المحتوى الرئيسى

المصالحة بين الترحيب والتهديد بقلم : إسراء أبو عودة

05/06 15:48

المصالحة بين الترحيب والتهديد بقلم : إسراء أبو عودة ربما اتفقا كلا من فتح وحماس علي الخروج من الوضع الراهن , وقررا أيضا إخراج الشعب الفلسطيني من نفق الانقسام المظلم الذي رافقه طيلة 4 سنوات , ولكن هل تسمح إسرائيل لعباس لذهاب إلي القاهرة لتوقيع المصالحة , وهل تستطيع إسرائيل أن تضغط علي الولايات المتحدة لوقف المساعدات المقدمة للسلطة , ولكن هل الشعب الفلسطيني يلعب بالنار لتوقيعه علي المصالحة ؟ فتح وحماس , أم حماس وفتح , ليس هنا الاختلاف من يتصدر الواجهة , ولكن كلاهما يعدان اكبر فصيلين علي الساحة الفلسطينية , اختلفا , تقاتلا , تقاسما , علي ماذا ؟ علي القدس ! أم علي اللاجئين وعودتهم ! أم علي إنهاء الاحتلال ! بل علي البقاء علي الكراسي , وأصبحت الديمقراطية التي يتغنى بها الفصيلين تعنى ديموكراسي . بعد مرور تلك السنوات المهينة من الانقسام , تعدد المبادرات والاتفاقيات , والاجتماعات وحتى الندوات التي تهدف لإنهاء حالة الانقسام , ولكن في كل مرحلة يختلفون ولا يتفقون , يختلفون علي الأمن , والسلطة , والسياسة , ومن يحكم البلد , ومن يستطيع أن يسيطر أكثر , ومن يجلس علي الكرسي لفترة أطول , هذا هو الاختلاف , اختلفا من أجل هذا فقط , يا ليت كان الاختلاف علي شيء أعظم , علي حماية الاقصي , ومن يتصدر لحماية المقدسات التي تهود , وعلى حماية المسجد الاقصي الذي يهدم ,يا ليت كان الخلاف على إقامة دولة فلسطين . لكن كان الخلاف علي فسافس الأمور التي تستطيع أن تحل بالعقل الرزين والحلم الكبير . أما اليوم ربما تلك المبادرة كغير سابقاتها من المبادرات التي انتهت بالفشل وعدم الاتفاق , ربما تكون ايجابية وتهدف إلي الجانب الايجابي للمصالحة ولا تقدم السلبي . أصبحت تحقيق المصالحة الفلسطينية أمر لا يحتمل التأخير , لأن اليوم هو يوم الثورات والشباب , وأن الشباب قادرين علي تغيير أنظمة وسياسات بأكملها وليس فقط تغيير أشخاص . ربما أعقل كلا من فتح وحماس ضرورة إيقاف هذا السيل من الألفاظ والكلمات المجرحة والشتائم والكم الهائل من التجريح التي كانت تعرض علي الفضائيتين الحزبيتين التي استمرت أربع سنوات . أعقلا أيضا أن هذا النفق المظلم من الانقسام لم يستمر في ظل الثورات فاتفقا أن يخرجا منه . اتفقا بالأحرف الأولي علي الورق لتحقيق المصالحة الفلسطينية التي أذهلت وفاجأت الإسرائيليين من جهة , وأدخلت البهجة والسرور في نفوس الفلسطينيين من جهة أخري . "بالروح بالدم نفديكى يا فلسطين , فلسطين حرة أبية , جاييين يا أقصى موحدين , غزة حرة " هذه الشعارات التي علت هتافاتها في شوارع قطاع غزة عقب توقيع الاتفاق بالقاهرة , فلم تختلف الصورة في الضفة الغربية التي نادت بنفس الهتافات . أما الرؤية الإسرائيلية اختلفت عن الرؤية الفلسطينية , فالقادة في الحكومة الإسرائيلية أعربون عن قلقهم من شأن توقيع المصالحة وإعادة اللحمة بين أبناء الشعب الفلسطيني , والتوحيد بين شطري الوطن , أما نيتانياهو الذي خير السلطة بين السلام مع إسرائيل أم مع حماس , ولكن فوجئ بالرد من قبل عباس أن علي إسرائيل أن تختار بين الاستيطان والسلام . لكن في حقيقة الأمر أن إسرائيل تهاجم المصالحة الإسرائيلية للهروب من السلام , وأن إسرائيل غير جادة في إتمام السلام بالمنطقة . ردا على رد عباس أعلنت إسرائيل منعه من السفر للقاهرة والتوقيع علي المصالحة , لكن إسرائيل تعلم جيدا أن منعها لعباس من توقيع المصالحة لم يحقق لها أهدافها , وأن المصالحة ستنفذ بالأحرف الحقيقية الأسبوع المقبل , وإنهاء حالة الانقسام , وإعادة اعمار قطاع غزة المدمر , وتحسين الوضع السياسي , وإعادة اللحمة بين شطري الوطن . ننتظر ما سيحمله لنا هذا الأسبوع .

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل