجهزة الاستخبارات الأمريكية، بالتعاون مع أجهزة الاستخبارات الباكستانية، تستطيع أن تتخلص من أسامة بن لادن، فى الوقت الذى تتخلص فيه الشعوب العربية من الأنظمة الديكتاتورية.. فنكون قد تخلصنا فى وقت واحد من الإرهاب بمقتل بن لادن، ومن الديكتاتوريات البغيضة بالخلاص من الأنظمة الفاسدة فى تونس ومصر وسوريا وليبيا واليمن.. والبقية تأتى! فلابد أن الدنيا سوف تتغير فى الأيام المقبلة.. ولابد أن الثورات سوف يكون لها أثر طيب محلياً ودولياً.. وأظن أن ثمارها الأولى قد ظهرت، حين عادت إلينا الابتسامة.. مرة أخرى.. فنحن قد بدأنا نعرف الابتسامة، وبدأنا نشعر بالتفاؤل.. نطلق النكات والقفشات طوال الوقت.. نضحك على كل شىء.. ونضحك من أى شىء.. نسأل أى واحد فينا: هل أنت فلولى؟.. أم أنت من رجال الثورة؟.. ثم نضحك.. والفارق كبير بين أن تضحك وأن تسخر.. أن تتطهر وأن تهزأ من الثورة! صحيح نحن خائفون من أشياء كثيرة بعد الثورة.. أولها سيطرة جماعة الإخوان على نصف المجلس.. وسيطرة السلفيين على النصف الآخر.. فيصبح البرلمان الجديد، إما «إخوانجى» وإما «سلفى».. وبالطبع سوف يشكلان الحكومة معاً.. وكأن الثورة كلها، قد قامت ليصبح المحظور مسموحاً.. ويصبح المسموح محظوراً.. ويصبح الشعب من جديد خارج السياق.. وكل ثورة وأنتم طيبون.. فانتظروا الثورة الجديدة، وعليكم خير! لا يختلف الحال فى مصر، عنه فى تونس.. كما يقول صديقى أمير، الصحفى بوكالة الأنباء التونسية.. هو يقول هنا سلفيون وهنا سلفيون.. هنا فلول نظام، وهنا فلول نظام.. ثم يضحك.. فسألته: وهل أنتم من الفلول؟.. قال ضاحكاً: أنا من الذيول «!».. ولا تكاد تعرف الفلول من الذيول.. ولا الذيول من الفلول.. المهم أن السلفيين يكسبون الجولة، ويسيطرون على الشارع، ويستولون على المساجد.. ويتحدون وزارة الأوقاف.. قال أمير: الثورة صورة بالكربون.. «كوبى»! من الجائز أن الإرهاب سقط فى الوقت الذى تسقط فيه الديكتاتوريات، ومن الجائز أن تكون مصادفة سارة.. ومن الجائز أن العرب يتطهرون من الوزرين معاً.. لكن حين قامت الثورات، لم يكن فى حسابها أنها سوف تصب فى النهاية فى رصيد فصيل واحد.. قد يحتكر الثورة.. ويحتكر الشارع.. ويحتكر البرلمان.. لنبقى نصف قرن آخر، حتى تقوم ثورة جديدة من أحفادنا!!

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل