المحتوى الرئيسى

الاخوان المسلمون بديلا للقاعده بقلم:جاسم محمد

05/06 15:14

الاخوان المسلمون بديلا للقاعده - هل اضعفت الانتفاضات الشعبيه القاعدة .؟ أدركت أمريكا بعد 11 سبتمبر أن قمع الحكام العرب للتوجه الإسلامي داخل بلدانهم يحدث انفجارات عنيفة في وجه أمريكا ذاتها وخرجت أن الحل ليس في قمع التيارات الإسلامية وإنما بحرفها عن مسارها (5) تحاول الولايات المتحده و الغرب منذ سنوات ايجاد خط اسلامي ` معتدل ` بدلا من القاعده وهذا ما جاء في عدد من الدراسات المعنيه ومنذ سنوات امام الدفع العسكري والاعلامي للولايات المتحده وهي وراء تراجع التيارات الاسلاميه في المنطقه والعالم ليتراجع الاسلام الى موضع دفاعي ويطرح نفسه انه تيار اسلامي ` معتدل ` غير متطرف وكانه ردفعل اوتوماتيكي تجاه الغرب . عملت اميركا على خلق هذه الحاله مما دفع التيارات الاسلاميه `المتطرفه ` غير المحسوبه على القاعده ان تغير برامجها وتخسر قاعدتها في المنطقه ابرزها تراجع حزب الله في لبنان و حماس في فلسطين و الحوثيون في اليمن وتيارات اسلاميه في العراق . هذا التراجع كان مشروطا في تراجع شعاراتها اما الحديث عن فرض مناهج تدريسيه معدله وفق رؤيه غربيه خاصه في السعوديه واليمن والعراق وغيرها من الدول فكانت تدار خلف الكواليس وبترحيب حكومات تلك الدول . الاخوان المسلمون موضع ترحيب اميركي وافضل بد يل للقاعده من وجهة النظر الغربيه فعلا وهذا ماجاء في الضغوطات على بعض الدول و سوريا على وجه التحديد لغلق احتمالات صعود تيارات سلفيه في سوريا والمنطقه . أكد الكاتب الأمريكي د يفيد فرام في مقال علي موقعه الخاص أن الموجة الحالية من الانتفاضات الديمقراطية في الشرق الأوسط هي تطور جدير بالترحيب، ولكن الأمر المؤكد أيضا هو ترحيب الشرق الأوسط بقمع الأحزاب السياسية عن طريق دعم حركات مثل الإخوان المسلمين ( 1 )و (2 ) سوريا ولبنان ومصر هما حزام امني كبير لاسرائيل والمخابرات الخارجيه الالمانيه وفق لهذا المنظور لها اهتمام كبير في لبنان وسوريا بالاضافه الى اليمن ولنا عنه حديث اخر . اهتمام المخابرات الالمانيه الخارجيه في الحزام الامني الاسرائيلي جاء من خلال دورها البديل للولايات المتحده في عملية السلام العربي الاسرائيلي او الصراع الاسرائيلي الفلسطيني لذا رئيس مخابرات المانيا كان مديرا لمحطه المخابرات الالمانيه في سوريا وهو عراب المفاوضات مابين حزب الله واسرائيل حول تبادل الاسرى ورفاتهم وهي من تدير تحقيقات مقتل الرئيس الحريري . المانيا الحاضر الغائب في المنطقه وكانت تستغل اختراقات وضعف السي اي ايه حتى تفوقت عليها ولو راجعنا سجل المخابرات الالمانيه سوف لا نجد لها اختراقات او اخفاقات ماعدا قضيه ` كيرف بول ` المعنيه بتجنيد اللاجيء العراقي رافد علوان ضمن حمله اداره بوش بشن حمله قبل احتلالها العراق وخطواتها مدروسه لاتستفز الشعوب وعملائها تختارهم بعناء استخباري عالي رغم وجود عمل استخباري على اراضيها مابين حزب الله والموساد بمحاوله تجنيد عملاء من احدهما ضد الاخر خلال تواجد اهدافها او مرشحيها على الاراضي الالمانيه للعمل او الدراسه لتعيد تجنيدهم الى داخل اسرائيل او داخل فلسطين او لبنان . الثورات العربيه بالتاكيد احتوت القاعده فكريا وتنظيميا فما عاد الشباب العربي يحتاج الى جهد تنظيمي سري للتعبير عن رفضه على سبيبل المثال للانظمه الحاكمه او لقوات الاحتلال فاصبحت الثورات الشعبيه اسلوب معبر ومباشر مثلما حدث ويحدث في عدد من الدول العربيه هذه الثورات في الوقت التي تقضي على حكام الانظمه العربيه المتعاونه مع الغرب فانها تخدم الغرب في احتواء القاعده والتيارات الاسلاميه المتطرفه التي وجد الشباب فيها بديلا للتعبير عن الرفض وهذا ما اجمع عليه المراقبون المعنيون بتنظيم القاعده في المنطقه . بالتاكيد لاتستطيع الولايات المتحده ان تستمر دون ايجاد خصم اي حرب تلد حروب لكن بعد احتلال العراق ودخول اوباما البيت الابيض اتبع سياسه جديده تقوم على التزاوج الاستخباري مع الدول التي يوجد على اراضيها اهداف استخباريه ابرزها اليمن وافغانستان والباكستان . هذا التزاوج بدا من خلال اجراءات اوباما بتعيين با تينا على راس وكاله المخابرات الاميركيه واعاده اوراق السي اي يه وايجاد علاقه تعاون وتنسيق مابين البنتاغون والسي اي اية وايجاد محطات اقليميه للتنسيق مابين البنتاغون والسي اي اية دون الرجوع للمركز لاتخاذ ضربات سريعه تشترك فيها قوات الكومندوز وشبكه عملاء السي اي ايه في الدول الاهداف . وعملا بالاستراتيجية الاميركية الجديدة التي اعلنها في نهاية 2009 لباكستان وافغانستان والعراق . ماشهدته وتشهده افغانستان والباكستان / وزيرسان واليمن والعراق واخرها عمليه اغتيال اسامه بن لادن داخل الباكستان في الثانيمن مايس 2011 في مجمع سكني محصن في بلدة أبوت آباد الواقعة شمال غرب باكستان وعمليات اغتيال قادة طالبان وغيرها من قيادات القاعده تقوم على عمليات سريه نوعيه بعيدا عن العمليات العسكريه الواسعه لتجنب المزيد من الخسائر وتجنب اثاره غضب شعوب تلك الدول هكذا بدت اداره اوباما في سياستها الناعمة ` مراعات ` مشاعر الشعوب لتصل الى اعلانها غسل جثمان اسامه بن لادن وهو داخل طائره مروحيه وتحفظ ادارته من نشر مزيد من الصور . وقال اوباما: `اعتقد انه بالنظر الى طبيعة التفاصيل البشعة في تلك الصور، من الممكن ان يؤدي امر نشرها الى ظهور نوع من المخاطر على الامن القومي`. ( 3 ) جيرونيمو` هو الاسم الحركي الذي اطلقته القوات الامريكية على عملية قتل زعيم القاعدة أسامة بن لادن التي نفذها جنود من وحدة النخبة في البحرية الأمريكية `نيفي سيلز`. وتمت الإشارة كثيرا إلى بن لادن على أنه` جيرونيمو القرن الحادي والعشرين` الذي يراوغ الجيش الأمريكي ويفر في مناطق جبلية وعرة . ( 4) مقتل بن لادن يعتبر انجاز للسي اي اي قبل ان يكون للولايات المتحده وممكن اعتباره بان السي اي اية بدات تستعيد بريقها من جديد هكذا اختار اوباما الصعود من على الوكاله المركزيه وبفتره زمنيه قصيره وباقل الكلف ولوحظ ان شعبية اوباما قفزت نحو 11 نقطة عقب العملية، التي راقبها الرئيس مع فريق مستشاريه اثناء حدوثها من البيت الابيض، لتصل الى 57 في المئة في احدث استطلاع للرأي ( 7) . لقد اجمع المعنيون في شان القاعده بان مقتل بن لادن يعد ضربه قويه للتنظيم وفقا لتقرير نشرته صحيفه الديلي تلغراف البريطانيه في الثاني من مايس 2011 (6) رغم ان دور بن لادن كان ارشاديا اكثر من اداره العمليان بالاضافه الى تفرع القاعده الى تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين والجزيره العربيه واليمن والشام وفقا لملاحم الجهاد التي اشارت لها اسفار القاعده وادبياتها وسيكون التمويل اكبر العوامل التي خسرتها القاعده بمقتل بن لادن لما يتمتع به من علاقات واسعه منذ نشات القاعده عام 1988 ولحد الان اما تنظيميا فان فروع القاعدة فسوف لا تتاثر كثيرا لاستقلاليه القرار واختيار الاهداف رعم خسارتها المعنوية . تراجعت القاعده في ضوء الثورات العربيه وفي ضوء حجم الخساره التي لحقت بالمذاهب الاسلاميه المحسوبه عليها القاعده لتصل الى حاله اعلان البراءة من تنظيمات القاعده من اقرب الفصائل الاسلاميه القريبه منها كما حصل في فصائل المقاومه العراقيه ابرزها الجيش الاسلامي وجيش محمد وغيرها الى حد اصبحت خصم بعد بتصفيتها الصحوات في العراق بعد خروجها عن مظلتها . الولايات المتحده بدات تستعيد شيء من سياستها في المنطقه بعد ان تراجعت تراجعا كبيرا في احتلال العراق وتصريحات الاداره الاميركيه القائمه على مراقبه ثورات الشعوب العربيه والقفز عليها واعتمادها ` الشرعيه الدوليه` والاتفاقات الثنائيه كل ذلك يؤكد بانها تتبع السياسه الناعمه لتحقيق مصالحها في المنطقه لتاتي بنتائج افضل من السياسه العسكريه المباشر ة . جاسم محمد كاتب متخصص في مكافحه الارهاب والاستخبار [email protected] المراجع (1 ) http://www.rosaonline.net/Daily/News.asp?id=104956 (2 ) http://www.is-tr.com/vb/showthread.php?t=9995 ( 3 ) http://www.bbc.co.uk/arabic/worldnews/2011/05/110505_binladen_us_images.shtml ( 4) http://www.bbc.co.uk/arabic/worldnews/2011/05/110503_binladen_geronimo.shtml (5 ) http://www.forsanelhaq.com/showthread.php?t=164663 (6) http://www.aljazeera.net/NR/exeres/E071727F-1802-4429-B814-140A021D5048.htm ( 7) http://www.bbc.co.uk/arabic/mobile/worldnews/2011/05/110505_binladen_us_images.shtml

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل