المحتوى الرئيسى

اوبرا سيدني اعجوبة معمارية تصدح علي المحيط الهادي .. شاهد الصور

05/06 11:34

سيدني -دنيا الوطن- جمال المجايدة حينما يتعانق الابداع مع الجمال يتشكل التقاء حميم مابين الانسان والطبيعة,  هذا هو الشعور الذي يراودك حين تقف امام الاوبرا في سيدني وهي شامخة تصبح البحر بأشرعتها وصدفاتها العجيبة . كانت شمس الخريف الساطعة تشع من سماء شديدة الزرقه تنعكس علي سطح المبني الابيض وتلامس مياه البحر تاركة لنا لحظات لاتنسي في دفتر الذكريات الجميلة !   والزائر الي  سيدني - التي تعرف بالعاصمة التجارية لاستراليا - , اينما جال بصره فانه حتما يصل مشدوها علي قدميه الي مبنى الاوبرا المعروف بتصميمه الهندسي الرائع والذي لا يشبه غيره ويعكس حداثة تصاميم القرن العشرين. يعتبر المبني من اهم المراكز الثقافية في المدينة وتدور تحت سقفه المثلث الشكل اجمل سمفونيات الاوركسترا في سيدني وتابلوهات ساحرة لرقصات الباليه الاسترالية الراقية بالاضافة الى الاوبرا الاسترالية الشهيرة واستضافة نخبة من الفنانين الاجانب من كل بقاع الكون ليصدحوا بأصواتهم داخل جدران المبنى المميز.  خلف الكواليس  لقد نظمت لنا الاتحاد للطيران وهيئة السياحة الاسترالية جولة تعرف باسم / خلف الكواليس / داخل المبني الشهير , وحينما وصلنا الي هناك في الصباح الباكر قال لنا المرشد السياحي ان هذه الجولة تهدف للتعرف على المبنى من الداخل، بما فيها القاعات الرئيسية و غرف تبديل ملابس الفنانين وفرصة الوقوف على المسرح واختبار كواليسه ايضا والتقاط الصور في اماكن اشهر العازفين والمطربين والتعرف الي الالات الموسيقية ونظام الاضاءة والقيادة والتحكم في المسرح صعودا وهبوطا واسرار التابلوهات واللوحات وكواليس الفنانين .  دار أوبرا سيدني تقع في مدينة سيدني بأستراليا، وهي غالبًا ما تُعَدُّ أفضل ما تم بناؤه في أستراليا في القرن العشرين الميلادي، ويرتفع هذا المبنى على أرض/ بينيلونج بوينت /  وهي شبه جزيرة تشكل نتوءًا داخل الميناء. لقد تم بناء سقفها على هيئة شراعين متشابكين مما جعلها عملاً هندسيًا عالميًا متميزًا. وبإمكان دار الأوبرا هذه استيعاب أكثر من 6,600 من المشاهدين، وقاعاتها مخصصة لإقامة حفلات الموسيقى وكل من المعزوفات الكبيرة والصغيرة وعروض الأوبرا، والمسرحيات، والرقص الإيقاعي , الباليه، والأفلام، والعزف المنفرد، وإقامة المعارض، والمناسبات. ويغطي السطح الذي يأخذ هيئة الشراعين المتشابكين الصالتين الكبيرتين والمطعم. من اجمل مسارح العالم ! دار أوبرا سيدني، مبنية من الخرسانة وكابلات فولاذية لمنع التشقق وهو من أجمل مسارح العالم وصممه المهندس الدنماركي جون اوتزن في عام 1947  بتكلفة 100 مليون دولار. لقد بزغت فكرة بناء دار للاوبرا في ذهن أحد الموسيقيين البريطانيين المرموقين وهو Eugene Gossens والذي تعود أصول عائلته لبلجيكا.   وتم دعم الفكرة من قبل السياسي Cahill وأستاذ كرسي العمارة بجامعة سيدني البروفسور Ingham Ashworth.  وقد عمل الموسيقي المذكور بالولايات المتحدة الأمريكية في السابق واعتقد بفكرة أن دار الاوبرا ليست حكرا للنخبة من المجتمع بل يمكن ان تكون للعامة من الناس وأن تشكل محورا لاهتمامهم.  وبدلا من أن تكون الصالات صغيرة يمكن بناء دار للاوبرا لتتسع لأعداد تتراوح بين الثلاثة والاربعة آلاف.  وبعد وصوله لاستراليا شغل هذا الموسيقي منصب مدير اوركسترا سيمفونية سيدني في العام 1946 وبدأ يعمل بمساعدة مؤيديه على تحقيق هذا الهدف. وفي العام 1953 أعلن Cahill أن سيدني بحاجة إلى دار للاوبرا وأعلن عن اجتماع عام في العام 1954. وتم انتخاب لجنة في العام 1955 والتي اختارت الموقع المناسب لتصميم دار تحتوي صالتين تتسع احداهما إلى 3500 شخص والأخرى تتسع 1200 شخص.  وتم الاعلان عن مسابقة عالمية لتصميم دار للاوبرا وتم تعيين أربعة محكمين معماريين منهم Ashworth بالإضافة إلى Leslie Martin الذي صمم Royal Festival Hall بلندن وكذلك الأمريكي Saarinen.  وقد كان الهدف من المسابقة اختيار المعماري والتصميم الفائز على حد سواء. وكان التركيز في التقييم على طبيعة معالجة القاعتين الأهم في المبنى كله واللتين تقام فيهما العروض الموسيقية. وكان التحدي في المسابقة هو تعدد الوظائف المطلوبة بالإضافة إلى القاعتين.  فهناك قاعات اجتماعات وقاعة مراجعة وتسميع ومرافق ترفيهية كمطعم وأخرى صحية وخدمات. أما التحدي الأكبر فكان في إيجاد فراغ للقاعتين يتمتع بميزات الصوتيات ويراعيها لأهميتها في مبنى من هذا النوع.  بمعنى أنه ليس جماليا كفراغ داخلي فحسب بل ويعمل على التقليل من مشاكل الصدى الصوتي مما قد يؤثر في العروض الموسيقية بدرجة كبيرة. وعلى الرغم من صعوبة المشروع فقد دخل المسابقة 933 معماري وشركة استشارية عالمية. إلا أن الذين قدموا المشاريع للمسابقة لم يزد عددهم عن 230 فقط.  وبالنتيجة أعلن في العام 1957 أن المشروع الفائز بالمسابقة هو المقدم من قبل المعماري الدنماركي Jorn Utzon.  ومن المثير والطريف معا أن المشروع الفائز قد تم استبعاده في المرحلة الأولية للتقييم من قبل لجنة التحكيم إذ لم تكن الرسومات المقدمة مغرية, فقد كانت عبارة عن رسومات بسيطة وكروكيات أولية. ويحكى أن أحد أعضاء لجنة التحكيم جاء لأحد جلسات تقييم المشاريع المقدمة للمسابقة متأخرا فوقع بصره على كومة من المشاريع الملقاه جانبا والتي تم استبعادها من الجولة الأولى فلفتت هذه الرسومات الأولية البسيطة اهتمامه, فاستخرج المشروع من تلك الكومة وأعاد عرضه على اللجنة التي أوصت لاحقا بعد دراسة ملية أن هذا المشروع سيكون من أعظم المشاريع للقرن العشرين. وهو ليس جماليا كفراغ داخلي فحسب بل ويعمل على التقليل من مشاكل الصدى الصوتي مما قد يؤثر في العروض الموسيقية بدرجة كبيرة.  اوقد أظهر الاستفتاء الذي أجرته جريدة التايمز البريطانية وصحيفة أسترالية في العام 1992 أن حوالي 70% من القراء قد اعتبروا دار الاوبرا بسيدني الأعجوبة رقم واحد من أعاجيب العالم الحديث.  وتعد رمزا ليس فقط لمدينة سيدني بل لأستراليا, حيث تم استخدام المنظر العام لدار الاوبرا كشعار للألعاب الأولمبية بأستراليا في العام 2000. وشهرة دار الأوبرا تضاهي كاثدرائية نوتردام بباريس. وقد لعب بناء دار الاوبرا دورا في إعطاء المدينة أهمية عن بقية المدن الاسترالية الأخرى المهمة كمدينة ملبورن. 

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل