المحتوى الرئيسى

ين يجلس خالد مشعل؟!

05/06 19:31

يوسف الكويليت معظم «البروتوكولات» والنظم والقوانين بدأت ببريطانيا من كرة القدم إلى الأنظمة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وخاصة ما اتخذ عالمياً كعقودٍ متفق عليها، ومن بين تقاليدها النظام الصارم والذي لا يطاق لقصر «باكنغهام» بدمج عالم الأسطورة والخيال بالتقليدي والموروث من أزمنة بعيدة حيث الاستقبال والتوديع والخدمات الخاصة من الخادم إلى المسؤول الأكبر عن خدمة القصر تخضع لسلوك خاص.. هذا الكلام يقودنا إلى الكيفية التي تطبّعنا بها لمراسم سرنا عليها وفق نظام قلدناه ولم نبتدعه بترتيب كراسي رؤساء الدول في القمم أو المجالس الوزارية، والذي حلّ هذا الإحراج التقيد بالحروف الأبجدية، لكن في أحيان أخرى فإن عوامل السن وأهمية الدولة قد تغيران هذه الهياكل.. الطريف في الأمر أننا ونحن نحتفل، بخوفٍ، من المصالحة الفلسطينية أن تفشل لأسباب سياسية أو أيدلوجية، واجه الفلسطينيون أزمة ترتيب المقاعد، وتحديداً أين يجلس خالد مشعل، وهو بالمناسبة ليس رئيس الدولة أو رئيس الوزراءء، بل هو رئيس المكتب السياسي لحماس، وهذا لا يقلل من قيمته المعنوية، لكن أن تتعقّد المراسيم لأخوة أرضٍ ونضال، وأصحاب قضية لمجرد شكليات قد تفجر أزمات بدواعي من هو صاحب الوجاهة والوزن الأكبر في العمل، فهو أمر يشكك بنمو مفاهيم مغايرة لتصوّر أن الفلسطينيين يذهبون بأهدافهم إلى مثل هذه الإجراءات الأقل من عادية، وترْك ما هو أزمة متوارثة بسبب كوارث الاحتلال وما ورّثه حتى الآن.. والذي نرجوه هو أن لا يطغى موضوع ترتيب المقاعد على الأولويات والتحديات الأساسية في إعمار ما دُمر في غزة، وكيف يتم تطوير مفاعيل وأفكار سياسية سواء بالعودة إلى الحضن العربي والتنسيق معه في معركة الحوار مع أمريكا وإسرائيل، أو التعامل مع القوى الأخرى الراغبة في الاعتراف بحكومة فلسطينية، ثم الترتيبات الداخلية لرفع مستوى معيشة المواطن وتحسين وضعه، وترك حالات التحالف مع طرف إقليمي ودولي، والتفرغ للأهداف العليا التي هي مركز الضغط، ومنفذ الحل للقضية كلها.. وإذا ما تم التصالح والاتفاق على أطر بين حماس والحكومة الفلسطينية، فإن الشروع بإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية، وانتخاب مجلس وطني بعد عام يُظهر أن القبول بالنتائج أمر ضروري سواء فازت حماس أو تكتل من القوى الفلسطينية حتى لا تظهر تجزئة جديدة تفصل طرفيْ القضية بمن يسمى متصالحاً مع إسرائيل، ومتضاداً معها، لأن العمل الدبلوماسي، بسبب تفاوت القوة العسكرية، هو المجال الوحيد للمعارك القادمة طالما تظهر هناك نوايا غربية أوروبية بإنهاء صراع السنين، وبما يشبه الرغبة الأمريكية في صياغة حل مقبول، واعتراف بحكومة فلسطينية.. الفرص قائمة إذ إن إسرائيل تنظر للمشهد العربي بتحولاته السريعة على أنه عنصر ضغط عليها ؛لأنها لا تعرف كيف ستصاغ سياسات جديدة ويأتي على رأسها السلام مع بعض الدول العربية والذي قد يُحدث تغييراً لا يناسب تطلعاتها وما خططت له.. *نقلا عن "الرياض" السعودية

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل