المحتوى الرئيسى

لنا لقاء / المصالحة والقلق .. بقلم د.مازن صافي

05/06 15:39

لنا لقاء / المصالحة والقلق .. بقلم د.مازن صافي لست من الحماقة بحيث أعتقد أن الابتسام والتصفيق والتهاني يمكنها أن تشفي الوطن من أوجاع الانقسام الراحل غير مأسوف عليه .. لكنني أعتقد أن انشراح النفس يساعد الجسم الوطني على مقاومة كل عوامل التثبيط والخوف والتشتت والمجهول والتحديات .. اليوم شفي الجسد الوطني من سرطان الانقسام .. ولا ننكر ما للكلمات المشجعة الحافزة من دور رائع في رفع الكفاءة العملية والاستعداد للبذل للبناء والاعمار والمصالحة .. انه وطننا الذي انتظرناه طويلا ليشفى .. اليوم علينا أن نواجه القلق " المشروع " .. بأن نكف عن القلق .. وليفعل كل منا شيئا ويحمل راية الدور المطلوب منه .. القادم أجمل إن شاء الله ولكنه مختلف من حيث نوعية النضال السياسي والمجتمعي .. علينا أن نتذكر دوما كم هو الثمن الفادح الذي دفعناه جرَّاء الانقسام الذي سيطر علينا بل كان احتلالا إضافيا لحياتنا .. إن الإنسان الوطني مهما كان مخلصا وواسع الاطلاع فإنه حين يفشل في مجابهة القلق فإن همته وحماسته تضعف وتتلاشى .. لهذا يعتقد أن الإفراط في التشكيك والتثبيط تجاه المصالحة ربما يعرضها لخطر كبير .. فما نلاحظه اليوم من أقوال وتصريحات ونقاشات البعض يمكن تفسيرها بأنها أحاسيس داخلية ممزوجة بتراكمات سابقة وتجارب شخصية يجب ألا تعمم بل يجب أن تكون دافعا لإعادة الحقوق الى أصحابها ومعالجة كل فعل مرفوض تم بما يناسب واقع المصالحة اليوم .. ولذا علينا أن نذهب الى المربع الآمن .. كما هو التغيير الآمن الذي تم بالأمس وطوى مرحلة سوداء في تاريخنا الفلسطيني حيث الانقسام المؤلم .. الجميع اليوم أمام مسؤولية العمل الوطني .. الجميع اليوم يجب أن يتحلوا بالمرونة والخطاب المتسامح الوحدوي والنقاش الجدي غير الجدلي البيزنطي .. ان نصف القلق الذي يمكن أن ينتابك أو يسيطر عليك من المصالحة وما بعدها منشؤه محاولة الوصول الى تنفيذ البنود التطبيقية لها .. وهذا استحقاق يعالج كل ما تم في فترة الانقسام .. المطلوب قرارات حاسمة ومعلومات كافية يحصل عليها المواطن .. وأقولها للقادة .. إن القاعدة الجماهيرية الشعبية بحاجة الى خطوات و معلومات تنفيذية وتطبيقية وتطمينية بحيث لا يبحث عن مصادر مشوهة أو استنتاجات مغلوطة تزيد من حالة " القلق المشروع " .. ونحن على ابواب اعادة الاعمار والدولة والجاهزية لأي حماقة اسرائيلية يمكن أن تقوم بها اسرائيل على الصعيد العسكري أو السياسي أو الاقتصادي .. كما يجب ألا تترك أمور الشارع الفلسطيني الى الأفعال العفوية أو الغير منظمة كي لا توظف في غير ما هو مطلوب وكي لا تحدث أمور مرفوضة .. على جميع الفصائل أن تتحمل مسؤولياتها في الشارع الفلسطيني بحيث يتم تنظيم كافة الفعاليات وحركة الفرح وتوجيهها الاتجاه الذي يعكس صورة الفلسطيني المتحضر ولكي نفوت الفرصة على اصحاب الأجندات المشبوهة وخفافيش الظلام الذين لا يسعدهم أن تسود الوحدة الوطنية وأن تعم المصالحة أرجاء الوطن .. فأصحاب الأجندات المشوهة هم والاحتلال سواء أعداء للقضية والمشروع الفلسطيني .. ان القلق الذي ينتاب البعض ربما يكون مشروعا في حال أن هناك غموض في التصريحات أو تخوفات مما هو خلف التصريحات .. ولكن التصريحات جاءت واضحة تماما فها هو الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس، خالد مشعل يصرحان إنهما عازمان على طي "صفحة الانقسام السوداء وان تتم المصالحة مهما غلا الثمن .. ان العمل نحو تطبيق بنود المصالحة هو الضمان الوحيد نحو ارساء الأمن والطمانينة في قلوب وسلوك وقناعات المواطن الفلسطيني .. " العمل " هي كلمة السر التي يجب أن تبقى معرَّفة لكل أبناء الشعب الفلسطيني .. وهنا أتذكر قصة قرأتها عن جندي مجري شارك في الحرب العالمية الأولى وقد أصيب واسمه " بول كيري " برصاصة اخترقت مقدم مخه . وشفي الجندي من إصابته ، ولكنه لفرط العجب لم يعد ينام .. وجرب الأطباء معه كل ما عرف من عقاقير منومة ، بل جربوا المخدرات ، والتنويم المغناطيسي ، فلم يجدهم هذا كله فتيلا ، وقال الأطباء أنه لن يعمر طويلاً ، ولكنه عَمَّرَ .. وعاش بقية عمره .. فقد التحق بعمل وواصل حياة صحيحة معافاة مدى سنوات طوال .. ان ما يصيب البعض بعد اتمام المصالحة ربما هو جرّاء تراكمات تجربة عاشوها خلال سنوات الانقسام او خلال الأحداث التي سبقت الانقسام .. وهنا انصح لجان المصالحة ولجنة الموظفين أن تسارع في وضع النقاط على الحروف بخصوص الموظفين لكي يعودوا إلى أعمالهم ، عودة كريمة غير منقوصة ، فهذه العودة سوف تنعكس على اسرة الموظف التي تشكل في مجموعها مفاصل المجتمع مما يعمل على النجاح في جزء هام من مسيرة المصالحة المجتمعية .. وكذلك أنصح بأن يتم الأخذ بمطالب الشباب المشروعة وقراءة الحراك الشبابي بصورة ايجابية لأن الشباب هم عِماد مجتمع وقوته . ولنا لقاء ،، [email protected]

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل