المحتوى الرئيسى

إيران مع وضد

05/07 00:22

محمد خالد علاقة العرب بإيران علاقة مركّبة، ففي بعض جوانبها هي علاقة إيجابية مبسطة، وفي جانب آخر هي علاقة سلبية ملتبسة . فالعلاقة مع إيران علاقة تاريخية وجغرافية معاً وتمتد إلى مئات السنين الماضية تنقسم العلاقة إلى قطبين متعارضين: مع إيران وضدها . * مع إيران حتى لو خسرتْ تاريخياً، ارتبط العرب بالفرس عن طريق الرابط الديني والمصاهرة المشتركة، وأسهم هذا التحالف بامتداد الإمبراطورية الإسلامية، فشمل كل بلاد فارس وجنوب شرقي آسيا وأقطاراً أخرى في ما يعرف بجمهوريات روسيا الاتحادية . حضارياً: أسهم شعراء وفلاسفة ومفكرو فارس إسهاماً مهماً في الحضارة العربية الإسلامية ثقافياً وفكرياً واجتماعياً . العرب اليوم: تقف شرائح كبرى من العرب مع البرنامج النووي الإيراني وحقها الذي لا ينازع في حصولها على سلاح يحمي أمنها القومي . يقف العرب وخاصة دول الخليج العربي ضد أي عدوان خارجي على إيران، وعدم السماح بأن تكون أراضي العرب براً وبحراً وجواً ممراً للاعتداء على الجارة إيران . يثمن العرب عالياً موقف إيران ضد “إسرائيل”، وعلى عكس ما يروّج البعض بأن الموقف الإيراني هو مجرد موقف لفظي، فإن الأغلبية العظمى متأكدة أن معاداة “إسرائيل” هي موقف إيراني حقيقي وصادق . رفضت دولة الإمارات وبوعي كامل الاستقواء بقوى خارجية، وكانت تطالب بحقها الذي لا ينازع حول استعادة الجزر الثلاث (طنب الكبرى طنب الصغرى جزيرة أبو موسى) المحتلة عام 1971 بالحوار والتحكيم الدولي الحضاري بعيداً عن العنف . وقف العرب في وجه أمريكا في محاولتها الخبيثة لتحويل ورطتها: “أمريكا ضد إيران” إلى “العرب ضد إيران” ثم تحويلها إلى “السنة ضد الشيعة”، وكان هذا الموقف العربي من أفشل المخطط الأمريكي لتطويق إيران وحصارها عربياً وباكستانياً وأفغانياً . معظم الشعب العربي وقف ضد الحرب العراقية الإيرانية واعتبرها حرباً عبثية لا طائل منها . * ضد إيران حتى لو ربحتْ كل العرب يقفون صفاً واحداً ضد إيران في احتلالها للجزر العربية الثلاث، وهذا موقف غير قابل للجدل أو المساومة . لقد احتلت إيران الشاهنشاهية الجزر عام ،1971 وعندما قامت الثورة الإسلامية قيل إن الثورة جاءت لتصحح أخطاء وخطايا النظام الملكي، وللأسف فإنها لا تزال تتمتع بخطيئة النظام السابق في احتلالها للجزر العربية . يرفض العرب التدخل الإيراني في الشؤون الداخلية العربية (العراق، دول الخليج، اليمن، لبنان) . إيران حرة في أن تصدر ثورتها وأن تبني إمبراطوريتها الدينية، ولكن ليس على حساب العرب ومصالحهم القومية . يقف العرب بأغلبيتهم مسلمون ومسيحيون ضد إقامة دولة دينية يحكمها المعادون للديمقراطية والمساواة والحكومة المدنية . يرفض العرب أن تكون إيران هي مرجعية الشيعة العرب، لأن الأخيرين هم مواطنون عرباً بالدرجة الأولى ولن يكون ولاؤهم إلا لوطنهم العربي أولاً وأخيراً . نشجب بشدة التصريح الاستفزازي لرئيس أركان الجيش الإيراني بأن “الخليج العربي ملكٌ لإيران”، هذا التصريح الأرعن لضابط عسكري يستقوي بنياشين على صدره . يقف العرب ضد الانتهازية السياسية لتصرفات إيران، فهي تؤيد الشيعة العرب في لبنان في مقاومتهم الباسلة ضد “إسرائيل” وأمريكا، ولكنها تتعاون مع الاحتلال الأمريكي في العراق تعاوناً مخجلاً . * ما العمل؟ الحل سلمي أولاً وأخيراً . . يتدرج من الحوار والتفاوض الثنائي الأخوي، فإذا تعذر فالتحكيم الدولي، فإذا تعذر فالجمعية العمومية للأمم المتحدة . لا تفتحوا سيرة ملكية الخليج فنفتح سرقة منطقة عربستان، لأنكم ستخسرونه في أي استفتاء دولي نزيه . ليتمسك عسكركم بتراب التواضع ومعرفة الذات، قولوا لمدنييكم أن يحفظوا ابن المقفع الذي قال: “إذا أسدت لشخص معروفاً، إياك أن تذكره، وإذا أسدى إليك شخص معروفاً إياك أن تنساه”. نقلا عن (الخليج) الإماراتية

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل