المحتوى الرئيسى

باراك أوباما.. رئيس يلاحقه الفشل!!

05/06 17:23

- د. البحراوي: تدهور الاقتصاد الأمريكي يهدد فرص نجاحه - د. الأشعل: توقيع المصالحة الفلسطينية وضعته في حرج - د. الشوربجي: قدم العديد من التنازلات لتمرير بعض المشاريع   تحقيق: مي جابر 3 سنوات هي عمر ولاية الرئيس الأمريكي بارك أوباما، والتي من المقرر انتهاؤها في نوفمبر 2012م، بدأت بطموح الشعب الأمريكي في تصحيح أخطاء سلفه جورج بوش الابن، فجاءت وعود أوباما في برنامجه الانتخابي لتؤكد ذلك؛ حيث وعد بإنهاء الحرب على العراق والبدء فورًا بالانسحاب منه، على أن يتم الإبقاء على قوة أمريكية في العراق للقيام بمهمات محددة مثل حماية الأمريكيين، كما انتقد المغتصبات الصهيونية في الأراضي الفلسطينية، وقال إنها لا تساعد في عملية السلام، ووعد أيضًا بإغلاق معتقل جوانتانامو.   وأيد أوباما في برنامجه بدء حوار مع إيران دون شروط مسبقة، وقال إن الولايات المتحدة ستقدم لها حوافز مثل انضمامها إلى منظمة التجارة العالمية واستثمارات اقتصادية، والتحرك نحو إقامة علاقات دبلوماسية طبيعية بين البلدين في حال تخلت عن برنامجها النووي.   أما على الصعيد الاقتصادي وعد الرئيس الأمريكي بخفض الضرائب لـ95% عن العائلات الأمريكية، وزيادة الضرائب على العائلات التي يزيد دخلها على 250 ألف دولار سنويًّا، كما اقترح خفضًا ضريبيًّا سنويًّا يبلغ 500 دولار للموظف، وألف دولار للأسرة، كما سيلغي الضرائب المفروضة على المتقاعدين الذين لا يتجاوز دخلهم خمسة آلاف دولار.   ودعا في برنامجه الانتخابي إلى إنشاء صندوق بقيمة 50 مليار دولار لتحفيز الاقتصاد والحيلولة دون فقدان أكثر من مليون أمريكي وظائفهم، كما دعا إلى تبني خطة ثانية لإنعاش الاقتصاد قيمتها 60 مليار دولار.   وفيما يتعلق بالتجارة العالمية اقترح أوباما إعادة التفاوض حول اتفاقية التجارة الحرة مع كندا والمكسيك، ويريد التأكد من أن اتفاقيات "التجارة الحرة" يجب أن تشمل حماية للعاملين والبيئة.   شعبية متأرجحة وعلى الرغم من طموحات الأمريكيين الكبيرة المتعلق بـ(باراك أوباما)، فإن شعبيته شهدت خلال الثلاث سنوات السابقة تأرجحًا شديدًا بين انخفاض شديد وارتفاع طفيف، بينما سجلت أدنى مستوياتها في الربع الأول من العام 2011م، بعد التشاؤم المتنامي الذي سيطر على الأمريكيين من تدهور الوضع الاقتصادي في البلاد، وأظهرت نتائج الاستطلاع الذي أجرته صحيفة (واشنطن بوست)، ومحطة (إيه بي سي) أن 57% من الأمريكيين غير راضين عن الطريقة التي يتبعها أوباما في معالجة الشأن الاقتصادي.   ويأتي هذا الانخفاض في شعبية الرئيس الأمريكي على وقع ارتفاع أسعار النفط، والمواجهة في الكونجرس حول أولويات الميزانية بين الديمقراطيين والجمهوريين، وهي معركة كادت تؤدي إلى شلل الحكومة.   وفي نتيجة أكثر سوءًا بالنسبة لأوباما، أبدى 57% من الأشخاص المستطلعين عدم تأييدهم للطريقة التي يدير بها الرئيس الأمريكي الملف الاقتصادي مقابل 38% من المؤيدين، بحسب نتائج الاستطلاع نفسه ل(نيويورك تايمز) و(سي بي اس).   وفي نتيجة أخرى من شأنها إزاحة الرئيس الأمريكي الذي يعارض الجمهوريين، خصوصًا بشأن مسألة فرض الضرائب على ذوي الدخول المرتفعة، أيد 72% من الأمريكيين فكرة زيادة الضغط الضريبي على الأسر التي يتخطى دخلها السنوي 250 ألف دولار كما ينادي أوباما، مقابل 24% رفضوا الفكرة وفق المصدر نفسه.   سخط العرب ولم تتراجع شعبية أوباما داخل أمريكا فقط؛ حيث كان التراجع الأبرز لشعبيته في المنطقة العربية، بعد أن عاشت الشعوب حالة من التفاؤل الحذر بعد فوز رئيس ذي أصول إسلامية وإفريقية، بالإضافة إلى دعوته إلى الحوار مع العالم الإسلامي، إلا أن الرئيس الأمريكي فشل في استثمار هذا التفاؤل، وأصبح الانطباع السائد في الشارع العربي هو عدم الثقة في الرئيس الأمريكي، فضلاً عن الإحباط من انتظار سياسة جديدة تختلف عن سياسة سالفه بوش.   واجهت الولايات المتحدة العديد من الاتهامات بالفشل بعدما تعثَّر مشروعها للسلام بين الكيان الصهيوني وفلسطين؛ حيث لم ينجح أوباما في إقناع رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو بتجميد المستوطنات في الأراضي الفلسطينية، ما تسبب في إعلان وفاة مفاوضات السلام بشكلٍ كامل.   وما أثار سخط الشعوب العربية أكثر، دعم الرئيس الأمريكي الأنظمة الاستبدادية بالمنطقة، حيث كانت تعتبر نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك أكبر حليف لها بالمنطقة، بالإضافة إلى تباطؤها في دعم الثورة اليمنية ودعمها الخفي النظام السوري القمعي، حتى تدخلها في إنهاء الجرائم التي ارتكبها القذافي ضد الشعب الليبي يرى البعض أنها ترتبط بمصالح شخصية بالولايات المتحدة فقط.   ويُضاف إلى ذلك تدهور الأوضاع بالعراق، فلم يستطع باراك أوباما تحقيق أي تقدم سياسي أو عسكري في العراق، فما زالت الفتنة الطائفية تعصف بوحدة الشعب العراقي، وتتسبب في مقتل المئات يوميًّا، هذا إلى جانب عدم وضع جدول زمني لسحب القوات الأمريكية من العراق.   ويعتقد البعض أن عملية اغتيال زعيم طالبان أسامة بن لادن سترفع مؤشرات شعبية أوباما لأعلى مستوياتها؛ لتغطي على الفشل الذي لاحقه طوال السنوات الماضية على الصعيدين الداخلي والخارجي، إلا أن هناك مَن يعتبر هذه العملية ما هي سوى حلقة جديدة من مسلسل فشل الرئيس الأمريكي؛ وذلك لما يحيط بها من غموض سواء في تنفيذ العملية دون محاكمة لـ (بن لادن) أو طريقة التعامل مع جثته بإلقائها في البحر.   (إخوان أون لاين) ترك لعدد من الخبراء تقييم أداء الرئيس الأمريكي، وهل استطاع أن يحقق شيئًا مما وعد به، في سطور التحقيق التالي:   تجربة بوش الأب في البداية يؤكد الدكتور إبراهيم البحراوي المحلل السياسي وأستاذ دراسات الشرق الأوسط بجامعة عين شمس، أن تدهور الاقتصاد الأمريكي يمثل العامل الأساسي في حكم الشعب الأمريكي على رئيسهم، موضحًا أن استمرار الشكاوى بشأن الأزمة الاقتصادية التي تمر بها الولايات المتحدة ستؤثر كثيرًا على شعبيته.   ويرى أن الوضع بعد مقتل بن لادن يشبه كثيرًا حالة جورج بوش الأب بعد انتصاره في حرب الكويت؛ حيث كان يظن البعض أن هذا الانتصار سيعمل على رفع أسهم الرئيس الأمريكي السابق لدى شعبه، ولكن تركيز الشاب بل كلينتون على الاقتصاد كان بمثابة صفعة قوية على وجه بوش الأب، مضيفًا أن لـ(كلينتون) مقولة شهيرة وجهها لسلفه بوش أثناء انتخابات الرئاسة الأمريكية وهي: "إنه الاقتصاد يا غبي"؛ ليعبِّر عن اهتمام الأمريكان بالاقتصاد عن انتصاراتهم في حروب خارجية.   ويشير إلى أن باراك أوباما يكرر نفس أخطاء بوش الأب في تحقيق انتصارات وهمية خارجية وإهمال تطلعات شعبه داخليًّا إلى إنهاء الفساد المالي الذي عانت منه الولايات المتحدة في نهاية عام 2008م، موضحًا أن ارتفاع نسبة البطالة والفقر تقتل فرحة الأمريكان بأي نجاح في الحرب على الإرهاب.   ويتابع قائلاً: "حاول أوباما رفع شعبيته من خلال قانون التأمين الصحي، ولكن اقتصار هذا القانون على طبقات بعينها جعل تأثير هذا الأمر ضعيفًا جدًّا".   ويقول إن الرئيس الأمريكي فشل في تحسين صورة بلاده لدى العالم الإسلامي، على الرغم من تركيزه الشديد على هذه القضية في بداية ولايته، والتي ظهرت من خلال زيارته لتركيا وخطابه بجامعة القاهرة، مبينًا أن تساهله مع تصرفات نتنياهو وإخفاقه في تحقيق تقدم في ملف السلام أسهمت في تدهور علاقة أمريكا بالشعوب الإسلامية أكثر مما كانت عليه سابقًا.   نجاح مؤقت    د. عبد الله الأشعلمن جانبه يرى الدكتور عبد الله الأشعل أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاهرة ومساعد وزير الخارجية الأسبق، أن هناك أمرين ينظر لهما الشعب الأمريكي في تقييمه للرئيس وهما: الأمن القومي والاقتصاد، موضحًا أن الأثر الوحيد الذي تركه مقتل بن لادن هو ارتفاع شعبية باراك أوباما، ولذلك ظهرت ملامح السعادة الشديدة ونشوة الانتصار أثناء إعلانه النبأ.   ويضيف أن أوباما يعتبر نجاح عملية الاغتيال بمثابة الرد العملي على الاتهامات الموجهة إليه بعدم قدرته على مواجهة الإرهاب، متوقِّعًا انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان قريبًا لتنفيذ برنامج أوباما الانتخابي.   أما الملف الفلسطيني، فيعتبر د. الأشعل أن نجاح الجهود المصرية في إقناع حركتي فتح وحماس لتوقيع اتفاقية المصالحة الفلسطينية صفعة قوية على وجه أوباما، والذي ظهر سقوطه في التعامل مع القضية الفلسطينية، وخاصة في ظلِّ سياسته المتراخية مع الكيان الصهيوني بشأن اتفاقية السلام التي لم تشهد أي تقدم منذ تولي أوباما الحكم.   ويشير إلى أن الرئيس الأمريكي من جانب آخر أخفق في ملف التعامل مع إيران، فلم يتم حسم الملف النووي حتى الآن، وما زالت العلاقات بين البلدين متوترة، موضحًا أن هناك أصواتًا ترتفع في الولايات المتحدة تنتقد تراخي أوباما في التعامل مع هذا الملف بالتحديد.   تنازلات الرئيس من جانبها ترى الدكتورة منار الشوربجي أستاذة العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن الرئيس أوباما قدم الكثير من التنازلات لتمرير بعض مشاريعه التي وعد بها من خلال برنامجه الانتخابي، مثل قانون الرعاية الصحية، الذي تم إقراره بعد أن تراجع عن موقفه المهاجم للاستيطان الصهيوني، موضحةً أن الأصوات الداعمة للكيان الصهيوني أثرت بشكل مباشر على إحياء عملية السلام، حتى ظهر أوباما في صورة المتراخي مع نتنياهو.   وتضيف أن الرئيس الأمريكي كان يتحدث عن دعمه المطلق للكيان خلال جولته الانتخابية، ولكن تغيرت لهجته في السنة الأولى من حكمه؛ حيث أكد أهمية وقف الاستيطان من أجل إنجاح عملية السلام المتجمدة، مشيرةً إلى أن اللوبي الصهيوني بالولايات المتحدة يؤثر بشكلٍ كبيرٍ على اتجاه أي رئيس من خلال الضغط عليه.   وتوضح أن هناك الكثير من الملفات التي أخفق أوباما في تنفيذها مثل ملف الهجرة والملف الإيراني ودعم الديمقراطية بالمنطقة العربية، معتبرةً أن دعم الولايات المتحدة للأنظمة المستبدة أمر طبيعي؛ حيث تفضل أن تتمسك بحليفها حتى تغرق به السفينة فتتركه يغرق لتظهر هي بصورة البطل!.   وتشير إلى أن شعبية أوباما ارتفعت ارتفاعًا طفيفًا بعد مقتل أسامة بن لادن؛ حيث زادت بنسبة 9% بعد أن سجلت أدنى مستوى لها في أوائل الشهر الماضي.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل