المحتوى الرئيسى

حوارية الثورة العربية بقلم:أ.عبدالعزيز أمين عرار

05/06 15:31

أسئلة حوارية في الثورة العربية الحلقة الأولى أ.عبدالعزيز أمين عرار تأتي هذه الأسئلة والأجوبة بناء على ما يجول في ذهن المواطن من تساؤلات وموقفه من بعض القنوات الفضائية ورأيه في الثورات العربية.وقد جاءت على لسان سابر وجابر سؤال سابر: هل استيقظ العرب على الثورات أم هي من فعل الولايات المتحدة؟ جواب جابر : العرب يعانون من حكوماتهم التي أورثتهم الذل وأفقدتهم معنى الحرية والكرامة وهذا لوحده كفيل بعمل ثورة ،كما أن مجموعة أسباب تجمعت لتدفع الجماهير نحو الثورة واليك يا سابر بعضها وهي كثيرة: أولا: إفلاس الأنظمة القطرية ونهجها على صعيد التنمية وتحقيق التقدم الاجتماعي والعدالة الاجتماعية وتحرير فلسطين وتحقيق الوحدة العربية إلى جانب خنق الحريات العامة وكبت أنفاس الجماهير في عالم يتغير سريعا. ثانيا: جاء احتلال العراق ووقفة الرئيس صدام حسين أمام المشنقة ومقاومة الشعب الفلسطيني في غزة وبطولات المقاومة العراقية ومقاومة الشعب اللبناني ومقاومة طالبان و غيرها؛ لتزيل حاجز الخوف أولا وتستفز كرامة الإنسان العربي التي ديست يوم أن نحر الرئيس صدام حسين في عيد الأضحى المبارك. ثالثا: العرب أمة عظيمة تعشق الحرية والكرامة وإذا صبرت على حاكم أياما فلا بد أن تقلب على ظهره الطاولة عندما تكتشف بوعيها خيانته وتضليله وهكذا اكتشفت الجماهير بفعل يقظة وعيها وتراكمه عبر السنين والأيام وانتشار التعليم والثقافة وشيوع التقنيات الحديثة في الاتصال والتواصل وتكنولوجيا العصر أنها خسرت كل شيئ فشبابها بلا عمل ويعاني البطالة و حكامها يحتكرون السلطة والفئة المستفيدة فئة قليلة و تنهب ثروات الشعوب وأن اتفاقا ضمنيا بين الحاكم والثلة المحيطة به ووحوش الكومبرادور التجاري والطبقة الرأسمالية الطفيلية. رابعا: أصبحت بعض الأنظمة وبعض المعارضة ممن حصلوا على الاقامة في أوروبا تحت مبررات الهرب من قمع دولهم عبئا على الدول الأوروبية فجاءت الفرصة مناسبة كي يلتحقوا بالثورات ويتقدموا صفوفها وهؤلاء تربوا في الغرب وخير نموذج بعض ثوار ليبيا وجلبي العراق ومن جاءوا مع الدبابة الأميركية لاحتلال العراق. سؤال سابر: ولكن الولايات المتحدة منذ أن احتلت العراق وأسقطت نظامه الوطني التقدمي وهي تلوح بتغيير الأنظمة وإقامة " شرق أوسط جديد " ،فهل اختفى هذا البرنامج أم تراه جاء وقته. جواب جابر: يا أخي سابر إننا لا ننكر رغبة الولايات المتحدة في التغيير وهي تعد لأقامة أنظمة الموزاييك السياسي المكون من دول طائفية وإقليمية وتقسيم المقسم وتجزئة المجزأ كما طرح بريجنسكي وجعلوا من العراق بداية مخططهم من خلال الزمرة العميلة والخبيثة التي حكمته ومعها بول بريمر ومثل ذلك يستهدفون سوريا ومصر وليبيا والسودان والمملكة العربية السعودية واليمن وجميع البلاد العربية ولكن ليس بالضرورة أن نسقط عن جماهير أمتنا العربية وعيها وتفانيها وثوريتها وأن نعتقد أنها تابعة وتتلقى أوامر من الولايات المتحدة وإسرائيل ولكننا لا ننكر أن الولايات المتحدة والكيان الصهيوني ودول الغرب تحاول الدخول من أي نافذة تسمح لها بذلك لأنها مسكونة بروح صليبية وأطماع استعمارية ويظهر أنها دخلت من نافذة ليبيا مثلما دخلت ذات يوم من نافذة العراق وتراها أيضا دخلت من نافذة السودان وهي تلوح للرئيس السوداني الذي خنع لمطالبها أخيرا. سؤال سابر: أستغرب أن الثورات العربية بدأت في الأنظمة الجمهورية ولم تبدأ في أنظمة الخليج العربي ومشيخاته ، ما جوابك يا صديقي. جواب جابر: يا أخي الكل أقرع ورأسه مكشوف وبنية الأنظمة العربية رخوة وهشة وهذا خاضع لاختلاف وتنوع البنى الاقتصادية والسياسية والفكرية بين الأقطار العربية و فوارق الوعي من بلد لآخر كما أننا لا ننكر الدور الذي تلعبه وسائل الإعلام الخليجية كالجزيرة والعربية وغيرها والتي تلعب دورا إعلاميا لا يستهان به في تحريك المشاعر وصب النار على الزيت وهي أكثرها عدة وموظفين قادرين على متابعة الحدث وهي تغطي الحدث في مصر وتتجاهله في قطر على سبيل المثال لا الحصر،وهذا يفسر الثورة المنتشرة خارج ألأنظمة المشيخية الخليجية أو قمعها بصمت. سؤال سابر: هل أفهم من كلامك أن الجزيرة منحازة أو مشكوك في سلوكها؟ جواب جابر: لا ننكر دورها الإعلامي وقوة المتابعة وملاحقة الحدث ولكنها محكومة بسياسات وبمنهج لا ثوري وعلى الأغلب يتخندق خلفها أجندة دولة قطر وشيخها ومعها رضى إسرائيلي ومن خلفه الولايات المتحدة. سؤال سابر: يا جابر كل شيئ تنسبوه للاستعمار والمؤامرات الخارجية . لقد نشرت الجزيرة الوعي ونبهت لقضايا مطموسة وجعلت الأحداث في متناول المواطن واحترفت مهنة الإعلام من الباب الواسع سواء أكان خبرا أو تحليلا ناهيك عن فضحها لعديد القضايا المستورة . جواب جابر : أنا لا أنكر دور الجزيرة ومتابعتها الإعلامية للحدث ولكن إليك مجموعة ملاحظات تعري سلوكها: أولا: استخدمت ألفاظا سيئة عند احتلال العراق ومكثت شهورا وهي ترقص على جوقة التعري المكشوف فهي تستخدم عبارات مثل: "فلول البعث" و"النظام البائد" و"الديكتاتور" وراح أحمد منصور يستضيف شخصيات عديدة وكان جل هذه اللقاءات التركيز على هدم سيرة رموز وأعلام الأمة العربية ومنهم: صدام حسين وجمال عبدالناصر وهذا يلاحظ في ذات المصطلحات أو ما يشبهها في ليبيا مثل : "كتائب القذافي" ومما يجدر ذكره أنها تجاهلت نضال البعث في العراق حتى أنها أجرت لقاءات مع قادة من حزب البعث بعد مرور 7شهور، كما أنها تبدي اهتماما منقطع النظير في ابراز الخلافات بين أبناء الوطن كالطائفية وغيرها. ثانيا: دخلت من زاوية التطبيع مع الكيان الصهيوني وأسوأ ما فيها اللقاءات التي تجريها مع الشخصيات الصهيونية في أحداث غزة ومع رئيس الأركان الصهيوني و.. ثالثا : درجة ملاحقة الأحداث إعلاميا ليست واحدة وفيها تمييز بين الدول الخليجية والملكية من جهة والأنظمة الجمهورية. رابعا: لعبت دورا تفكيكيا شجع الأنقسام خاصة في فلسطين . خامسا: ان من يشرف ويمول هذه القناة أظهر تواطئه في لقاءات أجراها مع شمعون بيرس وتسفي ليفنه وهو يمارس التطبيع من أوسع أبوابه سادسا: يمكنك مراجعة مقالات المفكر العربي صلاح المختار حول التعري المكشوف لقناة الجزيرة وهذا يقودنا للقول أن ليس كل ما يلمع ذهبا. سؤال سابر: ما رأيك بالأحداث التي جرت في مصر وسوريا وليبيا وو... جواب جابر: ان ما جرى في هذه الأقطار العربية هي ثورات وانتفاضات شعبية ضد مجموعة حكام فاسدين ومرتشين أو يمارسون الديكتاتورية والأنا حتى أنهم اختصروا السلطات ليورثوها لأبنائهم ،وفي هذا يصدق قول الأستاذ عبدالباري عطوان حول "أثر التوريث في الثورات العربية "،كما أن شيئا من التقليد الطيب انتقل من بلد لآخر ولكن يا سابر ليست كل ثورة أو انتفاضة ذات أثر طيب ،فقد تأتي بنتائج غير طيبة . سؤال سابر : وضح أقوالك عن الثورات ونتائجها. جواب جابر: لقد تعود العرب على ثورات وانتفاضات وانقلابات منها ثورة 23 يوليو في مصر وثورة تموز 1968 البعثية في العراق وثورة البعث في سوريا في الثامن من آذار 1963 وثورة الفاتح 1969في ليبيا وانقلاب حسني الزعيم في سوريا عام 1949 وغيرها كثير ، ولكن المهم أن تكون الثورة التي تنتصر ذات صدق في القول والفعل وهذا ما تجلى في ثورة البعث في العراق وفي ثورة مصر حيث كانت جملة الاجراءات الثورية تعادي الاستعمار والتبعية للغرب بما قامت به من اجراءات تأميم النفط وتأميم القناة وتبني برنامج شامل للنهوض القومي واعتبار قضية فلسطين قضية عربية ولهذا استشهد صدام حسين ، ومات عبدالناصر مسموما أو مغموما ، بينما احتفظت ثورات عربية فقط بالاسم دون مضمون ثوري حقيقي ولهذا تراهم حتى اليوم يحاربون هذا النموذج . لن نستعجل في الحكم على هذه الثورات مع أننا متفائلون من سير الثورة في مصر والتي بدأت بخطوة مباركة كالمصالحة بين فتح وحماس وعقد مؤتمر لهذا الغرض يوم 4/5/2011 ولكن هذه الثورات بحاجة لتنفيذ برامج شاملة وأمامها مهمات عسيرة وبحاجة لتطبيق جدول شامل في مختلف الجوانب الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والفكرية سواء على المستوى القطري أو القومي العربي والأهم أن تربط جيدا بين احتياجات القطر واحتياجات الأمة و نقول كما قال المفكر العربي الشهيبد عبدالوهاب الكيالي أن فلسطين هي الرمز والطريق وأن أي بوصلة لا تهدف الوصول لتحرير فلسطين والقدس هي بوصلة و ثورة مشبوهة من صنع الاستعمار وعلى هذا نقيس الفعل يا بني. كذلك نذكر بقول الشهيد صدام حسين ذات يوم أن ثورتنا مستهدفة من قبل الأعداء وهم كثر والسبب أنها ثورة حقيقية وليست مجرد انقلاب كما هي عند أنظمة عديدة. سؤال سابر: أستغرب قيام ثورة على الشاب بشار الأسد مع أن سوريا تشكل دولة ممانعة وهي دولة وطنية ولم تعقد سلاما مع إسرائيل. جواب جابر:إن الثورة في سوريا محكومة بعدة عوامل أولاها:أن الجماهير والشباب في سوريا ملوا الخطاب السياسي والإعلامي للنظام السوري منذ عام 1973الذي لا يوجد فيه تجديد أو تغيير فالجولان محتل والاسكندرون كمثله والاقتصاد ضعيف وهش والشعب خاضع لطغمة سياسية وهذا النظام يعتريه القصور منذ أن منع الفدائيين الفلسطينين من دخول الجولان والقيام بعمليات فدائية وأهلك المقاومة الفسطينية في تل الزعتر عام 1976 ومارس ألعابه في الساحة اللبنانية لمدة 14 عام وترك الجولان على حاله بلا تحرير وتحالف مع أمريكا في عدوانها على العراق عام 1991 وانحاز لأيران بدعوى الممانعة وسلم ثوار عربستان ووقف يتفرج تجاه عدوان أمريكا الأخير على العراق عام 2003 وهو فوق هذا وذاك لم يقدم للشعب السوري سوى خطاب وتنظير وقد ظن الشعب أن هذا الدكتور بشار سيغير شيئا ما ولكن الشعب السوري بقي محكوما من فئة الكومبرادور وليس له علاقة بحزب البعث العربي الاشتراكي سوى الاسم وماركة التقليد!. خذ مثال أيها القارئ لقد اطلعت على منشور أرسل إلى فلسطين من قبل ما يسمى ب"القيادة القومية في سوريا " وهي ترحب بسقوط نظام صدام حسين الطاغية بحسب وصفهم فأي نظام هذا وأي حزب وبعث يتماهى فيه مع أعداء العروبة والاسلام؟! إن هذا النظام حسب رأيي أسير تخلفه وحقده وغير قابل للتطور وليس على استعداد لخوض معركة شرف حقيقية مع الكيان الصهيوني ولهذا نجد أن بعض قادة الكيان الصهيوني يتباكون ويترحمون عليه وسيخسرونه كما يعبرون عن ذلك بصحفهم. سؤال سابر: ما رأيك بدخول تركيا وإيران على مسرح الأحداث؟ جواب جابر: تحاول ايران وتركيا التدخل في البلاد العربية حيث تحلم بمد التأثير الفارسي والشيعي للبلاد العربية وركوب موجة الثورات عبر اليمن والبحرين ولبنان بينما تنافس تركيا هي الأخرى في محاولة لأعادة الدولة العثمانية باختصار يشكلان تحديا جديدا وخارجيا للأمة العربية .

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل