المحتوى الرئيسى

هذا الغياب المفجع!

05/06 19:35

إلياس الديري ما يشغل البال ليس غياب الدولة، وفراغ الحكم، والتعطيل المدروس والمدوزن على صعيد تشكيل الحكومة، بل الذيول والانعكاسات المحتملة للتطوّرات والأحداث العاصفة والتغييريّة التي تجتاح المنطقة. … والتي يقف منها لبنان كالمتفرّج اللامبالي، والمنصرف إلى معالجة المطالب والشروط التعجيزيّة التي نيطت قيادتها بأحد كبار خبراء الفركشة الغنيّ عن كل تعريف. البلد مشلول أفقياً وعمودياً. اقتصادياً وانتاجياً وسياحياً واجتماعياً وحياتياً وعلى كل الصعد. وفي كل أرجاء العشرة آلاف وأربعمئة واثنين وخمسين كيلومتراً مربعاً. والناس يعلنون عن همومهم بكل الوسائل المتاحة. ولكن لا حكومة تسمع وتعالج وتستجيب، لأنه ليست هناك حكومة. واليأس وصل إلى أعلى الهرم. وحين يقول الرئيس نبيه برّي إنه يائس وبائس وحالته وحالة لبنان بالويل، فكيف يكون حال الناس العاديين الذين لا مطالب لهم سوى خبزهم كفاف يومهم؟ والدول العربية التي كانت تهبّ بمروءتها ونخوتها صوب هذا اللبنان الدائم التأزّم والخربطة والاقتراب من الانفجار، غارقة حتى أذنيها في حروب داخلها أو من حولها. فإلى متى تبقى "سوسة" الثورة التغييرية بعيدة من البيت اللبناني الذي لا سقف له ولا جدران ولا أبواب ولا نوافذ؟ لا أحد يملك جواباً عن مثل هذه الأسئلة. وخصوصاً بعدما انتشرت التظاهرات والمواجهات في عدد من المدن السوريّة. وحيث ما من وسيلة قادرة على فصل ما يحصل هناك عن الوضع الشديد الاهتراء هنا. حتى الانجاز الكبير الذي حقّقته مصر الجديدة عبْر المصالحة التاريخيّة بين الرئيس محمود عباس وزعيم "حماس" خالد مشعل في احتفال رحّبت به الأمم، على رغم الرعب الشديد الذي أُصيبت به الحكومة الإسرائيلية. لا يعكس هذا الانجاز المهمّ عودة مصر الى دورها العربي فحسب، بل يفتح آفاقاً جديدة لمتغيّرات أساسيّة في المنطقة. ويضفي المزيد من الزخم على الانتفاضات وورشة الإصلاح التي تطرق كل الأبواب العالية دون استثناء. فأين لبنان من ذلك كله؟ وأين الحكومة التي يُفترض فيها مواكبة كل شاردة وواردة في العالم العربي؟ لا حكومة، لا أحد. فالقيادات اللبنانيّة غارقة في طشت وزارة الداخلية حيث يعتصم المعطّلون والمخربطون... والذين لا فارق عندهم إن كانت حال لبنان بالويل أو حال اللبنانيين أسوأ. حتى هذا الأمر ليس هو ما يشغل البال الآن. إنما هو الانحسار التام لوجود الدولة والمؤسسات، وهذا الغياب المفجع للقيادات الوطنية، التي تتخلّى عادة عن اعتراضاتها وانانياتها حين يكون مصير لبنان في الدق. أين يا أطلال صوت الغاضب؟ *نقلا عن "النهار" اللبنانبة

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل