المحتوى الرئيسى

صاحب "نأسف للتشفير": الظلم فجر الإبداع

05/06 18:35

الطالب الكاتب أحمد دبور لـ"إخوان أون لاين": - نفتقر دعم وزارة الثقافة لتسويق أعمالنا وإبراز طاقتنا - الاشتراك في تنظيم سياسي يُسهم في إثراء الفكر - كتابي خرج للنور بعد "سقوط" مبارك - على الشباب أن يستعدوا لـ"شبابك فيِمَ أفنيته؟!".   حوار: سماح إبراهيم ومحمد يحيى: "مَن لا يصنع بصمةً لحاضره فلا يسأل عن مستقبله؟!"، هكذا تعلمنا من مدرسة شباب ثورة 25 يناير لنتلقن على أيديهم معاني الحماسة وحب الوطن والحرية، فتغيير الواقع المصري وتطويره لن يأتي إلا بنماذج شبابية تضيء دروب الظلام الدامس الذي تفنن النظام البائد وأعوانه في تغليفه باليأس والفقر والفشل.   ومن بين تلك النماذج الشبابية لمع أحمد دبور، وهو شاب مصري لم يتجاوز الثانية والعشرين، صاحب كتاب "نأسف للتشفير" الصادر بتاريخ 4 مارس 2011م والذي ناقش الواقع المصري ومشكلاته بكل جراءة، ليستطيع من خلال تجربته الأولى إجبار مَن حوله على الإنصات لصوت قلمه، وتبنت مؤسسة "كيان" طبع الكتاب ونشره ليحتل الصدارة والمركز الأول في مكتبات (الشروق).      الطالب أحمد دبور(إخوان أون لاين) حرص على إلقاء الضوء على التجربة ونقلها، والتقى الطالب والكاتب أحمد سيد حسنين الشهير بأحمد دبور، تعرفنا أكثر على دبور، فالثقة بالنفس والتواضع سمتان يغلبان على شخصه، وعلى الرغم من التحاقه بكلية علمية "طب بيطري" لكنها لم تقتل الحس الأدبي والإبداعي داخله، فالموهبة دائمًا تفرض نفسها، فإلى نص الحوار..   نقل الواقع * "نأسف للتشفير" يُعد التجربة الأولى لك، حدثنا عن المناخ التي ولدت فيه فكرتك؟ ** أهوى التصفح الإلكتروني، وبخاصة موقع التواصل الاجتماعي "الفيس بوك"، وأثناء إحدى جولاتي عثرت على جروب لمحبي برنامج (العاشرة مساءً)، فقمتُ بالانضمام إلى الجروب، وتعرفتُ على أحد الموجودين على الصفحة، فأعجبته كتاباتي العامية وطلب مني الإشراف على باب عامي ساخر بمجلة "بحلقة"، وهو باب لغته بسيطة ويحمل فكرة محددة ومستمرة.   وبعد أن لاقت الفكرة قبولاً وشعبيةً لدى قُراء ومنضمي "الفيس بوك" أردتُ نشرها لفئات أكثر، وفكرتُ في التوجه إلى دار نشر لطبع الحلقات التي كتبتُها وتجمعيها في مؤلف واحد "نأسف للتشفير".   * وهل أسهم تناول الكتاب لأفكار سياسية واختيارك لتوقيت النشر في الترويج لكتابك؟ ** أتفق معك أن اختيار فكرة تمس عموم الشباب ساعد في التسويق للكتاب، خاصةً في ظل فساد المناخ الفكري والسياسي الذي كنَّا نعيشه قبل ثورة 25 يناير، فكان الكتاب ناقلاً للمأساة الشبابية وللواقع المصري والعربي، خاصةً في ظلِّ الأنظمة الحاكمة، ولكن توقيت نشره أظنه لو كان قبل الثورة لكان له أثره في دعم الثورة بشكلٍ كبير.   ميكسولوجي * حدثنا عن الموضوعات التي تناولها الكتاب، ولماذا أطلقت عليه "نأسف للتشفير"؟ ** المقالات لغتها بسيطة فهو مزيج "ميكسولوجي" يجمع بين ثلاث لغات العربية؛ فصحى وعامية، وإنجليزية "فرانكو أرابيك"، فالكتاب يحتوي على 28 مقالاً في مقابل 28 حرفًا للغة، ويتحدث عن موضوعات سياسية واجتماعية واقتصادية ويتناول الصراع العربي الصهيوني والعلمانية بشكل ساخر وغير معقد.   أما عن سبب التسمية فهو إسقاط للمعلومات المشفرة وغير المباشرة التي يتناولها الكتاب، فتناولي للكتاب يختلف فيه القارئ، فالقارئ للحدث دون التحقق من تفاصيله قد يراه سطحيًّا، أما مَن يُدرك ما وراء السطور فسينخرط مع عمقه.   افتقار الدعم * بالطبع شاب في مقتبل العمر ومثل سنّك واجهتك مشكلات وعوائق عدة خلال تجربتك الأدبية الأولى قبل نشر الكتاب، حدثنا عن تلك العوائق؟ ** المشكلة الأساسية كانت تتمثل في التمويل والتسويق، فأي دار نشر تُحمل الكاتب التسويق لفكرته وتمتنع عن دور الوساطة بين القارئ والكاتب لتجنب المخاطرة المادية، فقد كنت أنا المسئول الأول عن تسويق الكتاب، ولأن الظروف والإمكانات سمحت بذلك إلى حد ما فقد ساعدني أخي الأكبر في الإنفاق على الكتاب، وقمتُ بالاتفاق مع دار النشر، وتم إبرام عقد الاتفاق، ووجدت مَن يساعدني بشكلٍ كبيرٍ في التسويق للكتاب ونشره بالأسواق.   ولكن تبقى المشكلة قائمةً، وهي الافتقار لدعمٍ حقيقي من وزارة الثقافة ودور النشر لإبراز طاقات الشباب الإبداعية.   خارج الصندوق * وهل في رأيك الانضمام لتنظيم سياسي يسهم في إثراء الجانب الأدبي لأي كاتب؟ ** بالطبع، فالجميع متفق على أن الوضع السياسي بمصر كان المفجر الأول لحالات الإبداع، أما على المستوى الشخصي فأنا في الفترة الحالية أفضل الوقوف خارج الساحة التنظيمية للأحزاب والنظر إليهم من خارج صندوق الحراك السياسي، لكي يتسنى لي نقل ومتابعه رؤيتهم الإصلاحية وواقعها على المصريين، ولكن بعد استقرار الأجواء فغير مستبعد أن أنضم لجماعة أو حزب يعبِّر عني وعن آراء جيلي.   * وكيف تخطط لتطوير أدائك الأدبي فيما بعد؟ ** حاليًّا أقوم بالحصول على دورات في الصحافة والإعلام بإحدى الهيئات الصحفية، ودورة أخرى حول فنون الإذاعة، بالإضافة إلى متابعة الفعاليات بالداخل والملتقيات بالخارج، وخاصةً الملتقيات الإعلامية الهادفة مثل الملتقى الذي يعقد كل عام بإسطنبول.   وأحاول جاهدًا تكثيف القراءة في مختلف المجالات من كتب تاريخية وأدبية وروائية وغيرها، بجانب متابعة الأحداث لانتقاء الموضوعات وتحديد الرسالة من ورائها والطريقة المثلى لإظهارها وعرضها.   * وهل تراودك- وأنت شاب في مقتبل التجربة- فكرة خوض الكتابة السينمائية خاصة، واستغلال أدوات الكتابة الساخرة لديك للانتقال إلى أنواع فنية أخرى؟ ** لا أفكر في السينما حاليًّا، وإن كنت أرى أن السينما بحاجةٍ إلى رؤية إصلاحية تنتشلها من مبادئ تتنافى مع تقاليد وأعراف مجتمعنا؛ إلا أنني أفضل التدرج في الانتقال من مرحلةٍ إلى أخرى فتحديد الأهداف يُساعد على إنجاز المهام.   * وجه إلى مقالاتك الواردة في الكتاب بعض الانتقادات والاتهامات بأنها تروج لمصطلحات من شأنها تهميش اللغة العربية مثل: "بص يا معلم.. يطلع عيينك وعين اللي.." وغيرها، ما ردك على هذه الاتهامات؟ ** من قال ذلك لم يقرأ الكتاب حتى النهاية، فالفصل الأخير من الكتاب يجيب عن تلك الاتهامات، فأنا مقتنع بأن مخاطبة الآخر بلغته يُسهِّل مهمتي في توصيل الفكرة، فأنا أحترمُ اللغة العربية؛ لأنها لغة القرآن الكريم.   التيارات الفكرية     أحمد دبور في مكتبته* وما مشروعاتك الأدبية المقبلة؟ ** هناك مجموعة من الأفكار والمقترحات، مثل مناقشة برامج التيارات الفكرية من اشتراكية وليبرالية وغيرها، وتعاطي الشباب مع تلك الأحزاب، ولكن لم تكتمل الفكرة ولم أستقر على شكلٍ بعينه بعد، ولكن الأحداث المقبلة هي التي ستحرك الفكرة وهناك فكرة أخرى أضعها تحت اسم "منوعات" سأناقش من خلالها موضوعات شبابية وإبداعية من قصة وشعر ومنتجات أدبية أخرى.   * ومَن رمزك الأدبي، والكاتب أو الأديب الذي انتهجت نهجه وتتبعت خطاه؟ ** لا يوجد كاتب بعينه اتخذته رمزًا أدبيًّا، فأنا ممن ينجذب للأفكار وليس الأشخاص، ومن أحب الروايات إلى قلبي رواية "مزرعة الحيوان" لجورج أورويل، والمبادئ الفكرية المعاصرة لمحمد قطب، والإبداع الجاد لـ"إدواري دي بونو".   * وماذا عن طموحاتك على المدى البعيد؟ ** أولاً: الانتهاء من دراستي الجامعية بطب البيطري، والتفرغ بشكلٍ جيد لكتاباتي وبشكل أكثر عمقاً وانتظامًا، ثانيًا: دراسة العلوم الإسلامية والاستفادة منها في كتاباتي.   ثالثًا: أن أنال رضا أمي وأظل ابنًا بارًّا لها؛ ولذا أحببت أن أتوج حبي لها عن طريق إهداء كتابي الأول لها.   وشبابك فيمَ أفنيته؟! * وما الرسالة التي تود أن توجهها للشباب الموهوب، خاصة مَن لم تتاح لهم الفرصة لعرض منتجاتهم الأدبية؟ ** أقول لهم: نحن مررنا بمنعطف تاريخي مهم لا بدَّ من تطويعه لإحداث تغيير جذري، فعلى الشباب الموهوب التحرر من كل الأفكار السلبية، وعدم السماح لِمَن حولك أن يطوع فكرك لصالحه، فلتبدع وتدع الآخر يلتزم بمعاييرك أنت، فلتتحرك بفهم وتستوعب الآخر وتؤثر وتتأثر فاختلاف الرؤى والأفكار لا بدَّ من احترامه وسبل الإبداع أمامك مفتوحة.   الرسالة الأخرى: هذه بلدك وهذا زمانك، والقيود التي كانت أمامنا لم يعد لها وجود بعد الثورة، فالشباب هم وقود المجتمع، وليعلم كل منَّا أنه سوف يُحاسب على تقصيره في خدمة وطنه مرتين؛ الأولى أمام التاريخ والأخرى أمام الله، فليكن كل منًّا مستعدًا لسؤال: "وشبابك فيمَ أفنيته؟!".

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل